اذا لم تجد ما تبحث عنه يمكنك استخدام كلمات أكثر دقة.
أن نعلي الثقافة على السياسة - أن نكون بشراً أولاً ومواطنين ثانياً - يعني أن على السياسة أن تتحرك ضمن بعد أخلاقي عميق .
والثقافة أو الدولة ، هما ضرب من اليوطوبيا المبتسرة - او الخديج - التي تلغي الصراع على مستوى الخيال ، كي لا تكون بحاجة لأن تحله على مستوى السياسة.
وماتفعله الثقافة إذاً هو أنها تقطر إنسانيتنا المشتركة من ذواتنا السياسية المنضوية في نِحَلٍ وشيع ، حيث تسترد الروح من الحواس
وتنتزع الثابت من الزائل ، وتقطف الوحدة من التعدد.
فهي تشير إلى ضرب من الانقسام على الذات كما تشير إلى ضرب من شفاء الذات الذي لا يلغي ذواتنا الدنيوية النكدة ، وإنما يصقلها بنوع من الإنسانية المثالية. وبذا يصان ويقرض في آن معاً ذلك الشق بين الدولة والمجتمع المدني . تلك بعض أفكار تيري إيجلتون في هذا الكتاب الذي يضيء -بعلميته وشجاعته وحواريته وخصوبته - أزمة الثقافة وحروبها و(طبعاتها) المختلفة ، ومابينها والطبيعة ،
نشداناً لثقافة مشتركة .