If you do not find what you're looking for, you can use more accurate words.
إنّ السجود عبادةٌ عظيمةٌ، يُظهر فيها المسلم افتقاره إلى الله تعالى، وخضوعه له، وتذلّله إليه، ويكونُ المسلمُ خلال سجوده في أشدّ حالات العبوديّة لله تعالى، فجميع جوارح الإنسان تشارك في هذه العبادة، والسجود له نوعان: سجودٌ من جانب الاختيار، وهذا متعلّقٌ بالإنسان، وعليه فإنّ من يسجد ينال الأجر والثواب، والنوع الثاني؛ سجودٌ من جانب التسخير، وهذا متعلّقٌ بالإنسان، والحيوانات، والنّباتات، والجمادات، يقول تعالى: (وَلِلَّـهِ يَسجُدُ مَن فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ طَوعًا وَكَرهًا وَظِلالُهُم بِالغُدُوِّ وَالآصالِ).
يعدّ السجود عبادةً تُؤدّى لله تعالى وحده، ولا تُؤدّى لغيره من المخلوقات مهما تكن، ومهما بلغت قوّتها وعظمتها؛ فالسّجود خاصٌّ بالله تعالى، منفردٌ به، وإنّ جميع من في السّماوات والأرض يسجدون لله تعالى. قال تعالى:(وَلِلَّـهِ يَسجُدُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الأَرضِ مِن دابَّةٍ وَالمَلائِكَةُ وَهُم لا يَستَكبِرونَ)، والسجود صفةٌ تخصّ المؤمنين وتتعلّق بهم؛ فهم يطلبون رضا الله تعالى ومغفرته، ويسجدون طلباً لذلك، ثمّ إنّ من لا يسجد في الدنيا وتغرّه نفسه، ويستعلي عن ذلك، فلن يستطيع السجود يوم يُدعى إلى ذلك يوم القيامة، وللسّجود الكثير من الفوائد المتعدّدة، الّتي تعود على المسلم بالنفع والخير، ومنها:
بيّن الفقهاء عدّة أحكامٍ خاصَّةٍ بعبادة السجود؛ حتّى يكتمل سجود المسلم، ويكون صحيحاً وتامّاً، كما يحبّه الله تعالى ويرضاه، ومن هذه الأحكام:
تتعدّد أنواع السجود المشروعة في الإسلام، وقد بيّنت الشريعة الإسلاميّة أحكامها، ومن أنواع السجود: سجود التلاوة، وسجود السهو، وسجود الشكر، وفيما يأتي بيانٌ لكلّ نوعٍ.
شرع الله تعالى لعباده الكثير من الأعمال الصالحة والعبادات، التي تؤدّى تطوّعاً من العبد، ورغبةً في المزيد من الأجر والثواب، وهذه العبادات تسمّى: النوافل، فهي ليست فريضةً على الإنسان، ومنها سجود التلاوة؛ وهو السجود الذي يسجدُه المسلم عند مروره على آيةٍ تحتوي على السّجدة خلال تلاوته للقرآن الكريم، تذلّلاً، وافتقاراً إلى لله تعالى، واتبّاعّاً لسنّة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وقد وردت في القرآن الكريم خمس عشرة سجدةً في عددٍ من السور، وهي: الأعراف، والرّعد، والنّحل، والإسراء، ومريم، والحجّ، والفرقان، والنّمل، والسّجدة، وص، وفصّلت، والنّجم، والانشقاق، والعلق.
إنّ النفس البشريّة يمكن أن تتعرّض للنسيّان والغفلة وعدم التركيز، الأمر الذي يؤدّي إلى حصول خللٍ في الصلاة؛ فيسجد لذلك المصلّي سجود السهو؛ وهو السجود الذي شُرع للإنسان أن يقوم به في آخر صلاته أو بعدها، لسدّ الخلل الذي حصل في صلاته، فيكون ذلك الخلل بسبب زيادةٍ في الصلاة، أو حصول النقص في الصلاة، أو شكّ المصلّي خلال صلاته بالزيادة أو النقصان.
وهو السجود الذي شرع للعبد أن يقوم به، وذلك عند حدوث نعمةٍ له، أو عند ابتعاد ومضيّ سوءٍ كان من الممكن أن يصيبه، فإذا حصل ذلك فيقوم المسلم حينها بسجود الشكر؛ ليشكر الله تعالى، على ما أنعم عليه من نِعمٍ، وما دفع عنه من بلاءٍ، ولهذا الشكر فوائد عظيمةٌ تعود على المسلم نفسه؛ من مثل زيادة النِعَم، وتجدّدها، وحبّ الله تعالى له.