العربية  

books السيرة الشخصية والحياة العملية

If you do not find what you're looking for, you can use more accurate words.

View more

السيرة الشخصية والحياة العملية (Info)


وُلد ويليامز في رذرفورد، نيو جيرسي لأب إنجليزي وأم بورتوريكية منحدرة جزئيًا من أصل فرنسي. كان ويليامز مولعًا بالرسم طوال حياته، وكان ذلك واضحًا في أعماله.

تلقى ويليامز تعليمه الابتدائي والثانوي في رذرفورد حتى عام 1897، ثم أرسله والداه إلى مدرسة بالقرب من جنيف حيث درس لسنتين، ثم سافر إلى باريس حيث التحق بليسيه كوندورسيه. بعد عودته إلى مدينة نيويورك، التحق بمدرسة هوراس مان، وبعد نجاحه في اجتياز اختبار القبول انتسب إلى مدرسة الطب في جامعة بنسلفانيا في عام 1902، وتخرج فيها عام 1906. تدرب ويليامز عقب تخرجه في جامعة بنسلفانيا والمستشفى الفرنسي ومستشفى الأطفال في نيويورك قبل أن يسافر إلى لايبزيخ ليدرس طب الأطفال المتقدم. نشر ويليامز أول كتاب له «القصائد» في عام 1909.

تزوج ويليامز من فلورنس هيرمان (1891–1976) عام 1912 بعد عودته من ألمانيا. انتقل الزوجان للعيش معًا في منزل واحد في رزرفورد، نيو جيرسي، حيث مكثا لأعوام عديدة. بعدها بفترة وجيزة نشر كتابه الثاني عن القصائد «الطبائع» في دار لندن للنشر بمساعدة صديقه، عزرا باوند، الذي قابله عندما كان يدرس في جامعة بنسلفانيا. وفي عام 1914 أنجب ويليامز وزوجته ابنهما الأول، ويليام إي. ويليامز، وتلاه ابنهما الثاني، بول إتش. ويليامز، في عام 1917. خطا ابنهما ويليامز على خطى أبيه حتى صار طبيبًا مثله.

نجح ويليامز في مساره الأدبي الشعري بجانب عمله الأساسي كطبيب عائلة. كان يؤلف قصصًا قصيرة، ومسرحيات، وروايات، ومقالات، وترجمات بين الحين والآخر. كان ويليامز طبيبًا في النهار وأديبًا في الليل. وفي مطلع حياته العملية، انخرط في الحركة التصويرية من خلال صداقته مع عزرا باوند وهيلدا دوليتل (التي التقى بها أيضًا أثناء دراسته في جامعة بنسلفانيا)، وبعد فترة وجيزة تكونت لديه آراء مختلفة عن آرائهما، وتغير أسلوبه لكي يعبر عن إخلاصه للتعبير الحداثي في بيئته المحيطة به.

في عام 1920 تعرض ويليامز إلى نقد حاد من قبل أقرانه (مثل دوليتل وباوند ووالاس ستيفنس) بعد نشره أحد أهم كتبه التجريبية «كورا في الجحيم: ارتجالات». نعت باوند كتابه بعدم التماسك، ونعتته دوليتل بالوقاحة. انتقدت الفنانة والشاعرة الدادانية، إلسا فون فرايتاغ، أسلوب ويليامز الذي يتسم بالإيحاء الجنسي والفن السياسي في مقالة ناقدة بعنوان «سأناديك بهاملت خاتم الزواج»، ونُشرت في مجلة ليتل ريفيو في مارس 1921.

وبعدها بثلاث سنوات نشر ويليامز أحد أبرز كتبه عن الشعر الذي يحتوي على بضعة قصائد كلاسيكية مثل «على جانب طريق المستشفى المعدي»، و«عربة اليد الحمراء»، و«إلى إلسي». ولكن في عام 1992 نشر توماس إليوت قصيدة «أرض الضياع» التي أثارت ضجة كبيرة حينئذ وخطفت الأضواء من مذهب ويليامز الحداثي المغاير لأسلوب إليوت. كتب ويليامز لاحقًا في سيرته الذاتية: «عقب ظهور أرض الضياع شعرت أنني انتكست عشرين سنة إلى الوراء. فمن ناحية نقدية أعادنا إليوت إلى فصول المدرسة من جديد في اللحظة التي خلنا فيها أننا اقتربتنا من تأسيس شكل جديد من أشكال الفن يستمد جذوره من مكان نشأته». على الرغم من الاحترام الذي كان يكنه ويليامز لأعمال إليوت فقد جاهر بنقده أسلوب إليوت ذو الطابع الفكري المتطرف الذي يكثر من استخدام اللغات الأجنبية والإشارة إلى الأدب الأوروبي والكلاسيكي. إذ كان ويليامز يؤثر اللغة الإنجليزية الأمريكية الدارجة.

بين عام 1946 و1958 ألف ويليامز قصيدة ملحمية حداثية بعنوان «باترسون»، وفيها حكى ويليامز عن تاريخ باترسون، نيو جيرسي وأناسها وجوهرها. ومن هنا نرى أن ويليامز كان يهتم بالمكان و«المحل» بشكل خاص على نطاق أوسع مقارنةً بجميع محاولات من سبقوه. تأمل ويليامز كذلك في دور الشاعر في المجتمع الأمريكي ولخص أسلوبه الشعري في المقولة الشهيرة «لا يكمن الأمر في الأشياء بل في الأفكار» (وهي عبارة مقتبسة من قصيدة «أغنية من نوع ما» كررها ويليامز أكثر من مرة في قصيدته الملحمية).

أرشد ويليامز في أواخر حياته عددًا لا بأس به من الشعراء اليافعين وكان له تأثير عظيم عليهم. أثر بشكل خاص على العديد من الحركات الأدبية الأمريكية في خمسينيات القرن العشرين، ومن بينها حركة البيت، وحركة النهضة في سان فرانسيسكو، ومدرسة بلاك ماونتن، ومدرسة نيويورك.

كان ألن غينسبرغ من بين تلاميذ ويليامز الذي كان على تواصل دائم مع معلمه وتوطدت بينهما علاقة وثيقة. ضمّن ويليامز عدة خطابات من غينسبرغ في قصيدة باترسون، وعلق عليها قائلًا أنها ساعدته في استلهام فكرة الفصل الخامس في هذا الكتاب. كتب ويليامز أيضًا مقدمة أول كتاب لغينسبرغ «العواء وقصائد أخرى» في عام 1956.

عانى ويليامز من نوبة قلبية في عام 1948، ثم أصابته سلسلة من الجلطات الدماغية بعد عام 1949. وعقب إصابته بإحدى تلك الجلطات عانى ويليامز من اكتئاب حاد أفضى به مُحتجزًا داخل مستشفى هيلسايد في نيويورك لأربعة أشهر في عام 1953. توفي ويليامز في 4 مارس 1963 بعمر 79 سنة في منزله في رذرفورد. ثم دُفن في مقبرة هيلسايد في ليندهورست، نيويورك.

بدأ ويليامز في العمل على مسرحية أوبرالية في الثلاثينيات بعنوان «الرئيس الأول». تمحورت تلك الأوبرا حول الرئيس جورج واشنطن وتأثيره على تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، وكان ويليامز يهدف منها «جذب الناس نحو إدراك ما نحن عليه الآن».

Source: wikipedia.org