مدرس لغة عربية | قارئ ومؤلف (1) كتاب
كاتب سوري الجنسية ، مقيم في الإمارات ، مجاز في اللغة العربية من جامعة دمشق، حاصل على الماجستير من جامعة النيلين السودانية في الأدب والنقد، طالب دكتوراة في قسم الدراسات العليا في جامعة بينغول التركية .
بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب القمح الحوراني
كتاب رائع يربط بين المعلومة والتراث الشعبي والتاريخ.
يبدأ الكاتب بمقدمة للدكتور إسماعيل السلامات يتحدث فيها عن إقليم حوران كلام العاشق المغرم بوطنه، ثم ترد مقدمة الكاتب حيث يتحدث عن فكرة الكتاب التي رافقته من صغره ونمت معه حتى جاءت في ثوب هذا الكتاب كنوع من التوثيق لنعمتين هما نعمة الموطن حوران، ونعمة القمح الحوراني الذي كان الغذاء ومصدر الرزق للفلاح الحوراني عبر العصور.
في الفصل الأول: يتحدث الكاتب عن نشوء الزراعة وأسطورة الديانة في حوران حيث أخذ الإقليم اسمه من الإله الكنعاني حورون ومركزه جبل حوران، ويتحدث عن الآلهة الكنعانية عشتار التي كان مركزها في مدينة عشتار البائدة، والتي هي خربة عشترة اليوم، ويسرد تاريخ المنطقة منذ بدايات تحول الإنسان من مجتمع الصيد والالتقاط البدائي إلى مجتمع الزراعة، الذي قام بأول خطوات تدجين القمح وزراعته على ضفاف نهر اليرموك وروافده الهرير الزيدي الرقاد العلان ويتحدث عن تلك الزراعة عبر العصور الحجرية الثلاث القديم والوسيط والحديث.
الفصل الثاني: يتدرج الكاتب في سرد تاريخ حوران عبر العصور( العمورية والكنعانية والآرامية واليونان والأنباط والرومان والغساسنة والفتح الإسلامي والأموي ...إلخ ) متتبعا زراعة القمح وأسواق حوران العريقة عبر العصور، وملكية الأرض والأزمات والأوبئة، وما طرأ على زراعة القمح من تحديث واهتمام في كل عصر، راصدا الصراعات التي جرتها هذه الثروة على المنطقة على مر العصور، مع اطلاع تاريخي مميز للكاتب، وهو الشغوف بتاريخ حوران وتراثها.
يفرد الكاتب الفصل الثالث للحديث عن القمح الحوراني من حيث تعريفه وصفاته وسلالاته وأطوار حياته.
أهم السلالات (الحوراني الأساسي – نووي جيدوري- الأيوبي – البلدي .....إلخ)
كما يخصص الفصل الرابع لدورة إنتاج القمح الحوراني السنوية من نافذة الأمثال الشعبية التي تعتبر قيدًا شفويا لخبرة الفلاح الحوراني المتراكمة عبر العصور وتعد تقويما زراعيا متكاملا خطه الفلاح الحوراني بعرق جبينه وبخبرة الأجداد، يتحدث بصيغة الأمر بمعروف الزراعة والنهي عن منكرها، تجده يرافق الفلاح من ألف الزراعة إلى يائها، راصدا أمثاله وأهازيجه وتفاؤلاته وتطيراته آماله وهواجسه يوثق مقادير البذار والإنتاجية وأفضل الأووقات للحراثة والبذار والحصاد ورصد نشاط الطيور والقوارض والحشرات واستنباط الأحكام بحكم الخبرة .
في الفصل الخامس يتتبع الكاتب طقوس الاستسقاء في عدد من قرى حوران النابعة من بساطة الفلاحين الفقراء مع بعض الطقوس الصوفية لبعض الفرق الصوفية التي كانت في حوران، وكنا قد سمعنا بعض تلك القصص من أهلنا ، ويرصد أهم مراقد العلماء والأولياء حسب المعتقد الشعبي، ويتحدث عن مراحل المطر ومسمياته حسب قوة انهماره.
في الفصل السادس يعود الكاتب إلى المحتوى العلمي البحث حيث يتحدث عن مكونات نبتة القمح ومكونات حبة القمح وفوائدها بكل حالاتها ( البرغل – الدقيق- القمح المبرعم).
بينما يختص الفصل السابع بالدقيق (الطحين) وطرق الحصول عليه من المطاحن الحجرية المنزلية أو المطاحن المائية التي على المجاري المائية في حوران، ثم يذكر أنواع المخبوزات الحورانية كخبز المهايد والقالب ( الرشم) والكماج والمردد والشراك وخبز الحجاج وغيره.
ولا ينسى الحلويات الحورانية التي يشكل طحين القمح أو سميده عمادها كاللزاقي والمعيسة والبسيسة والحريرة والهيطلية.
بعدها يعرج على الأكلات الشعبية الحورانية التي تعتمد على القمح ومعروف أن المطبخ الحوراني يقوم على الحبوب واللبن والقمح في طليعة الحبوب فيتحدث عن الفريكة والمجدرة ومنسف المليحي الذي يعد أهم طبق حوراني والكبة والكشك وأذان الشايب (الشيشبرك) والعجة وفطائر الكشك والسبانخ والفطر والمفتول والكعاكيل والرقاقة (المكمورة) وغيرها .
مع الحديث عن استخدامات العجين للتداوي وتزيين البيوت بحزم القمح كرمز للأصالة .
في الفصل الثامن يعود الكاتب للتحليق بنا في فضاء التراث حيث يرصد الأغاني التي تصاحب الأعمال المرهقة للفلاح الحوراني، وذلك أن الغناء ينسي الفلاح تعبه ويثير حماسه لما يحتوى من معاني النخوة والفزعة وقيم التعاون.
في الفصل التاسع يرتقي بنا الكاتب في سماء الأدب حيث يسرد بعض القصائد التي تحدثت عن قمح حوران ويعود لسرد بعض الأساطير الشعبية عن القمح .
في الفصل العاشر يدخلنا الكاتب في عالم الأرقام حيث يفردف لوحدات قياس الأرض ومكاييل القمح الحوراني عبر التاريخ .
ويصحبنا في الفصل الحادي عشر في جولة تعريفية تعرفنا بأهم أدوات الفلاح الحوراني من المحراث والمناجل والغرابيل وأنواعها وأوعية القش كالقبعة والمغمقات ..إلخ
وفي النهاية يثبت 68 مرجعا 8 دوريات لجأ إليها الكاتب من باب نسبة الفضل إلى أهله وهي خطوة هامة في كل كتاب يريد له الكاتب أن يكون محط احترام القراء .
ملاحظتي على الكتاب مستوى الطباعة والورق وهذا يعود للإمكانيات
في الكتاب توثيق لرحلات بعض الرحالة المستشرقين واقتباسات لشخصيات هامة حول حوران وقمحها.
الكتاب جميل ومنوع يشد القارئ يتنقل به بين رحاب التاريخ الواسع وقطوف التراث الدانية وخزائن العلم الباقية.
إرسال طلب للتواصل مع "مروان يوسف الشولي"
نحن بحاجة لملفات تعريف الارتباط لكي يعمل هذا الموقع. يرجى تمكينها للمتابعة.
نحن نظهر لك هذه الرسالة لأننا نحترم خصوصيتك.
بإستخدامك هذا الموقع أنت توافق لنا على جمع ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لتقديم تجربة مستخدم أفضل،
المزيد من التفاصيل.
لا يمكن تصفح الموقع طالما رفضت استخدام الكوكيز لأن الموقع يعتمد عليه بشكل أساسي للعمل
الملكية الفكرية محفوظة للمؤلفين المذكورين على الكتب والمكتبة غير مسئولة عن افكار المؤلفين
يتم نشر الكتب القديمة والمنسية التي أصبحت في الماضي للحفاظ على التراث العربي والإسلامي
، والكتب التي يتم قبول نشرها من قبل مؤلفيها.
وينص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أنه "لكل شخص حق المشاركة الحرة في حياة المجتمع الثقافية، وفي الاستمتاع بالفنون، والإسهام في التقدم العلمي وفي الفوائد التي تنجم عنه. لكل شخص حق في حماية المصالح المعنوية والمادية المترتِّبة على أيِّ إنتاج علمي أو أدبي أو فنِّي من صنعه".