If you do not find what you're looking for, you can use more accurate words.
كان رسول -صلى الله عليه وسلم- يُكثر من الصّوم في شعبان؛ تطوّعاً لله -تعالى-، فهو من أكثر الشهور التي صام بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، حيث كان شديد الحرص على صيام ما تيسّر له منه، وهذا ما أكَّدته الأحاديث النبويّة التي جاءت عن هدي الرسول -صلى الله عليه وسلم- في صيام شعبان، ويُعدُّ صيام شعبان أفضل من صيام الأشهر الحرم؛ لقربه من شهر رمضان، وأفضل صيام التطوّع ما كان قبل رمضان وبعده؛ فهي بمنزلة السُّنن الرواتب للفرائض، بحيث تكون مُكمّلة لما في الفرائض من النقص، ويُستحب إحياء هذا الشهر بالطاعة لأنه وقت غفلة النّاس، مع كراهة صيام ما قبل رمضان بيوم أو يومين؛ لئلا يختلط صيام شعبان بصيام رمضان، وحتى يستريح العبد قبل صوم فرض شهر رمضان، مع التنبيه أن حكم إحياء ليلة النّصف من شعبان تخصيصاً لا أصل لها.
ومما ورد من أسباب كثرة صيام النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في شعبان؛ أنّ هذا الشهر كان الناس يغفلون عن صيامه كما ورد سابقاً في المقال، حيث كانوا ينشغلون عنه بصيام رجب، فيهملون صيام شعبان الذي يأتي بعده، وذُكر من الأسباب أيضاً أنَّه اعتاد على صيام ثلاثة أيام من كل شهر، فربما اجتمع عليه عدداً من هذه الأيام التي كان لا يصومها بسبب سفرٍ أو أيِّ انشغال آخر، فكان يصوم هذه الأيام المتراكمة من صيام ثلاثيات كل شهر في شعبان، وقيل إنَّه كان يصوم شعبان ليُشارك زوجاته في الصيام اللّواتي تأخّر قضاؤهنّ لرمضان؛ إرفاقاً بهن، لأنَّ زوجات النبيّ -رضي الله عنهن- كانوا يقضون ما عليهنّ من رمضان في شهر شعبان، فيصوم النبيّ معهم أكثر شعبان؛ ليكون عوناً لهنّ على قضاء عليهنّ.