الحقيقة:- اسم لما أريد به ما وضع فَعِيلة من حقّ الشيء إذا ثبت بمعنى فاعلة أي حقيق والتاء فيه للنقل من الوصفيّة الى الاسميّة كما في العلاّمة لا للتأنيث (التعريفات للجرجاني)
الحقيقة:- في الاصطلاح هي الكلمة المستعملة فيما وضعَت له في اصطلاح به التخاطب احترز به عن المجاز الذي استعمل فيما وضع له في اصطلاح آخر غير اصطلاح به التخاطب كالصلاة إذا استعملها المخاطب بعُرف الشَّرع في الدعاء فإنّها تكون مجازاً لكون الدعاء غير ما وُضِعَت هي له في اصطلاح الشرْع لأنّها في اصطلاح الشرع وَضعت للأركان والأذكار المخصوصة مع أنّها موضوعة للدعاء في اصطلاح أهل اللغة (التعريفات للجرجاني)
الحقيقة:- كلّ لفظ يبقى على موضوعه وقيل ما اصطلح الناس على التخاطب (التعريفات للجرجاني)
الحقيقة:- الحقيقة في اللغة ما أقر في الاستعمال على أصل وضعه، والمجاز ما كان بضد ذلك، وحقيقة الشيء خالصه، وكنهه، ومحضه، وحقيقة الأمر يقين شأنه، وحقيقة الرجل ما يلزمه حفظه والدفاع عنه. ولها عند الفلاسفة عدة معان: الأول هو مطابقة التصور أو الحكم للواقع، فالحقيقة بهذا المعنى اسم لما أريد به حق الشيء إذا ثبت، والتاء فيه للنقل من الوصفية إلى الاسمية، قال ديكارت: «ان الأحلام التي نتخيلها في النوم لا تحملنا ابدا على الشك في حقيقة الأفكار التي تحصل لنا في اليقظة» (مقالة الطريقة، القسم 4، ص 150: من الطبعة 2 من ترجمتنا). وقد تطلق الحقيقة على الشيء الثابت قطعا ويقينا، تقول: هذه الشهادة مطابقة للحقيقة، وهذا الرجل يستر الحقيقة، ومن قبيل ذلك أيضا قولهم: الحقيقة التاريخية. والثاني هو مطابقة الشيء لصورة نوعه، أو لمثاله الذي أريد له. فالحقيقة بهذا المعنى هي ما يصير اليه حق الشيء ووجوبه، تقول: لا يبلغ المؤمن حقيقة الايمان حتى لا يعيب انسانا بعيب هو فيه، يعني خالص الإيمان وكماله، وتقول ايضا: هذه الصورة مطابقة للحقيقة، تريد بذلك أنها قد بلغت الغاية في تعبيرها عن الشيء. والثالث هو الماهية أو الذات، فحقيقة الشيء ما به الشيء هو هو، كالحيوان الناطق للانسان، بخلاف الضاحك والكاتب مما يمكن تصور الإنسان دونه. «و قد يقال ان ما به الشيء هو هو باعتبار تحققه حقيقة، وباعتبار تشخصه هويّة، ومع قطع النظر عن ذلك ماهية» (تعريفات الجرجاني)، قال ابن سينا. «إن لكل شيء ماهية هو بها ما هو» وهي حقيقته، بل هي ذاته» وقال ايضا: «فإن لكل أمر حقيقة هو بها ما هو، (الشفاء 2، ص. 292)، وقال الفارابي: «الوقوف على حقائق الأشياء ليس في قدرة البشر، ونحن لا نعرف من الأشياء إلا الخواص واللوازم والأعراض، ولا نعرف الفصول المقومة لكل منها» (التعليقات ص: 4). والرابع هو مطابقة الحكم للمبادي العقلية. قال (ليبنيز). «متى كانت الحقيقة ضرورية أمكنك أن تعرف أسبابها بارجاعها إلى معان وحقائق أبسط منها حتى تصل إلى الحقائق الأولى» والحقائق الأولى هي الأوليات والمبادي العقلية. الحقيقة الصورية ( formelle Verite) والحقيقة المادية ( Verite materielle)- الحقيقة الصورية هي اتفاق العقل مع نفسه بلا تناقض، وهي موضوع المنطق الصوري، أما الحقيقة المادية فهي اتفاق العقل مع الشيء الواقعي ماديا كان أو نفسيا، كالحقيقة الفيزيائية والحقيقة النفسية، وهي ما تتناوله العلوم التجريبية. والحقيقة الواقعية ( Realite) هي الوجود ذهنيا كان أو عينيا تقول: ان للعالم الخارجي حقيقة واقعية، أي وجودا مستقلا عن وجود المدرك. فائدة إذا قلت ان الحقيقة هي اتفاق العقل مع الوجود الخارجي وقعت في الالتباس، لأنك لا تستطيع أن تتصور الحقيقة مستقلة عن العقل من جهة، وعن الوجود الخارجي من جهة أخرى، حتى تقرن بعد ذلك بينهما وتقول انهما متفقان. الحقائق الابدية ( eternelles Verites)- الحقائق الأبدية هي المبادي أو القوانين المطلقة المحيطة بجميع الموجودات. وهي تفيض عن العقل الالهي، وتنعكس على العقل الانساني، فتقربه من اللّه. قال (ديكارت): «إياك أن يخطر ببالك ان الحقائق الأبدية تابعة للعقل الإنساني، أو لوجود الأشياء. ان هذه الحقائق تابعة لارادة اللّه، فهو وحده الذي سن الحقائق، ورتبها، وثبتها منذ الأزل». والحقيقة عند البراغماتيين ( Pragmatistes) هي الفكرة الناجحة، أو النافعة، أو الفرضية العلمية التي تحققها التجربة. والحقيقة عند (الماركسيين) هي مطابقة الفكرة للشيء، أو هي المعرفة المعبرة عن الوجود الموضوعي. وتقاس قيمة الحقيقة عندهم بدرجة مطابقتها للحاجات العملية، وعلى قدر ما تكون الحقيقة مطابقة لها بالفعل تكون أثبت وأصدق. والحقيقة عند (الوجوديين) هي تجلّي الواقع للمدرك بحيث يتصور الشيء كما يشاء في حرية تامة، وبحيث تكون حقيقته ذاتية ونسبية وتاريخية، فالحقيقة اذن هي نتيجة فعل حر، لا معنى لها بالنسبة إلى الفرد إلا إذا كونها بنفسه. والحقائق عند (المتصوفين) ثلاث: الاولى حقيقة مطلقة، فعالة، واحدة، عالية واجبة الوجود بذاتها، وهي حقيقة اللّه سبحانه. والثانية حقيقة مقيدة، منفعلة، سافلة قابلة الوجود من الحقيقة الواجبة بالفيض والتجلّي، وهي حقيقة العالم، والثالثة حقيقة أحدية جامعة بين الاطلاق والتقيد، والفعل والانفعال، والتأثير والتأثر، فهي مطلقة من وجه، مقيدة من آخر، فعّالة من جهة، منفعلة من أخرى. (المعجم الفلسفي ـ الجزء الاول والثاني)
We require cookies for this site to function. Please enable them to continue.
نحن نظهر لك هذه الرسالة لأننا نحترم خصوصيتك.
By using this website, you consent to us collecting cookies to provide you with a better user experience,
more details.
You cannot browse the site since you refused the use of cookies, as the site relies primarily on them to work.