If you do not find what you're looking for, you can use more accurate words.
إحدى الخصال المميزة في الثورة الاجتماعية هو إنشاء اقتصاد اشتراكي تحرري يقوم على التنسيق بين اتحادات أفقية ولامركزية للتعاونيات الصناعية والكومونات الزراعية. كان هذا قد نشأ عبر عملية نزع الملكية الواسعة وجمعنة وسائل الإنتاج، وفقا للمعتقد اللاسلطوي الذي يعتبر الملكية الخاصة، سلطوية في طبيعتها. المعادي للاشتراكية بورنيت بولتون كتب عن العملية: "التغيرات الاجتماعية التي تبعت الانتفاضة العسكرية لم تكن أقل اثارة عن السياسية. في تلك المقاطعات حيث سيطرة النقاتين الاشتراكية (الاتحاد العمالي العام) واللاسلطوية (الاتحاد الوطني للشغل)، كان هناك نموا للاقتصاد. تم الاستيلاء على الأراضي، وبعضها تم جمعنته، والبقية وزعت على الفلاحين، أرشيف الملكية وسجلاتها تم احراقها في معظم القرى والبلدات. السك الحديد، السيارات والباصات، سيارات الأجرة والسفن، شركات الطاقة والإنارة الكهربائية، أعمال الغاز والمياه، معامل السيارات والهندسة، المصانع ومعامل معالجة الغذاء ومصانع الورق ومعامل تصنيع الزجاج وشركات الخدمات...، كانت تحت سيطرة لجان العمال وكان جميع الأعضاء متساوين. وحتى متاجر الطباعة والصحف، والبارات والمخازن كانت تحت سيطرة الجمعيات العمالية الخاصة بها. " السياسات الاقتصادية للتعاونيات (الجماعيات) اللاسلطوية كانت تعمل وفقا للمبدأ الشيوعي "من كل وفقا قدرته إلى كل وفقا لحاجته". في بعض المناطق لم يعد يستخدم المال واستبدل بالكوبون للتوزيع وفقا للحاجة أو لمساهمة الفرد في العمل. بولتون كتب أيضا: "في العديد من الامجتمعات تم إلغاء استخدام المال حيث في رأي اللاسلطويون "المال والسلطة هما سبب الشر، تحول الإنسان إلى ذئب، إلى عدو مسعور يأكل شقيقه". في فراجا الأموال النقدية كانت في الشوارع، كانت الصحف التحررية أكثر أهمية منه. لو وضعت كل ما تملك في المقهى لن تستطيع شراء فنجان قهوة. الغي المال والعبودية وكان الناس سعداء. في تلك المجتمعات كانت توزع الأجور على شكل كوبونات، وفقا لحجم الأسرة. كانت السلع المصنعة محليا متوفرة مثل الخبز، النبيذ، الزيتون، كلها كانت توزع مجانا، أما باقي المواد يمكنك الحصول عليها عن طريق الكوبونات من مخازن البلدة وكان يتم تبادل فائض السلع مع ما تحتاجه من السلع في بلدات أخرى، أما المال فكان يستخدم في معاملات مع المجتمعات التي لم تلغ استخدام المال. يتابع: "السمة الغالبة للمجتمعات اللاسلطوية كانت أجر الأسرة. تدفع الأجور وفقا لاحتياجات الأعضاء وليس وفقا للعمل الذي يقوم به. وهذا التركيز على الحاجة كان المقدمة لبناء ظروف لاسلطوية شيوعية في طبيعتها". على الرغم من النقد الموجه للكفاءة بدل الطرق الثورية، المجتمعات اللاسلطوية انتجت بعد الجمعنة أكثر، مثلا في آراغون ارتفعت الإنتاجية بنسبة عشرين بالمائة. عملت المناطق وفقا للمبادئ التحررية حيث اتخذت القرارات من قبل مجالس الناس العاديين دون أي نوع من البيروقراطية وكانت مهمة المنظمات اللاسلطوية (الاتحاد الوطني للشغل – الاتحاد اللاسلطوي الايبيري) الاشراف على التغييرات فقط، بينما يشاركون في التغيير على الأرض. إضافة للثورة الاقتصادية كان هناك ثورة ثقافية سقطت العديد من التقاليد القمعية، مثلا تم السماح للمرأة بالإجهاض، وفكرة الحب الحر أصبحت سائدة، وهذا التغير الثقافي الهم حركة اليسار الجديد في 1960. بينما استمرت الحرب كانت روح الثورة السائدة في البداية تنخفض بسبب سياسات الحزب الشيوعي الأسباني الذي كان يتبع للاتحاد السوفييتي، الذي كان يدعم الجانب الجمهوري. لم تكن سياسات الحزب الشيوعي مؤيدة للثورة، بل من أجل الانتصار بالحرب أي هزيمة قوات فرانكو وليس انهاء الرأسمالية، التي قال أنه سوف يقوم بها فور فوزه بالحرب. فاختلف مع اللاسلطويون والحزب الماركسي الوحودي الذين أرادوا انتصار الثورة والحرب ما أدى إلى مواجهات بين اللاسلطويون والشيوعيون. هذا الخلاف الذي رفع من وتيرة النقد للاتحاد السوفييتي أدى إلى قطع المساعدات السوفيتية بشكل كبير. فبدأ التراجع العسكري عند الجمهوريون ومعه بدأ تراجع الثورة وتقدم قوات فرانكو المدعومة من ألمانيا وإيطاليا حتى انتصرت نهائيا وقضت على الثورة في بداية 1939.