If you do not find what you're looking for, you can use more accurate words.
أدت فداحة الهولوكوست إلى الاستفاضة في تحليل ظاهرتها. تميزت الهولوكوست باعتبارها مشروع إبادة صناعيّ. قادت هذه الخصيصة بعض الكتاب مثل إنزو ترافيرسو إلى القول في كتابه أصول العنف النازي بأن معسكر الاعتقال أوشفتس لم يكن سوى نتاجًا للحضارة الغربية الممتدّ من الاضطهاد الديني والعنصري من القرون الوسطى والذي أدى بدوره إلى "نوع خاص من الوصمة... استُعيد تمُثّلها في ضوء الحروب الكولونيالية والمذابح العرقية". استفتتح ترافيرسو كتابه بتقديم وصف للمقصلة، والتي اعتبرها إرهاصة ولوج الثورة الصناعية في مرحلة تنفيذ عقوبة الإعدام، ويذكر: «لسخرية التاريخ، فإن نظريات فريدريك تايلور» قد طُبقت على يدي نظام شمولي لتخدم هدفًا «لا علاقة له بالإنتاج، بل بالإبادة».
يزعم كتّاب آخرون مثل راسل جيكوبي أن الهولوكوست هي نتاجٌ خاص بالتاريخ الألماني بجذورها الضاربة في المجتمع الألماني، التي شملت «السلطوية الألمانية، والليبرالية المتضعضعة، والقومية الرعناء، وحسّ طاغٍ بمعاداة السامية. بإمكاننا النظر إلى كتاب إيه جي بي تايلور مسار التاريخ الألماني المنشور قبل خمسين عامًا وكتاب دانيال غولدهاغين المثير للجدل، جلّادو هتلر العنيدون، يمكن فهم النازية بوصفها نتيجة لتاريخ طويل من الخصائص القومية الألمانية المتفرّدة». مع ادعاء البعض أن خصوصية الهولوكوست جاءت من معاداة السامية التي واجهها اليهود منذ نشوء الديانة المسيحية، فإن المؤرخ جورج موسه يجادل أن الشكل المتطرف من العنصرية الأوروبية والتي أدت إلى وقوع الهولوكوست لم يتضح تمامًا سوى في القرن الثامن عشر. يحاجج آخرون بأن النظريات العرقية المبنية على العلوم الزائفة قد طُورّت لتبرير تفوق البيض، وأنها ترافقت مع الاعتقاد الدارويني بالبقاء للأصلح، ومفاهيم تحسين النسل، والنقاء العرقي –وخصوصًا ضمن المجتمع العلمي الألماني.