اذا لم تجد ما تبحث عنه يمكنك استخدام كلمات أكثر دقة.
بدأت رحلة الشهيد صلاح مع سجون الاحتلال في العام 1989 حين اعتقل إداريا في سجن النقب نتيجة لنشاطه الواسع خلال الانتفاضة، ثم في العام 1990 حين اعتقل وتنقل بين عدة سجون صهيونية قبل أن يبعد مع 415 قائدا في حماس إلى مرج الزهور في جنوب لبنان بعد الضربات المتوالية التي وجهتها كتائب الشهيد عز الدين القسام للصهاينة وعلى رأسها اختطاف الجندي (نسيم طوليدانو) وتصفيته نتيجة تعنت الصهاينة ورفضهم إطلاق سراح أسرى فلسطينيين مقابل إخلاء سبيله. وخلال تواجده في السجن أو في الإبعاد كان صلاح يخدم إخوانه ويتحرك ولا يقف أبدا موقف المتفرج على الأحداث بحجة أن هناك من يقوم بحمل العبء بل كان دوما مبادرا معطاء وفي كل الميادين . وخلال مسيرته الاعتقالية عرف بسيرة اعتقالية مشرّفة، فقد كان ممثلا للأسرى أمام إدارات السجون ذا مواقف صلبة يسعى دوما لانتزاع الإنجازات وتحصيل المكاسب للحركة الاعتقالية ساعده في ذلك إيمانه العميق بقضيته وقضية الأسرى وقوة الشخصية التي كان يمتلك وإتقانه الشديد للغة العبرية، كما عرف بتحديه للسجانين في أقبية التحقيق وعناده الشديد أمام أساليب بطشهم وإغرائهم على السواء .
لم يقتنع صلاح بعد عودته من مرج الزهور بالاكتفاء بعمله السياسي والجماهيري والتثقيفي على أهمية هذه المجالات وفضل العاملين فيها في تأجيج الصراع والمقاومة، لكن طموح أبي النور ونظرته للاحتلال المليئة بالكره، وإيمانه الراسخ بأن الاحتلال المريح هو خطيئة يتحمل مسؤوليتها أولئك القابعين تحت الاحتلال .. لذلك فقد توجه إلى ميدان العمل الجهادي وبشكل مباشر وكانت له مشاركات أكثر من مرة، ومن أهمها واشهرها دوره الداعم في إيواء ومساعدة الخلية المجاهدة التي قامت باختطاف الجندي الصهيوني " نحشون فاكسمان" في العام 1994 وكانت تلك العملية إحدى أكثر العمليات إيلاما والتي قامت بها كتائب القسام وعملت على زعزعة حكومة الاحتلال وإضعاف معنويات جنوده ودفع ثمنها أبو النور 27 شهرا من عمره في سجون الاحتلال نتيجة لهذا النشاط المقاوم.