If you do not find what you're looking for, you can use more accurate words.
وفقًا لبيتر نايت، على مدى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، نادرًا ما مرت الولايات المتحدة بأعمال معادية للسامية مقارنةً بذاك النوع الذي استوطن في أوروبا خلال نفس الفترة.
بحلول فترة الحرب الأهلية، اجتمعت التوترات حيال العِرق والهجرة، بالإضافة للمنافسة الاقتصادية بين اليهود وغير اليهود لتشكل أسوأ موجة من معاداة السامية حتى ذاك التاريخ. أدان الأمريكيون المؤيدون منهم والمعارضون لمسألة العبودية اليهود بصفتهم خونة مستفيدين من الحرب، واتهموهم بطرد المسيحيين من أعمالهم والتواطؤ مع العدو.
تأثر اللواء يوليسيس جرانت بهذه المشاعر وأصدر الأمر العام رقم 11 بطرد اليهود من المناطق الخاضعة لسيطرته في غرب تينيسي:
«يُطرَد اليهود، بصفتهم طبقة تنتهك قواعد التجارة الموضوعة من قبل وزارة الخزانة وأوامر الوزارة، وذلك خلال أربع وعشرين ساعة من استلام هذا الأمر.»
أصدر جرانت أمرًا «بعدم السماح لأي يهودي بالسفر على الطريق جنوبًا». وأمر مساعده العقيد جون في. دوبوا «جميع مضاربي القطن واليهود والمشردين الذين لا يملكون وسائل شريفة للدعم» بمغادرة المقاطعة. «يجب إبعاد الإسرائيليين على وجه الخصوص.. فهم مصدر إزعاج لا يُطاق».
ألغى الرئيس أبراهام لينكولن هذا الأمر سريعًا لكن ليس قبل أن يُنفَّذ في عدد من البلدات. وفقًا لجيروم تشانيس، استند قرار لينكولن بإلغاء أمر جرانت بشكل أساسي على «القيود الدستورية المعارضة ...لتمييز الحكومة الفيدرالية لأي مجموعة بمعاملة خاصة». وصف تشانيس الأمر العام رقم 11 بأنه «فريد من نوعه في تاريخ الولايات المتحدة» لأنه كان الإجراء الرسمي الوحيد المعادي للسامية علنًا الذي اتخذته حكومة الولايات المتحدة.
بين عامي 1881 و1920، هاجر ما يقارب 3 ملايين من اليهود الأشكناز من أوروبا الشرقية إلى أمريكا، فارّين من المذابح والأوضاع الاقتصادية السيئة التي سادت في معظم أوروبا الشرقية آنذاك. دفعت المذابح في أوروبا الشرقية، ولاسيما روسيا، موجات اليهود للهجرة بعد عام 1881. قَدِم اليهود إلى جانب العديد من المهاجرين من أوروبا الشرقية والجنوبية للعمل في مصانع ومناجم البلاد الآخذة بالنمو. لم يَثِق الكثير من الأمريكيين بأولئك المهاجرين اليهود.
في حين قدمت الموجة الباكرة من المهاجرين اليهود من ألمانيا، جاءت الموجة الأخيرة (بعد 1880) من نطاق الاستيطان، أي مناطق شرق بولندا وروسيا وأوكرانيا حيث عانى اليهود تحت حكم القياصرة. عانى اليهود إلى جانب الإيرلنديين والأوروبيين الشرقيين والجنوبيين من التمييز في الولايات المتحدة فيما يتعلق بالوظائف والتعليم والتقدم الاجتماعي. انتقدت المجموعات الأمريكية مثل رابطة تقييد الهجرة هؤلاء القادمين الجدد إلى جانب المهاجرين من آسيا وأوروبا الشرقية والجنوبية بصفتهم أدنى مرتبة ثقافيًا وفكريًا وأخلاقيًا وبيولوجيًا. على الرغم من هذه الهجمات، لم يَعُد من يهود أوروبا الشرقية إلى موطنهم إلا القليل، ذلك أنه مهما كانت صور الحرمان التي واجهوها، فقد كان وضعهم في الولايات المتحدة أفضل بكثير من وضعهم في أوطانهم السابقة.
بين عامي 1900 و1924، هاجر قرابة 1.75 مليون يهودي إلى شواطئ أمريكا، ومعظمهم من أوروبا الشرقية. في حين لم تصل أعداد اليهود قبل عام 1900 إلى 1 بالمئة من إجمالي سكان أمريكا، شكلوا بحلول عام 1930 نحو 3.5 بالمئة. ساهم هذا الارتفاع المفاجئ، بالإضافة للحراك التصاعدي لبعض اليهود في عودة ظهور معاداة السامية.
مع زيادة الهجرة الأوروبية لأعداد اليهود في الولايات المتحدة، نما شعور متزايد باختلاف اليهود. عزا جيروم هذا الإدراك إلى حقيقة أن اليهود تركزوا في عدد صغير من المهن: إذ كان معظمهم من مصنعي الملابس وأصحاب المتاجر ومالكي المخازن الكبرى. أشار إلى أن من أُطلِق عليهم «اليهود الألمان» (الذين لم يأتوا في الواقع من ألمانيا فقط، بل من النمسا وبولندا وبوهيميا والبلدان الأخرى أيضًا) وجدوا أنفسهم معزولين بشكل متزايد بسبب معاداة السامية المنتشرة في المجتمع والتي أصبحت أكثر شيوعًا في القرن العشرين وما تزال مستمرة على شكل آثار حتى يومنا الحاضر.