بعد الحديث عن الإمبراطورية البيزنطية وحضارتها، إنَّ الدين كان سببًا رئيسًا لسنوات طويلة من الحروب العقائدية، فبعد أن انقسمتِ الدولة الرومانية إلى شرقية إلى غربية، انقسمتِ الكنيسة أيضًا إلى شرقية وغربية، بدأت مشكلة الأيقونات الدينية التي تُعدُّ صفحة دموية في تاريخ بيزنطة، فقد نشب صراع ديني طويل استمرَّ من عام 726م حتَّى عام 787م؛ بسبب الصور والأيقونات التي كانت مقدسة عند بعض الكنائس، وقد ازداد هذا التقديس حتَّى أصبح سببًا من أسباب التقوى عند البيزنطيين، وبسبب وجود أناس يعارضون هذا التقديس ويؤيدون النصرانية التي يرون فيها دين الصفاء والنقاء نشبت الحرب العقائدية في بيزنطة . ومن الجدير بالذكر أنَّ الحملة الصليبية الأولى التي كانت على بيزنطة، كان الدين سببًا من أسبابها، فالخلاف الديني بين البيزنطيين والغربيين المسيحيين كان قد بلغ أشدَّه في تلك الفترة، وقد تربَّع الإمبراطوري في بيزنطة على رأس السلطة وارتبط الإمبراطور بالكنائس بشعائر مختلفة، من هذه الشعائر: تخصيص الجانب الأيسر في عرش الإمبراطور للسيد المسيح، وكان يجلس فيه الإمبراطور في بعض الأحيان ممثلًا سلطة المسيح في الأرض، وبناءً على هذا يكون الإمبراطور قد امتلك صفتين اثنتين: صفة زمنية وصفة دينية، وهذا ما كان سببًا في نشوب صراعات بين الإمبراطورية والكنسية في تاريخ بيزنطة
By using this website, you consent to us collecting cookies to provide you with a better user experience,
Note that we never collect any personal data.
more details.