If you do not find what you're looking for, you can use more accurate words.
كما أن الأوراد المتأتية من الإيمان الصادق والعبادة الصحيحة ومجاهدة النفس تورث حلاوة، أو طعما، يقذفها الله -عز وجل- في قلب من يشاء من عباده المريدين، مصداقا لقوله تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآَمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (سورة الحديد)
فإذا توفرت معاني الإيمان الصادق من خلوّه من الشرك الخفي والرياء والضعف، فإن المريد يجد أثرا آخر وهو حلاوة يذوقها المؤمن هي أحلى من العسل، ومن مظاهر هذه الحلاوة أن المؤمن يحب العبادة ويهدأ فيها، ويطمئن بها وبتشوق إليها ويرتاح بها، ولا يستغرب الأخ من هذا الكلام ولا يحسبه من باب الخيال، فإن للإيمان حلاوة تتذوقها الروح كما يتذوق اللسان المطعومات، مصداقا لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الشريف:
⟨ ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ ⟩
(صحيح البخاري: كتاب الإيمان: باب حلاوة الإيمان: رقم 16)
وفي الحديث الشريف الآخر:
⟨ ذَاقَ طَعْمَ الإِيمَانِ، مَنْ رَضِيَ بِالله رَبًّا، وَبِالإِسْلامَ دِيناً، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً ⟩
(صحيح مسلم: كتاب الإيمان: باب الدليل على أن من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا فهو مؤمن وإن ارتكب المعاصي الكبائر: رقم 34)
فللإيمان حلاوة قطعاً، وهذه الحلاوة تشتد كلما قوي الإيمان ورسخ.