The download is free, but we offer some paid services. Support us by subscribing
Delete ads and speed up browsing the library.
The download starts with the click of a button without waiting for the book to be ready.
No limits for download times.
You can upload unlimited books in the library.
Enable readers to download your books without waiting.
Delete ads on the books that you publish.
No problems with download links for your uploaded books.
Copyright reserved
The book cannot be previewed or downloaded in order to preserve the copyright of the author and publishing house
Not available digitally or on paper through the Noor Library, it is for rating and review
Author: | Muhammad Bin Ziad AlZahrani |
Category: | Ancient Arabic Literature [Edit] |
Language: | Arabic |
Publisher: | مؤسسة الإنتشار العربي |
ISBN: | 9789953932620 |
Release Date: | 19 Jun 2019 |
Pages: | 134 |
Rank: | 847,779 No 1 most popular |
Short link: | Copy |
More books like this book |
" الغربة "
جلسا ذات مساء على مقعديهما غير الوثيرين ، يطلان من شرفة منزلهما الجديد على وادٍ مستلقٍ في أحضان جبال السردات ، وكأنه عاشق متيّم وجد محبوبته بعد عناء كبير ، فارتمى في أحضانها ينشد الحب والدفء . كانا يتأملان ذلك المنظر الخلاّب والتوافق الأبدي رغم ما يصيبهما من سنب بين حين وآخر . ساد الصمت بينهما برهة من الزمن ، وكان كل منهما يفكر من أين يبدأ الحديث ويقطّع أوصال ذلك الصمت الرهيب وإزهاق روح التكلف والرمي بها في أتون ذلك الوادي السحيق فتتناثر أشلاؤهما فتتخطفهما تلك النسور وطيور الرخم والغربان الحالكة السواد ، والتي تجوب تلك الأجواء بحثاً عن الطعام ، أي طعام لا يهم ، فهي لم تذق شيئاً منذ أسبوع بعد جثمان قرد تردّى من رأس الجبل واستقر في قاعدته فاجتمعت عليه الضواري والطيور ، وكانت وجبة غير دسمة لا تسمن ولا تغني من جوع . كان الأب أسرع إصلاتاً من الإبن فقطّع أوصال الصمت ورمى بها في منحدرات ذلك الوادي وقال : بلغني أنك يا بنيّ تنوي السفر إلى خارج أرض الوطن ، فمتى سيكون ذلك إن شاء الله ؟ وأردف : كان عبور الحدود إلى الديار البعيدة في زمننا وعبر حقبة جريمة لا تُغتفر . أما اليوم فقد تغير الزمن يا بنيّ . إهتز كيان الإبن هزاً عنيفاً وبدا عليه الإرتباك خوفاً من الغضبة القادمة . تحركت شفتاه بتهمة غير مسموعة ، وقال في نفسه كيف عرف الوالد بهذا الأمر ، إنه لا يزال طيّ الكتمان ؟ إهتزّ كيانه مرة أخرى عندما التفت إليه والده بنظرات حادة يستعجل الجواب . إستجمع قواه ونطق في تلعثم ، نعم يا والدي هذا صحيح ، ولكنها ما زالت مجرد فكرة . إستجمع قواه مرة أخرى بتلعثم أشدّ وقال : كن .. كن .. كنت أنوي أستأذنك قبل السفر وذا ... وذا ... وذلك عندما تسمح الظروف . عقّب الوالد بقوله .. إيه يا بني ما علينا ، فقد كبرت ومن حقك اتخاذ القرار الذي يناسبك ، فالصقر يبقى في رعاية والديه وحضنها حتى يكبر ، وتطول جناحاه ، وتقوى قوادمه على الطيران ، فيغادر وكره ولا يعود إليه ، بل ينسى والديه . إن السفر يا ولدي في ذاته ليس عيباً أو حراماً ، ولكن العيب ... وأمسك عن الكلام فجأة . هيا ... هيا .. يا ولدي ناولني عكازي وتعال معي إلى الداخل فلديّ ما أودّ أن أقوله لك . ناوله عكازه ومشى خلفه وكأنهما جزار وكبش لا يدري ما يفعل به . استقرا على أريكة في الداخل وتشاغل الإبن بأمر ما ، لكن الوالد بادره قائلاً : يا بُني عندما كنت في مثل سنك جمعت حقائبي استعداداً للسفر إلى أي ناحية في أرض الله الواسعة ، بحثاً عن لقمة العيش الحلال ، وليس للتسلية والترفيه ، وكان والداي لا يرغبان في سفري لحاجتهما إلي ، وخوفاً عليّ من الضياع ، ولكنني استطعت أن أقنعهما فوافقا . كنت حائر الفكر والقدم لا أدري أين أذهب ، وعندما وصلت إلى ذلك البلد الذي اختاره الله لي ، لم يكن لديّ ما أصرف منه ولا أصدقاء آوي إليهم فأستأنس بهم ويسلونني في وحدتي ، أضنتني الغربة كثيراً ، وأشقاني التفكير في أصدقاء العمر ومرابع الصبا ، ولكن الإنسان بطبعه إجتماعي ، فمع الوقت كونت أصدقاء مخلصين . مرت السنون كالأيام حتى جاء يوم من الأيام عرض عليّ أحدهم فكرة الزواج من أبنة عمي الذي كنت أعمل عنده خادماً ، فقد كانت على جانب كبير من الجمال والخلق والدين ، وقد راودتني الفكر قبل ذلك ، ولكنني ترددت كثيراً وفكرت في ديرتي ومصير أولادي مستقبلاً ... " يتابع الوالد فكرة غربته ... وينصت الإبن ... وبين هذا وذاك يسير الإنسان وفق الأقدار ... هي حكاية كل إنسان في هذه الحياة ويكون القول الفصل في النهاية : " أنا اشاء وأنت تشاء والله يفعل ما يشاء " .. قصة تتبعها قصص وحكايات وكأن الكاتب وقف على منعطفات الحياة ليروي قصص العابرين فيها .. مجموعة قصصية تحاكي الواقع بتلقائية .. وبأسلوب سردي بسيط بعيد عن التكلّف .. فيغدو القارىء مشاهداً أحياناً .. ومشاركاً أحياناً أخرى ... وليكون هو البطل في بعض الأحايين ...
Copyright reserved
The book cannot be previewed or downloaded in order to preserve the copyright of the author and publishing house
Not available digitally or on paper through the Noor Library, it is for rating and review
Be the first one to Rate, Review and Quote from the book
Be the first one to Rate, Review and Quote from the book
E-books are complementary and supportive of paper books and never cancel it. With the click of a button, the e-book reaches anyone, anywhere in the world.
E-books may weaken your eyesight due to the glare of the screen. Support the book publisher by purchasing his original paper book. If you can access it and get it, do not hesitate to buy it.
Publish your book now for free
We require cookies for this site to function. Please enable them to continue.
نحن نظهر لك هذه الرسالة لأننا نحترم خصوصيتك.
By using this website, you consent to us collecting cookies to provide you with a better user experience,
more details.
You cannot browse the site since you refused the use of cookies, as the site relies primarily on them to work.
Intellectual property is reserved for the authors mentioned on the books and the library is not responsible for the ideas of the authors
Old and forgotten books that have become past to preserve Arab and Islamic heritage are published,
and books that their authors are accepted to published.
The Universal Declaration of Human Rights states: "Everyone has the right freely to participate in the cultural life of the community, to enjoy the arts and to share in scientific advancement and its benefits.Everyone has the right to the protection of the moral and material interests resulting from any scientific, literary or artistic production of which he is the author".