العربية  

books early seventeenth century

If you do not find what you're looking for, you can use more accurate words.

View more

بدايات القرن السابع عشر (Info)


لم يكن هناك أي محاولات إسبانية لزيارة السكان العدائيين من الإيتزا في نوخبيتين لقرابة مائة عام. وفي 1618، غادر اثنان من الرهبان الفرانسيسكان من ميريدا بيوكاتان متجهين إلى منطقة وسط بيتين في مهمة منهم لتحويل هؤلاء الأصليين الوثنيين سلميًا. وكان هؤلاء الرهبان بارتولومي دي فوينساليدا وخوان دي أوربيتا والذين رافقهم بعض المايا المسيحيين في رحلتهم. انضم أندريس كاريو دي بيرينا، رئيس الكريول في بلدية باكالار، إلى مجموعة المسافرين في باكالار وقام بإيصالهم إلى منبع نهر تيبوخ، وعاد إلى باكالار بعد التأكد من أن الرهبان قد نالوا ترحيبًا حارًا في تلك المنطقة. وبعد رحلة شاقة استغرقت ستة أشهر، تم الترحيب بالمسافرين من قبل زعيم المنطقة، كان إيك، حيث مكثوا في نوخبيتين بضعة أيام من أجل عملية تنصير الإيتزا، ولكن كان إيك رفض التخلي عن دينه هو وقومه، رغم أنه أظهر بعض الاهتمام بالاحتفال بالمبشرين الكاثوليك. أخبرهم كان إيك بأنه ووفقًا لأسطورة الإيتزا القديمة لم يحن بعد موعد تغيير دينهم. وفي السنوات التالية لزيارة كورتيس لنوخبيتين، قام شعب الإيتزا بإقامة تمثال للحصان لكي يعبدوه. غضب خوان دي أوربيتا عند رؤيته للتمثال وصعد فوقه ليحطمه، فيما تمكن فوينساليدا من احتواء غضب المواطنين المُنصب على الزوار من خلال خطبة بليغة، مما أدى إلى الحفاظ على حياتهم جميعًا. وقد فشلت أي محاولات لتحويل الإيتزا وتنصيرهم، وكان يجب على الرهبان مغادرة نوخبيتين.

عاد الرهبان مرة أخرى في أكتوبر 1619، ومكثوا لمدة ثمانية عشر يومًا. مرة أخرى، رحب بهم كان إيك، ولكن هذه المرة كان كهنة المايا كارهين ومعادين للرهبان وغاروا من نفوذهم على الملك. واقنعوا زوجة كان إيك لإغوائه بطرد الزوار غير المرغوب بتواجدهم، حيث حاصر بعض الجنود المسلحين مكان إقامة المبشرين وقادوهم إلى زورق للخروج من أرضهم بدون رجعة. حاول خوان دي أوربيتا المقاومة ولكن تم إخضاعه عن طريق أحد محاربي الإيتزا، الذي تركه في حالة من فقدان الوعي. نجح المبشرون في النجاة في رحلة رجوعهم إلى ميريدا، بالرغم من طردهم بدون طعام ولا ماء.

في أوائل القرن السابع عشر، كان الجزء الغربي من بيتين يتمتع بوفرة في عدد السكان التشول والتشولتي وكان يمر به طريق تجاري هام للإيتزا. وفي منتصف القرن السابع عشر، تضاءل عدد السكان، بشكل ملحوظ، بفعل الحرب والمرض والنقل القسري لسكان المستوطنات الاستعمارية، مما قلل من الأهمية الاقتصادية للمنطقة بالنسبة لشعب الإيتزا. في الوقت نفسه، تحول الكيخاتشي ليكونوا وسطاء مهمين بين الإيتزا ويوكاتان. سابقًا، كان لدى البوطونيس دي أكالا، جزء مُتفرع من الكيخاتشي، علاقات تجارية مباشرة مع الإيتزا، إلا أنه قد تم نقلهم قسريًا من قبل الإسبان. فيما أصاب المرض كل من تبقى من الكيخاتشي، وهو الأمر الذي لاقى اهتمامًا مكثفًا من قبل المُبشرين الإسبان، وقالوا أنهم لم يعودوا في حالة تسمح لهم بالتوريد التجاري مُباشرة إلى الإيتزا، وأنهم أصبحوا فقط مجرد وسيط تجاري.

النكسات الإسبانية في عام 1620

في مارس 1622، أمر حاكم يوكاتان، دييغو دي كارديناس، القائد فرانثيسكو دي ميرونس ليسكانو لانسار بشن هجوم ضد الإيتزا؛ حيث غادر القائد مع عشرين جنديًا إسبانيًا وثمانين من المايا من جزيرة يوكاتان. انضم الراهب الفرانسيسكاني دييغو ديلغادو إلى البعثة لاحقًا. خيمت البعثة، أولًا، في أكسيبيمينتا، وفي مايو انتقلوا إلى ساكالوم، جنوب غرب باكالار، حيث سبب لهم انتظارهم وصول التعزيزات تأخيرًا مطولًا. في الطريق إلى نوخبيتين، وجد ديلغادو أن الجنود كانوا يتعاملون بعنف مُفرِط مع المايا المصاحبين لهم، حيث ترك الحملة ليجد طريقه الخاص به إلى المدينة، حيث صاحبه ثمانين شخص من المايا المسيحيين من تيبوخ ببليز. في الوقت نفسه، فإن الإيتزا، الذين تصلب موقفهم ضد المحاولات الجديدة الإسبانية للمبشرين معهم، قد سمعوا باقتراب الحملة العسكرية منهم. وحين علم دي ميرونس بذهاب ديلغادو، أرسل إليه ثلاثة عشر جنديًا لإقناعه بالعودة، وأنه عليهم مرافقته في رحلته في حالة فشلهم في مهمتهم. وصل الجنود إلى تيبوخ قبله، ولكن قرر الراهب أن يستمر من تلقاء نفسه نحو نوخبيتين. ومن تيبوخ، أرسل ديلغادو مرسالًا إلى كان إيك، يطلب منه الإذن للسفر إلى نوخبيتين؛ استجاب ملك الإيتزا بوعد لتأمين المرور له ورفقائه. بمجرد وصوله إلى عاصمة الإيتزا، تم استقبال المجموعة بطريقة سلمية، ولكن بمجرد أن أخفض الجنود الإسبان دفاعاتهم، حاصر الإيتزا المجموعة. وتم قتل الجنود وتقديمهم كقرابين لآلهة المايا؛ حيث مُزقت قلوبهم وعُلقت رؤوسهم على خوازيق ووضِعت في جميع أنحاء المدينة. وبعد التضحية بالجنود الإسبان، قام الإيتزا بأخذ ديلغادو، وقاموا بنزع قلبه من صدره وتقطيع أوصاله؛ عارضين رأسه على عصا، جنبًا إلى جنب مع الجنود الإسبان الأخرى ن. وبالمثل، عانى المايا المصاحبين لديلغادو من نفس المصير.

مع عدم وجود أي أنباء عن حملة ديلغادو؛ قام دي ميرونس بإرسال برناندينو إيك، المستكشف المُنتمي للمايا، مع اثنين من الجنود الإسبان لمعرفة مصيرهم. وبمجرد وصولهم إلى شاطئ بحيرة بيتين إيتزا، أسرهم شعب الإيتزا وأرسلهم إلى العاصمة وسجنهم هناك. هربوا بعد ذلك وحاولوا الوصول إلى زورق راسي على شاطئ البحيرة، إلا أنه قد تم إعاقة الجنديين الإسبان بسبب حبال الربط المقيدين بها، وتم أسرهم مرة أخرى. على الجهة الأخرى، استطاع برناندينو إيك الهروب وتمكن من إبلاغ دي ميرونس بما حدث.

بعد ذلك بوقت قصير في السابع والعشرين من مايو 1624، انقضت فرقة حربية صغيرة، بقيادة أخكين بول، على دي ميرونس ورجاله على حين غرة عندما كانوا غير مسلحين في كنيسة ساكالوم وقتلوهم. وقد وصلت تعزيزات خوان برناندو كازانوفا في وقت متأخر جدًا لمنع عملية الذبح وكان الجنود الإسبان قد قُتِلوا وقُطِعت رؤوسهم وأحُرقت أجسادهم، وعلقوا على مداخل المدينة؛ فيما تم اقتلاع قلبي دي ميرونس والكاهن الفرانسيسكاني المحلي عقب ربط أوصالهم وجذبها في أعمدة الكنيسة. وقد قتل المُهاجمون أيضًا عدد من الرجال والنساء المايا في المدينة دون قطع رؤوسهم، وفي الأخير أضرموا النيران في القرية كلها.

أتبع هذه المجازر إنشاء عدد من الحاميات العسكرية الإسبانية في عدة مواقع في جنوب جزيرة يوكاتان، وعرضوا مكافأة نظير أي معلومات عن مكان تواجد أخكين بول. وغادر فرناندو كمال، حاكم مدينة المايا أوكسكوتساب، مع مائة وخمسين من الرماة المايا للبحث عن قائد الإيتزا؛ وتمكن هو وأتباعه من القبض على أخكين بول واستعادوا بعض الأشياء المقدسة الفضية التي نهبوها من كنيسة ساكالوم وبعض من ممتلكات دي ميرونس. وتم اقتياد المساجين إلى القائد الإسباني أنطونيو مينديز دي كانزو؛ مستجوبًا إياهم تحت التعذيب، وتم الحكم عليهم بالإعدام شنقًا، ردًا على فعلتهم. وتم قطع رؤوسهم وتعليقها في جميع أنحاء البارتيدو دي لا سييرا، والتي هي الآن مقاطعة يوكاتان بالمكسيك. مع هذه الأحداث، انتهت كل المحاولات الإسبانية للاتصال بالإيتزا حتى عام 1695. وفي عام 1640، أبعدت الصراعات الداخلية الإسبانية أنظار الحكومة عن استكشاف أراضي جديدة غير معروفة. وعلى مدار الأربعين عامًا التالية، قد افتقر التاج الملكي الإسباني لكل من الوقت والمال أو الاهتمام بمثل هذا النوع من المغامرات الاستعمارية.

Source: wikipedia.org