He has (13) books in the library, Total download and read (14,431)
أبو جهاد ناصر آل سعيد الشمري (1923 - 1979) ولد في مدينة حائل شمال وسط سلطنة نجد عام 1923 أي بعد سقوط حائل بيد عبد العزيز آل سعود بعام واحد، يُعتبر أول معارض لنظام حكم آل سعود في السعودية منذ نشوءها عام 1932.
انتقل إلى الظهران عام 1947 للعمل في استخراج النفط وتكريره مع شركة أرامكو وعاش مع بقيه العمال السعوديين ظروفاً معيشية صعبة فقاد مع زملاءه هناك سلسلة من الإضرابات للمطالبة بتحسين ظروفهم المعيشية والسكنية ورضخت الشركة لمطالبهم، وفي عام 1953 قاد ناصر السعيد انتفاضة العمال للمطالبة بدعم فلسطين وتم اعتقاله وأرسل إلى سجن العبيد في الإحساء وافرج عنه لاحقاً، وبعد وفاة الملك عبد العزيز أقيم حفل استقبال للملك الجديد سعود في مدينة حائل ألقى فيه ناصر السعيد خطاباً طالب فيه بإعلان دستور للبلاد وبإصلاح وتنظيم الموارد المالية للدولة وحماية الحقوق السياسية وحقوق حرية التعبير للمواطنين وحقوق الشيعة، وفي عام 1956 غادر من حائل إلى مصر بعدما أخبره عبد الرحمن الشمراني عن صدور أمر بالقبض عليه وإعدامه.
أشرف السعيد في القاهرة على برامج إذاعية معارضة لحكم آل سعود في إذاعة صوت العرب ثم انتقل إلى اليمن الجنوبي عام 1963 وانشأ مكتب للمعارضة هناك وتقابل هناك مع أحد العسكريين الشباب المنشقين وهو المعارض السعودي عبد الكريم أحمد مقبل القحطاني وقد اشتركا لاحقاً في تأسيس تنظيم اتحاد شعب الجزيرة من القاهرة منتصف الستينيات، انتقل السعيد بعدها إلى دمشق بعد انتهاء الحقبة الناصرية الثورية بمصر بموت الرئيس المصري جمال عبد الناصر ثم وفي زيارة إلى بيروت اختطف فيها في 17 ديسمبر 1979 بتعليمات من ياسر عرفات والعقيد عطا الله عطا الله أبو الزعيم لصالح أسرة آل سعود، حيث استدرجه أحد أصدقائه من قادة منظمة فتح إلى فخ منصوب له بحجه إجراء بعض المقابلات مع صحف أروربية سلم بعدها للمخابرات السعودية واغتيل لاحقاً.
النشأة
يعتبر ناصر السعيد شاباً منحدراً من قبيلة شمر في منطقة حائل، فنشأ على كراهية الظلم والاستبداد وشهد كثيراً من مظاهره تلك بنفسه بل تعرض لها حينما سجن مع جدته وهو فتى، فقبل أن تنشب الثورة المصرية سنة 1952 وقبل ظهور جمال عبد الناصر ظهر ناصر السعيد يعارض آل سعود مدفوعاً في ذلك بعاملين نشأته وظروف عمله، حيث ولد ناصر السعيد بعد سقوط حائل في يد عبد العزيز بعام واحد أي سنة 1923 حيث كانت كراهية أهل حائل لعبد العزيز آل سعود على أشدها إلى درجة أنهم كانوا يطلقون على المواليد الذين يولدون بعد سقوط حائل مواليد السقوط يث قال ناصر السعيد:«أنهم نظروا إليه حين مولده نظرة عدم استحسان، وكأنهم لا يريدون أن يولد أحد بعد سقوط حائل بيد الأعداء. » وفي هذا المناخ تربي ناصر السعيد على كراهية آل سعود حيث كانت جدته حسنى السعيد تجمع النساء كل يوم خميس وتلقي فيهن محاضرات أشبه ما تكون بالسياسية، وقد ذكر ناصر السعيد أسماء بعض ضحايا أسرته في الدفاع عن حائل ومنهم عبد الله العيسى السعيد وعيسى السعيد وسليمان السعيد وفهد السعيد، ويذكر ناصر أنه دخل السجن مع جدته حين كان صبياً صغيراً، إذ رفضت جدته صدقة أرسلها إليهم والي حائل عبد العزيز بن مساعد بن جلوي آل سعود مع أحد الخدم، فما كان من الجدة العجوز إلا أن ضربت الخادم، فقبض عليها، وقبل الإفراج عنها بواسطة أهل حائل حرص الوالي عبد العزيز بن مساعد بن جلوي على شتمها وكان ذلك سنة 1930.
العمل
كغيره من شباب جزيرة العرب في الخمسينيات من القرن الماضي توجه ناصر السعيد إلى المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية حيث الصناعة النفطية بحثاً عن فرصة عمل، وفي أرامكو - الشركة النفطية الأهم والأكثر نفوذاً - قاد ناصر السعيد مع مجموعة من زملائه حملة لتنظيم العمال في شركة أرامكو للمطالبة بحقوقهم ورفع الظلم عنهم، وكان ذلك بمثابة وضع اللبنة الأولى للعمل النقابي في المملكة العربية السعودية، الأمر الذي دفع أرامكو إلى الاستعانة بالسلطات السعودية لفض التنظيم واعتقال القائمين عليه.
فعندما شب السعيد عن الطوق التحق بالعمل في شركة أرامكو وجمع حوله تنظيماً من العمال، وفي 17 سبتمبر 1947 قاد بهم مظاهرة فيما أسماه بيوم فلسطين في مدينة رحيمة وطالب برفض تقسيم فلسطين وقطع النفط عن أمريكا وبريطانيا وأسرع أمير رأس تنورة الأمير تركي بن عطشان بتهدئة المتظاهرين ورفض ناصر فأمر ابن عطشان باعتقالهم وحملهم إلى سعود ابن جلوي حاكم الاحساء فاطلق الأمير سراحهم، وفي نفس العام 1947 أصدرت أرامكو قانون تنظيم العمل والعمال في ستين مادة يضع نظام تصاريح العمل ويحظر إنشاء نقابات أو جمعيات عمالية لذلك قام ناصر سنة 1952 بتكوين لجنة لتمثيل العمال والمطالبة بحقوقهم فاعتقلتهم السلطات لولا الاضراب الذي قام به جميع العمال في أكتوبر 1952 احتجاجاً على سجنهم، ولقيت الشركة خسارة فادحة فاضطرت السلطات إلى إطلاق سراحهم، وتم نفي السعيد إلى مسقط رأسه حائل، ثم عاد إلى العمل في الشركة سنة 1953 بضغط كبير من العمال ليقود أخطر إضراب تزعمته اللجنة التي انشأها ناصر في الظهران وكانت تمثل 6500 عامل وطالبوا بزيادة الخدمات الاجتماعية وزيادة الأجور والحق في تشكيل نقابة عمالية وقدموا طلباً بذلك لولي العهد - آنذاك - الأمير سعود فرفض طلبهم وأمر باعتقال ناصر وأعضاء اللجنة، وتشكيل لجنة تحريات لتقصي أسباب مطالبة العمال بتشكيل نقابة لهم، وأدى اعتقال ناصر وزملائه لاستنفار العمال لاضراب أشد اشترك فيه 13 ألفاً من عمال أرامكو في كل مناطق الإنتاج في الظهران ورأس تنورة أعلنوا إستعدادهم للاستشهاد في سبيل حقوقهم فاضطرت السلطات السعودية لإرسال قوات مسلحة في المنطقة الشرقية، وأمر ولي العهد العمال بالعودة للعمل تحت التهديد بالطرد والفصل فلم يسمع له العمال، فأمر باعتقال المزيد منهم وتم تدارك الأمر بالعفو عن ناصر ورفاقه المسجونين في سجن العبيد بالاحساء مع أخذ تعهد عليه بالإقامة الجبرية في حائل، وأدخلت أرامكو إصلاحات اقتصادية مع دعم للغذاء والكساء، وانشأت أول مدرسة لأطفال العمال وتخفيض ساعات العمل وتشكيل لجنة إتصال بين العمال والإدارة، أما ناصر فقد اطلق سراحه وفي الطريق علم بوفاة الملك عبد العزيز واستعداد الإمارة لاستقبال الملك الجديد سعود ومبايعته، وطلب منه أمير حائل أن يلقي خطاب ترحيب بالملك فألقى أمام الملك الجديد خطاباً وضع فيه مطالب الشعب، مما جعل الملك سعود يخرج غاضباً عازماً على قتله، وأرغم العمال شركة أرامكو على عودة ناصر السعيد إلى عمله في الشركة فظل عبئاً عليهم، وفي عام 1956 اتسعت حركة ناصر السعيد لتعبر عن الناصرية، فقامو بإضراب شامل بمطالب سياسية، فأمر الملك سعود باعتقال قيادات العمال وأصدر مرسوماً ملكياً في 11 يونيو 1956 يجرم الإضراب ويعاقب القائمين به بالسجن كما أمر سعود باغتيال ناصر السعيد، فأشعره صديقه من الحرس الملكي عبد الرحمن الشمراني بذلك فهرب إلى بيروت.
المصدر: ويكيبيديا الموسوعة الحرة برخصة المشاع الإبداعي