If you do not find what you're looking for, you can use more accurate words.
تم اكتشاف التقدم التقني في إنتاج الشيكولاتة في شمال أوروبا، وخاصة الكاكاو من قبل الصحافي الهولندي يوهانس فان هوتين في عام 1828، وأدى ذلك التقدم لإعادة إنتاج أشكال جديدة من الكاكاو موجودة في شكل صلب، مثل أقراص الشيكولاتة وأشكال الحلوى السكريّة. وكان من الشائع بين المؤرخين الطباخين أن يقوموا بتوصيل اختراع الشكولاتة الصلبة للتكنولوجيا الأوروبية في القرن التاسع عشر، على الرغم من أنه في القرن السابع عشر، بالفعل، تم أهملها في المكسيك في المستعمرات على يد المبشرين الأسبان. ولكن ما هو مؤكد هو أنه حتى القرن التاسع عشر التحسينات التقنية لم توسع أمكانيات تقديم هذا المنتج الجديد. في عام 1844، أعلنت شركة الشكولاتة برازو فويرتي في هافانا أنه تم إنتاج الشيكولاتة بشكل جديد، وذلك بفضل آلات من إسبانيا. في أستورغا، بالفعل في عام 1885، كان هناك العديد من المهندسين الذين اخترعوا آلة لتحسين عملية تصنيع الشيكولاتة، منهم واحداً من المعروفين يُسمى أنجل غارسيا (الملقب ميكانيكي)، هو الذي صمم نواعير الحمام، والخلاطات، والمصافي، وطواحين الهواء. واستطاعت مصانع الشكولاتة الأوروبية، عام 1870، أن تُصنع الشكولاتة بالحليب المجفف، وظهرت أقراص الشيكولاتة الأولى. فوجود الأجهزة الجديدة مثل كونشينغ سمح بتصنيع قطع من الشكولاتة. وأدى ذللك إلى وجود طلب قوي لأشكال الشكولاتة الخيالية التي تستحوذ على مخيلة الأطفال.
كانت التطورات العلمية وإدراج آليات جديدة في إنتاج الشيكولاتة هي السبب في جعل الشكولاتة بثمن أرخص وأدت إلى زيادة استهلاكها في إسبانيا. وكان هذا الاستهلاك في أزهى فتراته في القرن التاسع عشر. كما بدأ الإنتاج الإسباني يكون في أيدي الشركات العائلية الصغيرة الناشئة التي تقدم منتجاتها فقط إلى الطلب المحلي. وكانت أيضاً مبيعات باقي الشركات الأوروبية غزت تدريجيًا الأسواق الدولية.
من بين المصانع الأولى في إسبانيا يوجد مصانع: الإخوة نيكولاس، وفورتوناتو لوكا دي تينا، والملكة، الذين بدأوا الإنتاج في عام 1860 وكانوا في طريق إشبيلية (الكالا دي جواديرا) (منطقة صناعية تسمي توري بلانكا). وأتقن الإخوة نييكولاس تقنيات تحميص الكاكاو . كان شعار مصنعهم هو "قس الآباء البينديكتين " وكان يتبع استراتيجية عمل مطعم لاهاردي.
كان القرن التاسع عشر يتسم بتفضيل الناس للشيكولاتة المطحونة باليد، وكان يُفضل أن الخليط يكون غير متجانس، وثبت أن في هذه الطريقة أفضل طعم للشيكولاتة. كان الطحن اليدوي شاق جداً، وكانت الكونتيسة إيميليا باردو بازان تفرق بين طعم الشيكولاتة المطحونة باليد والشيكولاتة المطحونة بالآلات. كان يجلس الذين يطحنون على ركبتيهم، ويحركون العجلة التي تدير الحجر المنحني. وسُميت هذه التقنية ميتات وكانت تُستخدم في أماكن أخرى من المستعمرات. وذكر الكاتب بينيتو بيريز جالدوس طعم الشكولاتة في العديد من رواياته.
في هافانا، أُعلن لأول مرة عمل الفول السوداني بالشيكولاتة، وتم تقليده في إسبانيا ثم أصبحت مع اللوز. أدى عمل الفول السوداني بالشيكولاتة إلى التقليل من عمل الشيكولاتة سادة. وكان من بين المنتجات المقدمة للمستهلكين، شيكولاتة سوكونوسكو وكانت أكثر قيمة غذائية، تليها الفانيليا ثم القرفة. كان يتم خلط الشيكولاتة بالخليط المطحون باليد وبالماء (وأحياناً بالحليب، وهذه العادة كانت في الطبقات العليا) وكان الحليب يُغلي، ويتم ضربه بقوة بملعقة خشبية مع خليط الكاكاو البودرة.
واستمرت وصفات الشكولاتة من رجال الدين. كانت أنخيل مورو الأكثر شهرة في عام 1884 من راهبات سمورة. وكانت تطهي الشيكولاتة في وعاء من الفخار وتُترك لتستوي. وفي اليوم التالي، تضع الوعاء في الماء. مما جعل هذا الشيكولاتة أكثر ليونة.
في منتصف القرن التاسع عشر، بدأت منازل الطبقات العليا تقدم مشروب من أصل آسيوي، وهو الشاي. في الوقت الذي كانت تنتشر فيه الشيكولاتة بكثرة بين الطبقات العليا.
في عام 1875، أنشأ الصيدلي هنري نستله السويسري الحليب البودرة، بالتعاون مع بيتر دانيال. وقُدم هذا الاختراع لعمل الشيكولاتة الصلبة والذي أعطي الشهرة لسويسرا: هو خلط الكاكاو مع السكر والحليب لأواخر القرن التاسع عشر. في ذلك الوقت، كانت المصانع في إسبانيا لها قدرة صناعية كبيرة، فكانت تنتج بين 125 و250 كيلوغراما من الشيكولاتة يومياً.
كان مشروب الشيكولاتة وصل إلى الطبقة الوسطى، مما جعله يتكاثر في أماكن التجمعات الاجتماعية، مثل المقاهي. بدأت توجد هذه العادة الإسبانية في أواخر القرن الثامن عشر وازدهرت في منتصف القرن التاسع عشر، مما سهل استخدام الشيكولاتة الساخنة. اختار كل مكان في إسبانيا عنصر الطهي المميز للمكان، وكانت الشكولاتة تُستخدم في كل الأماكن. مما أدى لعمل التشوروس في مدريد، والكعك في فالنسيا، والكعكة الإسفنجية على شكل الأصابع في برشلونة والخبز المحمص في ساحل سانتندر. وكل هذا تم عمله مع الشيكولاتة.
كُتبت أول إشارة في إسبانيا حول مهنة صانعي التشوروس عام 1621، خلال الفترة الأولى من عهد فيليب الرابع، وطلب فيلاسكو بيدرو بزيادة في السعر على المنتجات.
بين المراجع الأدبية في ذلك الوقت عن الشيكولاتة والمقاهي يوجد تفسير له روح الدعابة من رامون ماريا ديل بايى إنكلان، لماذا لا تُشرب الشكولاتة في الدير، على الرغم من شعبيتها الكبيرة عند رجال الدين الإسبان.
فقد أصبحت الشيكولاتة المشروب المفضل في المقاهي الشعبية، وبدأت تزدهر في المدن الإسبانية وفي الفنادق الصغيرة القديمة. وكانت التجمعات، الموجودة في هذه الأماكن العامة، تتناول الكاكاو. وبدأ في 27 سبتمبر 1821 استقلال المكسيك، مما ترتب عليه نهاية إسبانيا الجديدة، وذلك أثر على صادرات الكاكاو إلى إسبانيا. فكانت مصانع الشكولاتة هي المتخصصة في عمل الشكولاتة، والتي بدأت تظهر في المدن الكبيرة. في مدريد، كانت دونا ماركويتا واحدة من مصانع الشكولاتة، تقع على شارع القلعة (المعروف أيضاً باسم سوتانيو)، كان مشهور جدًا. في برشلونة، يوجد منزل كوتشارياس التقليدي، الذي فُتح في عام 1786، وكان واحدًا من مصانع الشكولاتة في مدينة كوندال. هذا الاسم أتي من كونه أول من استخدم الملاعق في عمل الشكولاتة، وكانت هذه فكرة جديدة، وهو السبب في استخدام الملاعق الخشبية حتى الآن. وكان خوان جوان دي سايجو في بالما دي مايوركا واحدًا من مصانع الشكولاتة الأولى في إسبانيا، ويعود تاريخه إلى عام 1700، ويقع بجوار كنيسة سانتا إيولاليا.
المسافرين الأجانب الذين زاروا شبه الجزيرة الأيبيرية جمعوا معلومات عن عادات الطهي الإسبانية ومن بينها معلومات عن الشيكولاتة. من بين هؤلاء الأجانب، كان الدبلوماسي الفرنسي خوان فرانسيسكو بيرون، وهو أول من اكتشف استعمال الشيكولاتة عندما سافر إلى إسبانيا في عام 1772 -1773. ولاحظ الأجانب وجود الشيكولاتة في قوائم الأكل لمعظم الفنادق الصغيرة والاستراحات. خلال هذه السنوات كانت للشكولاتة انتشار كبير في مدريد حيث لم يكن يوجد معجنات في الوقت الذي كانت الأكشاك تبيع فيه الشيكولاتة.
كان تحديد استهلاك السكان الإسبان في القرن التاسع عشر من الصعب جدًا أن يتحقق. ومع ذلك، في بداية هذا القرن وجد كتاب أجانب كثيرون في إسبانيا أن الشيكولاتة مشروب يومي. فقد ذكر جوزيف تاونسند كيف كانت الشكولاتة تُباع للإفطار. ويقول:
وكانت الشيكولاتة تُشرب ساخنة خلال القرن التاسع عشر وأصبحت مشروب شعبي. واعتبرت أنجل مورو، الطباخة الإسبانية في أواخر القرن، أن شرب الشكولاتة واحدًا من رموز إسبانيا مثل مصارعة الثيران. ووضع في الأعتبار أيضًا السيد بيت بيرن القدرة على صنع الشيكولاتة وتوافرها في المبيعات.
في أواخر القرن العشرين بدأ استخدام الشيكولاتة كمكون في الأكل، وذلك بسبب الاتصالات المكثفة مع مطابخ البلاد الأخرى مثل المطبخ المكسيكي. وتم إدخال الشيكولاتة في مكونات أكل المطابخ الإسبانية، وكان أيضاً المطبخ الكتالاني قد أدخل منتجات الكاكاو بين مكونات أكلاته. كما ظهر في وصفات الأكل الإسبانية تأثير مطبخ نافارا. وبعض الأكلات بدأت تشمل الشكولاتة كمكون، مثل: "الفطر بالشيكولاتة"، و"جراد البحر والدجاج مع الشيكولاتة"، و"الأرنب بصوص الشيكولاتة، "البطة المحشية بمرقة الشيكولاتة"، وغيرها. وقد تم استخدام الكاكاو في المطبخ الأمريكي ، في إعداد طهي الدجاج الرومي. وجعل تقديم الدجاج الرومي بخليط الشيكولاتة من قبل الغزاة في أمريكا الوسطى هذا النوع ينتشر تدريجيًا ويدخل في المطابخ الأخرى مثل: مطبخ كوبا.
ظهر شغف الكنسية بالكاكاو منذ أوائل القرن السادس عشر وخاصة الكنائس التي كانت على جانبي المحيط الأطلسي. كانت وصفات إعداد الشكولاتة قد وصلت إسبانيا من مصادرها. كانت الشكولاتة التي أخذت ترتيب سسترسن من أفضل الشكولاتات، وبعد إصلاح مصنع ترابي، أصبح أول مصنع للشكولاتة لدير بوبليت. كانت من عادة الكنيسة في ذلك الوقت تناول الشكولاتة وقد ذكر جيرونيمو دي باريونويبو الشكولاتة في كتاباته عام 1892.
ظلت هذه الهواية حتى القرن التاسع عشر، عندما وضع الأدب الشعبي صورة الكنسية أثناء تناول الوجبات الخفيفة من الشكولاتة مع القرع. وانتقلت هذه الفكرة لمختلف البلدان في أوروبا. ورفض اليسوعيون استخدام الشكولاتة، أثناء فترة حكم موزيو بيتيستشي، معتبرين أن ذلك مساعدة على الفقر. و كانت الشكولاتة تُأخذ في وجبة الإفطار في الكنائس. ومنذُ عام 1662، أصبحت الكنيسة تقدم الشكولاتة الساخنة في وجبة الإفطار، قبل إقامة القداس.
خلال فترات الصوم في الكنيسة كانت الشكولاتة يتم تحضيرها بدون وجود أي نوع من منتجات الألبان؛ لهذا السبب كان الكاكاو يُحضر بالماء الساخن، ويُقدم بعد إقامة القداس. وتوجد أدلة على هذا في الكتب الأدبية على مدى القرن التاسع عشر. على أي حال، في القرن السابع عشر، كان هناك جدل بين علماء دين، وأساتذة الجامعة حول ما إذا كانت الشكولاتة تضر بالصيام المسيحي أم لا. وقد قسم هذا الجدل حول الشكولاتة المجتمع المسيحي إلى جزء يرى الشكولاتة أنها تضر بالصيام وجزء آخر يرى أنها لا تضر به، وكُتبت مواضيع كثيرة حول ما إذا كانوا مع أو ضد. وأكداو أن الأطعمة التي لايصلح الصيام بأكلها هي الأطعمة التي لها تفسد الصيام، وتضمنت الشكولاتة. وكتبت أنطونيو دي ليون بينلو، الكاتبة المسرحية، عام 1636، في ي عملها مسألة أخلاقية، الذي نُشر في مدريد، إذا كانت الشكولاتة تضر بالصوم عند المسيحين، حيث أوضحت أن المسألة متعلقة بإذا كانت الشكولاتة "صلبة أو سائلة". فإذا كانت الشكولاتة صلبة فهي تضر بالصيام ولا ينبغي أن تؤكل أثناء فترات الصيام.
كان يدور حول موضوع الشكولاتة جدل قوي. وأعلن الكاردينال فرانسوا ماري برانكاكسيو أنه مع تناول الشكولاتة في فترات الصيام في عام1662، وأعرب عن رأيه في هذه العبارة اللاتينية المادة السائلة لاتضر بالصيام. وقامت الكنيسة الكاثوليكية بتناول الشكولاتة أثناء الصيام، دون إضافة الحليب أو البيض. وأكد البابا بولس الخامس أن تناول الشكولاتة لايفسد الصيام قائلًا عبارته الشهيرة، على الرغم من أن هناك بعض الجدل: فإن الشكولاتة لا تفسد الصيام. وقال أيضًا البابا غريغوري الخامس عشر نفس هذا الكلام.