If you do not find what you're looking for, you can use more accurate words.
يُصنّف مرض الزهري (بالإنجليزية: Syphilis) كأحد الأمراض المنقولة جنسياً والمعدية، وتسببه الجرثومة المُلتوية اللولبيّة الشاحبة (بالإنجليزية: Treponema pallidum)، وتبدأ علامات الإصابة بمرض الزهري بظهور تقرحات جلدية غير مؤلمة على الأعضاء التناسليّة، أو المستقيم (بالإنجليزية: Rectum)، أو داخل الفم، وتدعى هذه التقرحات بالقرحة الزُّهريّة (بالإنجليزية: Chancre)، وفي الحقيقة قد يصاب الشخص بمرض الزهري دون ظهور أي أعراض لسنوات عديدة، مما يؤدي إلى زيادة انتشار المرض، ولا ينتقل مرض الزهري إلا من خلال الاتصال المباشر مع التقرحات الجلدية للمريض، ومن الجدير بالذكر أنّ المرض لا ينتقل عن طريق مشاركة ملابس المريض، أو عن طريق الأواني المخصصة للأكل، ويمكن علاج مرض الزهري بشكلٍ فعّال خلال المراحل الأولى للمرض، أمّا في حال عدم العلاج قد يؤدي المرض إلى حدوث مضاعفات صحيّة خطيرة.
يمكن تقسيم مراحل الإصابة بمرض الزهري إلى أربع مراحل مختلفة، وتكون قدرة المصاب على نقل العدوى أشد في المرحلتين الأولى والثانية، وتتميز المرحلة الأولى بظهور قرحة زُهريّة واحدة في مكان حدوث العدوى، تظهر عادةً بعد ثلاثة أسابيع من العدوى بالمرض، وقد تظهر في بعض الحالات خلال عشرة أيام، أو قد تحتاج إلى تسعين يوماً للظهور بعد حدوث العدوى، وفي الحقيقة تتميز القرحة بحجم صغير، ودائري، وغير مؤلم، مما يؤدي إلى عدم ملاحظتها عند العديد من الأشخاص، وفي حال لم يتم علاجها تختفي القرحة خلال ما يقارب الشهر، وتنتقل البكتيريا المسببة للمرض إلى مجرى الدم، لتبدأ أعراض المرحلة الثانية من المرض.
تحتاج أعراض هذه المرحلة من أسبوعين إلى ثمانية أسابيع للظهور بعد الإصابة بالمرحلة الأولى من العدوى، وتتمثل هذه الأعراض بحدوث طفح جلدي لا يسبب الحكة، قد ينحصر في مكان محدد من الجلد، أو قد ينتشر في مناطق مختلفة من الجسم، وغالباً ما يكون هذا الطفح على شكل بُقَع خَشنة، ذات لون بنيّ مائل للأحمر، تظهر في منطقة أسفل القدم، أو باطن اليد، أو في مناطق أخرى من الجسم، وقد يكون خفيفاً في بعض الحالات مما يؤدي إلى عدم ملاحظته من قبل المريض، وقد يتشابه هذا الطفح الجلدي مع أعراض أمراض أخرى، مما يجعل تشخيص المرض صعباً، وفي الحقيقة تتميز المرحلة الثانية من مرض الزهري بظهور بعض الأعراض الأخرى، ومن الجدير بالذكر أنّ هذه الأعراض تزول بعد فترة من الزمن، حتى إذا لم يتم علاج المرض، ومن هذه الأعراض نذكر ما يلي:
يمكن الكشف عن الإصابة بالمرحلة الثانية من مرض الزهري، عن طريق القيام بعمل فحص سريري للمريض والسؤال عن تاريخه الصحيّ، وفي حال وجود تقرحات جلدية لدى المريض، يمكن تشخيص المرض عن طريق فحص مكونات هذه التقرحات تحت المجهر، للكشف عن وجود البكتيريا المسببة للمرض، وتدعى هذه الطريقة بالفحص المجهري بالساحة المظلمة (بالإنجليزية: Dark-field microscopy)، كما يمكن الكشف عن الإصابة بالمرض من خلال القيام بعمل فحص الراجنة البلازميّة السريعة (بالإنجليزية: Rapid plasma regain test)، وهو فحص يعمل على الكشف عن وجود الأجسام المضادة (بالإنجليزية: Antibodies) التي يُنتجها الجسم خلال محاولة القضاء على العدوى والأجسام الغريبة، وفي الحقيقة يُعتبر من الفحوصات المُهمة التي تتم خلال مرحلة الحمل عند النساء، وذلك بسبب قدرة المرض على الانتقال إلى الجنين خلال هذه الفترة، مما قد يؤدي إلى حدوث مضاعفات صحية خطيرة على حياة الجنين.
يمكن علاج مرض الزهري خلال المرحلة الأولى والثانية بشكلٍ فعّال، عن طريق أخذ المريض لحقنة واحدة من دواء البنسلين (بالإنجليزية: Penicillin)، وفي حال تأخر أخذ المريض للعلاج، فقد يحتاج إلى عدة جرع من الدواء، ويُعدّ دواء البنسلين واحد من أشهر المضادات الحيويّة (بالإنجليزية: Antibiotics) وأكثرها استخداماً، وفي حال وجود حساسيّة لدى المريض تجاه دواء البنسلين، يمكن اللجوء لاستخدام بعض المضادات الحيويّة الأخرى كدواء الدوكسيسايكلين (بالإنجليزية: Doxycycline)، والأزيثرومايسين (بالإنجليزية: Azithromycin)، والسيفترياكسون (بالإنجليزية: Ceftriaxone)، وتجدر الإشارة إلى ضرورة الامتناع عن ممارسة الجنس خلال فترة العلاج حتى زوال التقرحات الجلدية بشكلٍ كامل وانتهاء فترة العلاج.
إنّ عدم علاج مرض الزهري قد يؤدي إلى الإصابة بعدد من المضاعفات الصحيّة الخطيرة على الشخص المصاب بالمرض، ومن هذه المضاعفات ما يلي:
تعتبر هذه المرحلة هي المرحلة الأخير من مرض الزهري المعدي، فكيف نستدل عليها؟ :