If you do not find what you're looking for, you can use more accurate words.
من منتصف إلى أواخر القرن الثامن عشر، ظهرت نظرية بين بعض المثقفين الأوروبيين وهي أن اليابسة في العالم الجديد كانت بطبيعتها أقل شأنا من أوروبا، اقترحت ما سمي بـ" أطروحة الانحطاط " أن الظواهر المناخية والرطوبة والظروف الجوية الأخرى في أميركا أضعفت الرجال جسدياً.
نشأت النظرية مع كونت دي بوفون في كتابه " تاريخ الطبيعة" (1766)، وانضم إليه الكاتب الفرنسي فولتير موافقاً. وأصبح الهولندي كورنيليوس دي باو أحد أشهر مروجيها، وقال دي باو أن العالم الجديد غير صالح للسكن البشري لأن :
جعلت النظرية من السهل القول بأن البيئة الطبيعية للولايات المتحدة من شأنها أن تمنع إنتاج ثقافة حقيقية. القس الفرنسي الموسوعي غيوم توماس فرانسوا رينال كتب عام 1770:
الآباء المؤسسون للولايات المتحدة انتقدوا النظرية وقاموا بتفنيدها، وتبادل بنجامين فرانكلين والفرنسي كونت دي بوفون الرسائل بخصوص هذه المسألة. توماس جيفرسون، الرئيس الثالث للولايات المتحدة، في كتابه ملاحظات على ولاية فيرجينيا (1785) يقول:
أليكساندر هاميلتون كتب في أبحاث الفيدرالية الاصدار الحادي عشر:
دافع ظهور هذه الدعاية كان مرتبط جزئياً بخوف الحكومات الأوروبية من الهجرة الجماعية إلى العالم الجديد. وساهمت في ظهور حالة الفرانكوفوبيا (معاداة الفرنسيين) بين الأميركيين.
انتقد بعض الأوروبيين الأمريكيين لافتقارهم إلى "الذوق، الكياسة والحضارة" واعتبروا الشخصية الأميركية "وقحة ومتغطرسة". المؤلفة البريطانية فرانسيس ترولوب في كتابها الآداب المحلية للأميركيين الصادر عام 1832، قالت أن أعظم الفروقات بين إنجلترا وأميركا هو حاجتهم إلى التهذيب، موضحة بأن تلك الممسحة التي أزالت الجوانب الخشنة والوعرة من طبيعة الإنجليز، ليست موجودة ولا يُحلم بها بين الأميركيين. هذا الكتاب أغضب الأميركيين أكثر من أي كتاب أُلف من مراقب أجنبي في كل الأوقات.
كتاب الكابتن الإنجليزي فريدريك ماريات المعنون "يومياتي في أميركا" (1839) أثار جدلاً كذلك، وأحرقت صورة للمؤلف مع كتبه في ميتشغن. رواية الإنجليزي تشارلز ديكنز حياة ومغامرات مارتن تشزلويت، تُعتبر هجاءً قاسياً للحياة الأميركية. بنهاية القرن التاسع عشر، كانت الصورة النمطية عن "الأميركي القبيح، الشره، الواعظ، المزعج، الشوفيني" وجدت لها مكانا ثابتاً في أوروبا.
مثل هذه الأحكام المسبقة متجذرة في ذهنية الأوروبيين، فمفهوم الثقافة الأوروبية الأرقى من "الابتذال الأمريكي" لا يزال حياً إلى اليوم، ، فالفكرة هي أن أوروبا تاريخها أقدم وبالتالي ثقافتها أغنى. برغم التفوق الأميركي في مجالات عدة والتأثير الثقافي الأميركي على الأوروبيين منذ الحرب العالمية الثانية ومابعدها.
واجهت الولايات المتحدة الشابة انتقادات لأسباب سياسية وأيديولوجية. المفكرين والأدباء الأوروبيين الرومانسيين يعادون النظرة التنويرية للعقل ومهووسون بالقومية والتاريخ. الشاعر الألماني نيكولاس ليناو كتب:
هذه التعليقات متلازمة أخرى للغة الانحطاط، وجاء التركيز على الولايات المتحدة فقط وليس بلدانا بتاريخ مشابه مثل كندا والمكسيك. هاجر ليناو إلى الولايات المتحدة في عام 1833 ووجد أن البلاد لا ترقى إلى مستوى المثل العليا لديه، مما دفعه للعودة إلى ألمانيا في العام التالي. كانت تجربته في الولايات المتحدة الأمريكية موضوعا لرواية بعنوان "تعبت من أمريكا" المؤلفة من زميله الألماني فرديناد كورنبرغر. وهوجمت طبيعة الديمقراطية الأميركية، كانوا يقولون بأن أميركا تفتقر إلى "العاهل، الأرستقراطية، التقاليد الراسخة، والنظام الطبقي الصارم" ووصفوا الديمقراطية الأميركية بالـ"مهزلة" وورموها بالفشل. الثورة الفرنسية، والتي كانت مكروهة من قبل العديد من المحافظين الأوروبيين، أثرت على الولايات المتحدة بفكرة إنشاء الدستور المبني على مبادئ مجردة وعالمية، ولكن تناقض مبادئ دستور الولايات المتحدة مع تاريخ العبودية في أميركا، جلب العديد من الانتقادات. الكاتب البريطاني صمويل جونسون علق عام 1775 قائلاً :
وذلك برغم أن العبودية كانت ممارسة ونشطة في الإمبراطورية البريطانية حتى العام 1833. تعليق صمويل جونسون صدر عام 1775 وهو عام حرب الاستقلال الأمريكية بقيادة جورج واشنطن ضد الإمبراطورية البريطانية، أراد جونسون أن يُظهر تناقض الثوريين الأميركيين باسم الحرية ودفاعهم عن العبودية في ذات الوقت.