حقوق النشر محفوظة
لا يمكن قراءة الكتاب أو تحميله حفاظاً على حقوق نشر المؤلف و دار النشر
مؤلف: | أبو حيان التوحيدي |
قسم: | تحقيق الثروات |
اللغة: | العربية |
الناشر: | دار الكتب العلمية |
الترقيم الدولي: | 2745131958 |
تاريخ الإصدار: | 12 يونيو 2003 |
الصفحات: | 536 |
رابط مختصر: | نسخ |
المزيد من الكتب مثل هذا الكتاب |
المؤلف كتاب الإمتاع والمؤانسة وهو مجموع مسامرات في فنون شتى (تحقيق جديد) والمؤلف لـ 31 كتب أخرى.
هو علي بن محمد بن العباس التوحيدي البغدادي، كنيته "أبو حيان", وهي كنية غلبت على اسمه فاشتهر بها حتى أن ابن حجر العسقلاني ترجم له في باب الكنى.
فيلسوف متصوف، وأديب بارع، من أعلام القرن الرابع الهجري، عاش أكثر أيامه في بغداد وإليها ينسب.
وقد امتاز أبو حيان بسعة الثقافة وحدة الذكاء وجمال الأسلوب، فهو رجل موسوعي الثقافة ،سمي أديب الفلاسفة وفيلسوف الأدباء كما، امتازت مؤلفاته بتنوع المادة، وغزارة المحتوى؛ فضلا عما تضمنته من نوادر وإشارات تكشف بجلاء عن الأوضاع الفكرية والاجتماعية والسياسية للحقبة التي عاشها، وهي -بعد ذلك- مشحونة بآراء المؤلف حول رجال عصره من سياسيين ومفكرين وكتاب.
وجدير بالذكر أن ما وصلنا من معلومات عن حياة التوحيدي -بشقيها الشخصي والعام- قليل ومضطرب، وأن الأمر لا يعدو أن يكون ظنا وترجيحا؛ أما اليقين فلا يكاد يتجاوز ما ذكره أبو حيان بنفسه عن نفسه في كتبه ورسائله، ولعل هذا راجع إلى تجاهل أدباء عصره ومؤرخيه له، وهو موقف أثار استغراب ياقوت الحموي وحدا به إلى التقاط شذرات مما أورده التوحيدي في كتبه عن نفسه وتضمينها في ترجمة طويلة نسبيا شغلت عدة صفحات من معجمه، ولم يكتف بهذا بل لقبه أيضا بشيخ الصوفية وفيلسوف الأدباء؛ ربما كنوع من رد الاعتبار لهذا الأديب.
نشأ أبو حيان في عائلة من عائلات بغداد الفقيرة يتيما، يعاني شظف العيش ومرارة الحرمان؛ لا سيما بعد رحيل والده، وانتقاله إلى كفالة عمه الذي لم يجد في كنفه الرعاية المأمولة، فقد كان يكره هذا الطفل البائس ويقسو عليه كثيرا.
وحين شب أبو حيان عن الطوق، امتهن حرفة الوراقة، ورغم أنها أتاحت لهذا الوراق الشاب التزود بكم هائل من المعرفة جعل منه مثقفا موسوعيا إلا أنها لم ترضِ طموحه ولم تلّبِ حاجاته فانصرف عنها إلى الاتصال بكبار متنفذي عصره من أمثال ابن العميد والصاحب بن عباد والوزير المهلبي غير أنه كان يعود في كل مرة صفر اليدين، خائب الآمال، ناقما على عصره ومجتمعه.
هذه الإحباطات الدائمة، والإخفاقات المتواصلة؛ انتهت بهذا الأديب إلى غاية اليأس فأحرق كتبه بعد أن تجاوز التسعين من العمر، وقبل ذلك فّر من مواجهة ظروفه الصعبة إلى أحضان التصوف عساه يجد هنالك بعض العزاء فينعم بالسكينة والهدوء.
ولعل سر ما لاقاه أبو حيان في حياته من عناء وإهمال وفشل يعود إلى طباعه وسماته؛ حيث كان مع ذكائه وعلمه وفصاحته واسع الطموح، شديد الاعتداد بالنفس، سوداوي المزاج ...
إلى غير ذلك من صفات شخصية وضعت في طريقه المتاعب وحالت دون وصوله إلى ما يريد.
من بين من تتلمذ على يدهم التوحيدي: أبو سعيد السيرافي: أخذ عنه النحو وـ التصوف أبو زكريا يحيا بن عدي المنطقي: أخذ عنه الفلسفة علي بن عيسى الرماني: أخذ عنه اللغة وـ علم الكلام أبو حامد المروزي ونقل الحافظ الذهبي عن ابن النجار قوله: "سمع (يعني أبا حيان) جعفرا الخلدي، وأبابكر الشافعي، وأبا سعيد السيرافي، والقاضي أحمد بن بشر العامري".
كتاب "الإمتاع والمؤانسة" أثر كبير ونفيس من آثار الأدب العربي في الأندلس عامة، وآثار أبي حيان التوحيدي خاصة، لأنه كتاب جامع لموضوعات متنوعة. حتى لنجد في الكتاب مسائل من كل علم وفن، في التفسير والشعر، والبلاغة والأدب والحديث والغناء واللغة والسياسة والمجون والحيوان، والمذاهب... الخ
أما طريقة الكتاب والمنهج الذي سار عليه مؤلفه في سرد مضامينه، فإن أبا حيان لم يلتزم في ذلك تنسيقاً ولا تبويباً، بل كان ينتقل من موضوع إلى موضوع آخر لأدنى مناسبة بين الموضوعين، وقد لا يكون هناك مناسبة بينهما، ولكن استجابة لطلب الوزير واختياره لموضوع الحديث ومادته.
فالكتاب إذن يفتقر إلى وحدة الموضوع، وغلى مزيد من الترتيب المنطقي، ولم يغب ذلك عن أبي حيان، إلا أنه أراد نقل المسامرات والأحاديث لصديقه أبي الوفاء كما جرت في حضرة الوزير، ولأن الاستطراد والانتقال فيما يكتب ويؤلف خير وسيلة لإبعاد الملل عن القارئ، وكأنه في ابتعاده في الوحدة التأليفية يريد أن يراعي أهواء قارئيه على اختلاف أذواقهم وأمزجتهم ومستوياتهم الثقافية، وهو بهذا المنهج يتشابه مع الجاحظ في كتاباته التي تعتمد على الاستطراد.
ومواد الكتاب مختلفة، فمنها عربية كالآيات القرآنية والأحاديث النبوية، والشعر العربي، والكتب والرسائل وأحاديث الرواة قبله أو في عصره، وبعضها أجنبي ومعرب مأخوذ من بلاد فارس وغيرها. وقد قسم أبو حيان كتابه إلى ليال، ذكر في كل ليلة الأحاديث والحوارات التي حدثت وتمت في مجلس الوزير، وهذا ما جعله ممتعاً ومؤنساً.
إن كتاب "الإمتاع والمؤانسة" يعد من مفاخر أبي حيان التوحيدي ومحاسنه، وقد جمع فيه بين العلم والأدب مثل: الفلسفة واللغة والنحو والطبيعة، والجد والهزل كالنوادر وملح الوداع والشعر، وهو يمتاز بسلاسة الأسلوب، ونصاعة البيان، وثراء اللغة، ودقة التعبير، وتحديد الأسماء والتمييز بين الأوصاف والعبارات. مما يجعله تراثاً إنسانياً ثميناً.
وقد اعتمد في تحقيق هذه الطبعة من الكتاب على نسختين مخطوطتين من مخطوطات دار الكتب المصرية، النسخة الأولى مصورة عن نسخة أصلية في مكتبة طوب قبوسراي في تركيا، أما النسخة الثانية فهي في الأصل مصورة من ميلانو.
ولقد عني المحقق في هذا الكتاب على تفسير الغريب وشرح المشكل من مفرداته إما لأنها معربة أو لبعد الفترة الزمنية بيننا وبين عصر أبي حيان، وشرح المشكلة من عباراته، وإثبات مكان الساقط من مفرداته تناسب السياق، والتعريف بكثير ممن ذكرهم فيه من العلماء والأدباء والشعراء والفلاسفة، وتخريج الآيات القرآنية التي ورد ذكرها فيه ليسهل تناوله من قبل الباحثين والقراء.
كتاب في الأدب العربي الأندلسي عامة، وآثار أبي حيان التوحيدي خاصة، وهو كتاب جامع لموضوعات متنوعة وفيه مسائل في كل فن وعلم كالتفسير والشعر والبلاغة والأدب والحديث والغناء واللغة والسياسة والمجون والحيوان والمذاهب. ومواد الكتاب مختلفة فمنها عربية كالآيات والأحاديث والشعر العربي والكتب والرسائل وأحاديث الرواة قبله أو في عصره وبعضها أجنبي أو معرب مأخوذ من بلاد فارس وغيرها وهو بمثابة نقل المسامرات والأحاديث لصديق المصنف أبي الوفاء المهندس التي جرت في حضرة الوزير. وقد قسمه إلى ليال، ذكر في كل ليلة الأحاديث والحوادث التي حدثت وتمت في مجلس الوزير. وهذا ما جعله ممتعاً ومؤنساُ.
حقوق النشر محفوظة
لا يمكن قراءة الكتاب أو تحميله حفاظاً على حقوق نشر المؤلف و دار النشر
كن أول من يقيم ويراجع ويقتبس من الكتاب
كن أول من يقيم ويراجع ويقتبس من الكتاب
الكتب الإلكترونية هي مكملة وداعمة للكتب الورقية ولا تلغيه أبداً بضغطة زر يصل الكتاب الإلكتروني لأي شخص بأي مكان بالعالم.
قد يضعف نظرك بسبب توهج الشاشة، أدعم ناشر الكتاب بشراءك لكتابه الورقي الأصلي إذا تمكنت من الوصول له والحصول عليه فلا تتردد بشراءه.
أنشر كتابك الآن مجانا
الملكية الفكرية محفوظة للمؤلفين المذكورين على الكتب والمكتبة غير مسئولة عن افكار المؤلفين
يتم نشر الكتب القديمة والمنسية التي أصبحت في الماضي للحفاظ على التراث العربي والإسلامي
، والكتب التي يتم قبول نشرها من قبل مؤلفيها.
وينص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أنه "لكل شخص حق المشاركة الحرة في حياة المجتمع الثقافية، وفي الاستمتاع بالفنون، والإسهام في التقدم العلمي وفي الفوائد التي تنجم عنه. لكل شخص حق في حماية المصالح المعنوية والمادية المترتِّبة على أيِّ إنتاج علمي أو أدبي أو فنِّي من صنعه".