العربية  

books his work in ethnology

If you do not find what you're looking for, you can use more accurate words.

View more

عمله في الإثنولوجيا (Info)


أصبح مورغان خلال أربعينيات القرن التاسع عشر صديقاً مع إلي صامويل باركر الذي كان حينها في شبابه وهو ينتمي لقبيلة سينيكا ومحمية توناواندا. أكمل باركر دراسة القانون مع حصوله على تعليم تبشيري تقليدي. واستطاع مورغان بمساعدة باركر دراسة ثقافة وبنية مجتمع شعب الإيراكوي. لاحظ مورغان استخدام الإيراكوي لمصطلحات مختلفة عن تلك التي استعملها الأوروبيون للإشارة إلى الأفراد كلٌ حسب نوع العلاقة التي تربطهم بهم ضمن العائلة الممتدة الواحدة. استطاع مورغان بنظرته الفاحصة اكتشاف أن هذه المصطلحات كانت تحمل مدلولات ذات معنى بالنسبة للتنظيم الاجتماعي الخاص بالإيراكوي. وهكذا فقد أطلق مورغان على تسميات القرابة التي استعملها الأوروبيون اسم "مصطلحات وصفيَّة"، وأطلق على تسميات القرابة التي استعملها الإيراكوي (وهم أمريكيون أصليون) اسم "مصطلحات تصنيفيَّة". وما زالت هذه المصطلحات تستعمل كتقسيمات كُبرى من قبل علماء الإثنولوجيا (علم الأعراق) وعلم الإنسان حتى يومنا هذا.

كتب مورغان ونشر كتاب "عصبة هو-ديه-نو-ساو-نيه أو إيراكوي" عام 1851 بالاعتماد على أبحاثه الواسعة التي أجراها عن شعب الإيراكوي. وكرَّس مورغان الكتاب إلى صديقه باركر الذي كان حينها يبلغ الثالثة والعشرين من العمر وإلى "أبحاثنا المشتركة" على حد تعبيره. تناول هذا الكتاب البنيَّة المُعقَّدة لمجتمع الإيراكوي في نموذج بحثي إثنوغرافي مبتكر غدا فيما بعد نموذجاً لعلماء الإنسان اللاحقين حيث عرض مورغان منظومة القرابة عند الإيراكوي بتفصيل غير مسبوق في مجاله.

وسَّع مورغان نطاق أبحاثه لتشمل مجموعات إثنيَّة أخرى غير شعب الإيراكوي. ظلَّ الباحثون في الولايات المتحدة وأوروبا إبَّان منتصف القرن التاسع عشر يدعمون مجموعة متنوعة من الأفكار بخصوص أصل الأمريكيين الأصليين، وهذا بالرغم من طرح بنيامين سميث بارتون للفكرة القائلة أن أصول الأمريكيين تنحدر من آسيا لأول مرة في فترة أواخر القرن الثامن عشر حوالي عام 1797. وكان من بين هذه النظريات حيال أصول الأمريكيين الأصليين أنهم كانوا واحدة من الأسباط العشرة المفقودة، ونبعت هذه الفكرة نتيجة إدخال البعض للمعتقدات الدينيَّة اللاهوتيَّة في التصورات التقليديَّة التاريخيَّة. بدأ مورغان بتشكيل نظرية تُرجع أصول شعوب الأمريكيين الأصليين إلى آسيا. وكان يعتقد أنه يمكن إثبات هذه الفكرة عبر إجراء دراسة شاملة إلى حدٍ كبير لمصطلحات القرابة التي استعملتها الشعوب الآسيوية إلى جانب تلك الخاصة بقبائل الأمريكيين الأصليين. كما سعى مورغان لإثبات الأصل الواحد للبشر بالأدلة.

عمل مورغان خلال أواخر خمسينيات وستينيات القرن التاسع عشر على جمع بيانات القرابة لمجموعة من القبائل الأمريكيَّة الأصليَّة. وراسل مجموعة ليست بالقليلة من الباحثين والمبشرين والعملاء الاستعماريين وأعضاء من القوات المسلحة وغيرهم من أرجاء عديدة من العالم سعياً إلى إجراء دراسة مُقارنة واسعة لصلات القُربى. وصاغ استبياناً يكمله الآخرين يجمع من خلاله البيانات البحثيَّة بطريقة معياريَّة وممنهجة. وقام برحلات استغرقت أشهراً متوغلاً في أعماق إلى ما كان حينها بالغرب الأمريكي القديم على مدى سنوات عدة بغية توسيع نطاق أبحاثه.

أجرى مورغان تحليلاً للبيانات التي جمعها على مدى سنوات عديدة من الأبحاث والمراسلات بمساعدة من صلاته المحليَّة لينشر كتابه "أنظمة قرابة العصب وصلة النسب عند العائلة البشريَّة" عام 1871 والذي طبعته مطبعة سميثسونيان. وكان لكتاب مورغان الفضل في التأثير تأثيراً جوهرياً على دراسة القرابة. ووضع مورغان من هذا الكتاب نظريته حول وحدة أصل الجنس البشري. وعرض في الوقت ذاته مخططاً نظرياً معقداً للتطور الاجتماعي في موضوع مصطلحات القرابة وتصانيفها التي استخدمها البشر حول العالم. وحدد مورغان عبر التحليل الذي أجراه لمصطلحات القرابة أن بنية العائلة والمؤسسات الاجتماعيَّة تتطور وتتغير تبعاً لجمل مفردة بحد ذاتها.

Source: wikipedia.org