If you do not find what you're looking for, you can use more accurate words.
فَهِم العديد من الفلاسفة الكلاسيكيون الطبيعة بمبدأ الغائية، ما يعني أنّ كل الأمور لها سبب محتّم بما يناسب الرتابة الطبيعية التي كان لها أهدافها. ربّما بدء الأمر مع فيثاغورس أو هرقليطس حيث قيل أنه حتّى للكون بذاته منطق. وبوضع ذلك في الحسبان، فالعقل ليس الخاصية الوحيدة التي يملكها البشر، الأمر الذي يجلب السعادة لخصائصهم الأخرى. اعتبِر العقل في مقام أعلى من الخصائص الأخرى التي تتحلّى بها الطبيعة البشرية، مثل الاختلاط مع الآخرين، لأن ذلك أمر يتشارك به الناس بالطبيعة، فيربط ربّما جزء خالد من العقل البشري مع النظام الإلهي لسير الكون.
وصف أفلاطون المنطق في باطن عقل الإنسان أو روحه كما لو أنه السلطان الذي يتوجّب عليه التحكم بباقي الجوانب كالغيرة (thumos) والمشاعر.
عرف أرسطو تلميذ أفلاطون الكائنات البشرية على أنها حيوانات عقلانية مؤكّدًا على تميّزه بالعقل أو المنطق. كما عرّف السعادة الإنسانية الأعظم أو حسن الحال بأنّها الحياة التي يلازمها العقل أو المنطق بشكل ثابت وممتاز وكامل.
تعدّ النتائج التي انتُزِعت من نقاشات أفلاطون وأرسطو بهذا الخصوص من بين القضايا الأكثر جدلًا في التاريخ الفلسفي. أثّرت الحسابات الغائية لأرسطو مثلًا في مَن حاول تفسير المنطق بالطريقة التي تتناغم مع الديانات التوحيدية وخلود وألوهيّة الروح البشريّة. على سبيل المثال، يملك الكون روحًا واحدة في الحسابات الأفلاطونية المحدثة عند أفلوطين، وهي مركز كل منطق، والأرواح البشرية عبارة عن أجزاء من هذه الروح الواحدة، فالمنطق عند أفلوطين هو مصدر هياكل الأشياء الماديّة، وهو الضوء الذي يعيد صلة روح الفرد مع منبعها. كانت هذه الحسابات الأفلاطونية المحدثة في الجزء العقلاني من الروح البشرية قياسيةً بين الفلاسفة المسلمين في القرون الوسطى، وتحت هذا التأثير وبشكل أساسي من قبل ابن رشد، كانت محور جدل جدّي في أوروبا خلال عصر النهضة، كما لا تزال مهمة في الفلسفة الإيرانية.