If you do not find what you're looking for, you can use more accurate words.
كان موقف العرب أنه لايمكن اعتبار فلسطين من المناطق المستثناة كونها تقع جنوب المناطق المذكورة في خطاب مكماهون. جادل العرب خصوصاً أن ولاية دمشق غير موجودة وأن تعبير مقاطعة دمشق عنى فقط المنطقة المحيطة بالمدينة نفسها، وأن فلسطين كانت جزءاً من ولاية سوريا التي لم تذكر في المراسلات.
لحظ مؤيدو هذا التفسير أيضاً أنه ألقيت أثناء الحرب آلاف المناشير بالطائرات خلال عام 1916 على كافة أنحاء فلسطين تحمل رسالة من الشريف الحسين من جهةٍ ورسالة من القائد البريطاني من الجهة الثانية تبين أن الاتفاق العربي-الإنجليزي قد تم، وتم تأكيد استقلال العرب، وهو دليل على أن بريطانيا اعتبرت سكان فلسطين معنيّون بهذا الأمر.
في كتابه "تاريخ سوريا ولبنان تحت الانتداب الفرنسي" يذكر المستشرق الإنجليزي ستيفن لونغريغ: "أما سناجق القدس ونابلس وعكا فإنها لم تستثن ولم يرد ذكرها بالمقابل في المراسلات، ولذا فإن العرب أصروا دائماً على أن هذا القسم من سوريا الجنوبية كان مشمولاً في وعد الاستقلال، وأن هذه الدعوى غير قابلةٍ للنقض فعلاً إذا ماستندنا إلى بنود النص... والواقع أن مكماهون أعلن في 1939 أنه لم يقصد إدخالها".
والحق كان يمكن ذكر فلسطين أو القدس أو غرب نهر الأردن أو أي تعبيرٍ يُقصد منه إدراج فلسطين مع المناطق التي طلب مكماهون استثناءها لكن ذلك لم يرد في الخطاب، كما أن مسوّغ الاستثناء -وهو الادعاء بأن هذه المناطق لايمكن اعتبارها عربيةً تماماً- أمرٌ غير واردٍ بالنسبة إلى فلسطين، وإذا كان بغرض التلميح لليهود فهو احتمال واهٍ لضآلة عددهم جداً وقتذاك مما لايمكن أن يؤثر على عروبة فلسطين.
كان توقيت نشر المراسلات في كتاب جورج أنطونيوس (1938) تسريباً من الإنجليز، ورسمياً من قبل الحكومة البريطانية (1939) لإدراجها في وثائق مؤتمر المائدة المستديرة في لندن (1939) حول فلسطين مناورةً سياسيةً لا أكثر للقول إن بريطانيا كانت استثنت فلسطين أصلاً من وعودها للشريف، بينما هي لم تك تريد -وقت المراسلات- أكثر من ذكر أنها أخذت بالاعتبار مصالح حليفتها فرنسا.