اذا لم تجد ما تبحث عنه يمكنك استخدام كلمات أكثر دقة.
علم الأعصاب السلوكي، المعروف أيضًا باسم علم النفس الحيوي، أو البيولوجيا النفسية، أو علم الأحياء النفسي هو تطبيق مبادئ علم الأحياء على دراسة الآليات النفسية، والجينية، والتطورية للسلوك عند الإنسان والحيوانات الأخرى.
تطور علم النفس السلوكي كنظام علمي من مختلف التقاليد العلمية والفلسفية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. في الفلسفة، اقترح أشخاص مثل رينيه ديكارت نماذج فيزيائية لشرح سلوك الحيوان وكذلك الإنسان. اقترح ديكارت أن الغدة الصنوبرية وهي بنية غير مزدوجة في خط وسط دماغ العديد من الكائنات الحية، هي نقطة الاتصال بين العقل والجسد. استفاض ديكارت أيضًا في نظرية يمكن أن يفسر فيها الضغط الهيدروليكي للسوائل الجسدية ردود الفعل وغيرها من السلوك الحركي. ألهمته هذه النظرية تحريك التماثيل في حديقة بباريس. قد يظهر التنبيه الكهربائي والآفات تأثيرًا على السلوك الحركي للبشر. يمكن تسجيل النشاط الكهربائي للأفعال، والهرمونات، والمواد الكيميائية، وآثارالعقاقير على نظام الجسم وكلها تؤثر على السلوك اليومي.
ساعد فلاسفة آخرون أيضًا في ولادة علم النفس. يناقش واحد من أوائل الكتب الدراسية في الاختصاص الجديد، مبادئ علم النفس، لكاتبه ويليام جيمس أن الدراسة العلمية لعلم النفس يجب أن تستند على فهم علم الأحياء.
يمكن تتبع ظهور علم النفس وعلم الأعصاب السلوكي كعلمين مُجازين من انبثاق علم وظائف الأعضاء من علم التشريح، خاصة التشريح العصبي. أقام علماء وظائف الأعضاء التجارب على الكائنات الحية، في ممارسة لم يثق بها علماء التشريح البارزون في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. ساعد العمل المؤثر لكلود برنارد، وتشارلز بل، وويليام هارفي في إقناع المجتمع العلمي بأنه يمكن الحصول على بيانات موثوقة من موضوعات حية.
وحتى قبل القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، كان علم الأعصاب السلوكي قد بدأ في التكون منذ عام 1700 قبل الميلاد. السؤال الذي يبدو كأنه يَبرُز باستمرار هو: ما هي العلاقة بين العقل والجسد؟ يشار للجدال رسميًا بإشكالية العقل والجسد. هناك مدرستان فكريتان أساسيتان تحاولان حل إشكالية العقل-الجسد، مذهب الوحدة ومذهب الثنوية. أفلاطون وأرسطو هما اثنان بين عديد من الفلاسفة شاركوا في هذا الجدال. اعتقد أفلاطون أن العقل هو المكان الذي تحدث فيه جميع أشكال التفكير والعمليات العقلية. على العكس منه، اعتقد أرسطو أن العقل يخدم هدفًا هو تبريد المشاعر تلك الخارجة من القلب. كانت إشكالية العقل-الجسد نقطة انطلاق نحو محاولة فهم العلاقة بين العقل والجسد.
نشأ جدال آخر حول تمركز الوظيفة أو التخصص الوظيفي مقابل تساوي القدرة الوظيفية والذي لعبت دورًا هامًا في تطور علم الأعصاب السلوكي. كنتيجة لأبحاث تمركز الوظائف توصل العديد من الأشخاص المشهورين في مجال علم النفس إلى العديد من الاستنتاجات المختلفة. تمكن وايلدر بنفيلد إلى جانب راسموسن من وضع خريطة للقشرة الدماغية عن طريق دراسة المرضي المصابين بالصرع. أدت الأبحاث حول تمركز الوظائف بعلماء الأعصاب السلوكيين إلى فهم أفضل لأي جزء في المخ يتحكم في السلوك. وتمثَل هذا كأفضل ما يكون في دراسة حالة فينياس جايج.
استُخدم مصطلح «علم النفس الحيوي» في عديد من السياقات، لتأكيد أهمية علم الأحياء، وهو التخصص الذي يدرس التعديلات العضوية، والعصبية، والخلوية في السلوك، والتكيف (اللدونة) في علم الأعصاب، والأمراض الحيوية من كل الجوانب، وبالإضافة، يركز علم الأحياء على السلوك ويحلله بالإضافة إلى جميع الموضوعات المتصلة به من وجهة نظر علمية. في هذا السياق، يساعد علم النفس كتخصص مكمل ولكن مهم في علوم الأعصاب الحيوية. دور علم النفس في هذا الأسئلة هو أداة اجتماعية تدعم علم الأحياء الرئيسي والأقوى. استخدم مصطلح «علم النفس الحيوي» لأول مرة بمعناه الحديث بواسطة نايت دونلاب في كتابه الخطوط العريضة لعلم النفس الحيوي عام (1914). كان دونلاب أيضًا مؤسس ورئيس تحرير مجلة علم النفس الحيوي. في تقديمه لهذه المجلة كتب دونلاب أن هذه المجلة ستنشر أبحاثًا «.... تعتمد على المتشابك بين الوظائف العقلية والفيزيولوجية»، مما يصف مجال علم الأعصاب السلوكي حتى بمعناه الحديث.
في كثير من الحالات، قد يستخدم البشر كمواضيع تجريبية في تجارب علم الأعصاب السلوكي، برغم ذلك، تأتي أعداد كبيرة من الأدبيات التجريبية في علم الأعصاب السلوكي من دراسة الأنواع غير البشرية، في الأغلب، الجرذان، والفئران، والقردة، كنتيجة لذلك، هناك افتراض خطير في علم الأعصاب السلوكي بأن الكائنات تتشارك تشابهات حيوية وسلوكية، بما يكفي للاستقراء عبر الأنواع. هذا يجمع علم الأعصاب السلوكي أقرب وأقرب مع علم النفس المقارن، وعلم النفس التطوري، وعلم الأحياء التطوري، وعلم الأحياء العصبي. لعلم الأعصاب السلوكي أيضًا تشابهات في النماذج والمنهجيات مع علم النفس العصبي، والذي يعتمد اعتمادًا كبيرًا على دراسة سلوك البشر الذين يعانون من خلل وظيفي في الجهاز العصبي (أي معالجة حيوية غير قائمة على التجربة).
تتضمن مترادفات علم الأعصاب السلوكي علم النفس الحيوي وعلم النفس البيولوجي وعلم الأحياء النفسي. يعتبر علم النفس الفيزيولوجي فرع من علم الأعصاب السلوكي، مع تعريف أضيق بشكل متناسب.
السمة المميزة لتجربة علم الأعصاب السلوكي هي أنه إما أن يكون المتغير المستقل في التجربة بيولوجيًا، أو أن بعض المتغيرات التابعة بيولوجية. بكلمات أخرى، أن الجهاز العصبي للكائن الحي تحت الاختبار يتغير بصفة دائمة أو مؤقتة، وأن بعض جوانب الجهاز العصبي تقاس (عادة ما تكون مرتبطة بمتغير سلوكي).
الآفات؛ طريقة كلاسيكية تدمر فيها منطقة الدماغ المراد دراستها بطريقة طبيعية أو عن قصد لملاحظة أي تغيرات ناجمة مثل تدهور الأداء أو تحسنه على بعض المقاييس السلوكية. يمكن وضع الآفات بدقة عالية نسبيًا بفضل مختلف مجموعات "أطلس" المخ التي توفر خريطة لمناطق الدماغ في إحداثيات مجسمة ثلاثية الأبعاد.
يمكن إلى حد معقول اعتبار الفائزين بجائزة نوبل التالية أسماؤهم من علماء الأعصاب السلوكيين أو أخصائيي البيولوجيا العصبية. (هذه القائمة تغفل الفائزين الذين كانوا شبه حصريًا علماءً في تشريح الأعصاب أو علماءً في الفسيولوجيا العصبية؛ أي أولئك الذين لم يقيسوا المتغيرات السلوكية أو العصبية البيولوجية.)