Book The Literature Of Letters In Andalusia In The Fifth Century AH

Book Description

تتكون هذه الدراسة من تمهيد، وأربعة فصول، وخاتمة، درس الباحث في التمهيد الإطار السياسي والاجتماعي والفكري في الأندلس في القرن الخامس الهجري، وبين أنه على الرغم مما شهده الأندلس في القرن الخامس الهجري من تفكك وانحلال سياسي واجتماعي شامل، فقد ازدهرت الحضارة العربية الإسلامية في الأندلس في هذا القرن وازدهاراً عظيماً ونهضت العلوم والآداب نهضة بلغت بها القصة درجات ازدهارها في تاريخ الأندلس الإسلامي. وفي ظل هذا الازدهار وجد الكتاب اهتماماً كبيراً من قبل ملوك الطوائف، وأمراء المرابطين وولاتهم في الأندلس.

وفي الفصل الأول حدد الباحث مفهوم أدب الرسائل، فوقف عند مفهوم رسالة في الأدب إلى جانب دراسة مرادفاته التي شاع استعمالها، ووضح علاقتها بمفهوم لفظ رسالة. وخرج الباحث إلى القول بأن أدب الرسائل لون من ألوان النثر الفني الجميل وضرب من ضروبه التي تنهال على القريحة انهيالاً ولا يكاد يختلف مفهوم أدب الرسائل عند الأندلسيين عن مفهومه عند المشارقة، فالأدب في عرفهم جميعاً ينقسم إلى أصلين أساسيين: منظوم ومنثور، والمنثور فيه الخطب والرسائل، وهما فن واحد أو فنان متقاربان يقابلان الشعر.

وتحدث الباحث في الفصل الأول عن نشأة أدب الرسائل وأصوله في الأندلس، وبين أن أدب الرسائل من أسبق ألوان النثر الفني إلى الظهور في الأندلس، فأهل الجزيرة كانوا متمكنين من الخطابة والشعر والكتابة منذ أول قدومهم إلى تلك البلاد. وختم الباحث هذا الفصل بالحديث عن تطور أدب الرسائل في الأندلس من الناحيتين الموضوعية والفنية حتى نهاية القرن الرابع الهجري، وبين ما كان لذلك من اثر مباشر في أدب الرسائل في القرن الخامس الهجري وتطوره وتشعب موضوعاته.

أما الفصل الثاني فقد تحدث الباحث فيه عن مكانة أدب الرسائل وعوامل تطوره وازدهاره، وبين أن أدب الرسائل قد تطور تطوراً وتشعبت موضوعاته وأغراضه تبعاً لتشعب أمور الحياة في المجتمع الأندلسي في هذا القرن، واقتحم على الشعر ميدانه وشاركه في أغراضه.

وقد صنف الباحث في هذا الفصل موضوعات الرسائل وأغراضها في مجموعات متجانسة بحسب مضامينها، وتقارب أغراضها، وجعل الباحث أولى هذه المجموعات التي درس نصوصها رسائل الاتجاه السياسي، ثم تلتها دراسة رسائل الاتجاه الاجتماعي، ورسائل الجهاد والصراع مع الصليبيين، والرسائل الدينية، ورسائل المفاضلات والمفاخرات، ثم رسائل النقد الأدبي، ورسائل الفكاهة، والرسائل الديوانية، وأخيراً الرسائل الإخوانية، على أن هذه المجموعات لا تعني الحرفية في الدلالة على مضامين الرسائل، إذ أن وشائج القربى بين هذه المضامين قوية جداً.

أما الفصل الثالث فقد تناول الباحث فيه الخصائص الفنية واللغوية لأدب الرسائل في الأندلس في القرن الخامس الهجري، ووقف عند تأثر الكتاب الأندلسيين بالمشارقة ومحاكاتهم، وبين المظاهر الفنية التي تميزت بها رسائلهم المشرقية من حيث البناء الفني والألفاظ وزخرفتها، والمعاني والتعبير عنها.

أما الفصل الرابع فقد عقده الباحث على دراسة ثلاثة من اشهر الكتاب المترسلين في الأندلس في القرن الخامس الهجري دراسة تحليلية، وهم ابن الدباغ وابن عبد البر وابن طاهر، فتحدث عن حياتهم، وتتبع موضوعات رسائلهم وأغراضها، وبين خصائصها وسماتها الفنية، وقد لاحظ في اختيار هؤلاء الكتاب تمثيلهم لاتجاهات أدب الرسائل وموضوعاته، هذا إلى جانب أنه لم يلتفت إليهم أحد من الدارسين.

ما الخاتمة فقد ضمنها الباحث النتائج التي توصل إليها من هذه الدراسة. وأرفق الباحث بالدراسة فهارس عامة للأعلام والقبائل والطوائف والجماعات والأماكن والبلدان، والمصادر والمراجع والموضوعات. وقد تنوعت مصادر هذا البحث، وقد أقدمها كتاب "البديع في وصف الربيع" "لأبي الوليد الحميري" المتوفى بحدود سنة 440هـ، ويتضمن هذا الكتاب عدداً من الرسائل الوصفية التي تعود إلى بداية القرن الخامس الهجري.

Copyright reserved

The book cannot be previewed or downloaded in order to preserve the copyright of the author and publishing house
Not available digitally or on paper through the Noor Library, it is for rating and review

Reviews ( 0 )

Quotes ( 0 )

  Search for another book