اذا لم تجد ما تبحث عنه يمكنك استخدام كلمات أكثر دقة.
الخطوط القديمة والأقاصيص المتداولة ما زالت تتحدث أن هذه المدينة عاشت نشاطا حيويا وشهدت حراكا علميا واقتصاديا أشارت وأشادت بها بعض الأقلام التي زارتها أو عاصرتها بشكل يشد ويغري من له نهمة إلى القراءة وكلف إلى اكتشاف الجديد، وإن للجديد روعته وطرافته، ومن لم يختبرها لم يعتبرها سوى خرافات مزخرفة أو نسج خيال من الحقيقة خال، وتأبى تلك النقوش الحجرية الراسخة، وما أثأرت عوامل ومعاول البلى والتعرية من آثار شاهدة صامدة ناطقة أو صامتة تؤكد فعلا أنها قد كانت قبلة التجار ومحطة الأسفار ومنتدى الأدباء ومنبر العلماء الأبرار ومرابط المجر الجرار وكل جديد فإلى البلى والبوار.
وقد شبكت بينها وبين كثير من المدن التاريخية الهامة خطوط اتصال عبر طرق مسلوكة انطلقت منها وإليها، منها :
وذكر البكري أن المسافة الفاصلة بين ورجلة وتادمكت تقدر بخمسين يوماً، وبين تادمكة وكاوا بعشرة أيام.
وشملتها الدولتان المرابطية السنية والموحدية بعد قيامهما وسرعان ما انقطعت عنهما واستقلت بشأنها.كما أنها خضعت بالاسم لدولة بني مرين في القرن السابع الهجري.
والمدينة أعرق وأسبق من مدينة (تمبكتو) التي كتب لها البقاء وظلت مركزا تجاريا وثقافيا مأتيا تنتابها القوافل التجارية من عامة الجهات حتى نابت النوب واختفى معدن الذهب وحالت الأحوال فتفرق أهلها ما بين طاوة وإيروان وبوجبيه وتمبكتو وغيرها وإن أحوال الأمم وعوائدهم لاتدوم على وتيرة واحدة ومنهاج مستقر إنما هو اختلاف على الأيام والأزمنة وانتقال من حال إلى حال.