If you do not find what you're looking for, you can use more accurate words.
اتّبع الحكام أساليب عدة لأثناء الشيخ البدري عن عزمه في التصدي لهم، فكانوا يرسلون له في بيته أو السجن بعض المرتزقة من علماء السلطة من المشايخ وأدعياء العلم، مظهرين محبتهم وحرصهم عليه، منكرين له التصدي للحكام وتدخله في السياسة، على إن الدين لا علاقة له بالسياسة!
فكان يحزن لكلامهم ويستاء من مواقف الجبن والخذلان لدى هؤلاء العلماء ولهذا قام في محل إقامته الجبرية بتأليف كتاب في الرد عليهم مبيناً سيرة السلف الصالح من العلماء العاملين والفقهاء، الذين تصدوا لظلم الظالمين، وأسماه (الإسلام بين العلماء والحكام).
وذكر فيه محنة وجهاد نخبة من علماء الإسلام ومنهم: سعيد بن المسيب، وسعيد بن جبير، وجعفر الصادق، وأبي حنيفة، ومالك بن أنس، وأحمد بن حنبل، والشافعي، والبخاري، والعز بن عبد السلام، وابن تيمية، وغيرهم كما ذكر مواقف العلماء المتأخرى ن من أمثال: أحمد السرهندي، وعز الدين القسام، وعبد القادر الجزائري، وعمر المختار وغيرهم.
ومن مقولاته في كتابهِ القيم الإسلام بين العلماء والحكام: (لقد جرت سنة الله في خلقهِ أن يفتنهم ويختبرهم ليميز الخبيث من الطيب، وقد اعتاد الظالمون من الحكام أن يضطهدوا الذين يخالفونهم في سلوكهم المنحرف، ويناهضونهم في أفكارهم الباطلة ولم يسايروهم في أهوائهم، وينزلوا بهم أنواع المحن، بعد أن أعرضوا عن أشكال المنح التي قدمها الحكام إليهم في ذلةٍ وصغار، ولكن أنّى للنفوس الكريمة، ذات المعدن الطيب أن تُغرى بالمال أو يسيل لعابها على فتات الدنيا، أو تستمال بعرض زائل من الحياة).