English  

كتب سلبيات السكن العشوائي

اذا لم تجد ما تبحث عنه يمكنك استخدام كلمات أكثر دقة.

عرض المزيد

سلبيات السكن العشوائي (معلومة)


ويمكن رصد بعض السلبيات الناتجة عن الإسكان العشوائي في عدة نقاط:

  • إضافة نسيج عمراني مشوه إلى الكتلة العمرانية الأساسية.
  • النقص الشديد في المرافق العامة خاصة في الصرف الصحي مما أدى إلى أضافة كتلة عمرانية ملوثة للبيئة نتيجة الصرف الجوفي عن طريق البيارات أو الترنشات في باطن الأرض.
  • عدم وجود كهرباء أدى إلى فرض حياة بدائية على السكان واستخدامهم للكيروسين في الإضاءة ومواقد الطبخ.
  • التزاحم الشديد للمباني وعدم ترك فراغات أدى إلى فقدان الخصوصية وزيادة درجة التلوث السمعي والبصري فساعد ذلك على زيادة الأمراض البدنية والاجتماعية والنفسية أيضاً بين هذه الفئات من السكان.
  • نتج عن التخطيط العشوائي القائم على اجتهادات شخصية سواء كان ذلك في التخطيط العام أو في مساحات قطع الأراضي المخصصة للوحدة السكنية أو التصميم الداخلي للوحدة السكنية مناطق مشوهة عمرانياً ومعمارياً يصعب معها الإصلاح ومحاولة الارتقاء بها.
  • أسفرت هذه المناطق عن ضياع أجزاء كبيرة من الأراضي الزراعية التي تم تحويلها إلى اراضٍ للبناء مما أثر على الناتج القومي لهذه الدول، وبالرغم من محاولات الحد من انتشار الإسكان العشوائي وخاصة بتجريم البناء على الأراضي الزراعية إلا أن هذه المحاولات تعتبر ضعيفة جداً إذا ما قورنت بسرعة انتشار ونمو هذا القطاع في ظل قوانين وتشريعات ورقابة ضعيفة. إلا أن بعض المحاولات الدولية والحكومية والفردية أيضاً للارتقاء بهذه البيئة السكنية تواجهه صعوبة شديدة جداً نظراً للنسيج العمراني المعقد وزيادة الكثافة السكانية والبنائية لهذه التجمعات وعلى ذلك فقد اقتصرت محاولات الارتقاء على إمداد هذه المناطق بالمرافق العامة (المياة النقية الصالحة للشرب، الصرف الصحي، الكهرباء) دون أن تمتد إلى النواحي التخطيطية والفراغات العمرانية والنواحي الاجتماعية لهذا المجتمع، وبالرغم من ذلك، فقد سجل هذا النمط بعض الإيجابيات يمكن الاستفادة منها لتوجيه هذا النمط نحو أساليب عمرانية تتناسب مع النسيج العمراني للمدن وتتلافى السلبيات التي نتجت عنه ومنها:
  • أن الإسكان العشوائي جاء مميزاً من الناحية الإنشائية حيث اعتمد البناء على أسلوب الهيكل الخرساني أو الحوائط الحاملة كمثيلة في الكتلة العمرانية المخططة رسمياً.
  • الالتزام الجماعي في المناهج البنائية من حيث التخطيط وأبعاد قطع الأراضي وانتظام الارتفاعات تماشياً مع العرف السائد في المنطقة وهو يعتبر بديلاً أو مكملاً للقوانين والاشتراطات التشريعية الخاصة بالبناء.
  • يسمح النمو التدريجي للمسكن بالمرونة حيث يتوافق المسكن مع احتياجات الأسرة المستقبلية ويراعي الإمكانيات الاقتصادية المستغليين للوحدة السكنية.
  • اعتمد هذا القطاع على الجهود الذاتية من حيث التمويل والحصول على مواد البناء ولا يلجؤون إلى دعم أو معونة من الجهات الرسمية.

ومن خلال ما تقدم يمكن استنتاج بعض الحلول العملية للحد من انتشار ظاهرة الإسكان العشوائي ومنها:

  • طرح أراضٍ مخططة ومخصصة للبناء تتناسب مع احتياجات الأسرة الحالية والمستقبلية وبأسعار مناسبة ومزودة بالمرافق العامة الأساسية.
  • توفير نماذج تصميمية معمارية تراعي العادات والتقاليد الشعبية لهذه المناطق والالتزام بتنفيذها وذلك للحد من الاجتهادات الشخصية.
  • إحكام الرقابة على حدود المدن والأراضي التابعة للدولة وتجريم البناء عليها.
  • إصدار قوانين وتشريعات بنائية حاكمة تتلافى الثغرات الموجودة في القوانين الحالية.

كل ذلك من أجل الحفاظ على جمال الهوية العمرانية للنسيج العمراني للمدن والحفاظ على هيئتها وثقافتها وتاريخها الذي يميّزها عن بقية المدن بالإضافة إلى تحقيق توازن للحياة الاجتماعية التي هي نتاج قيم إنسانية متوارثة وأن توضع تشريعات بنائية تحترم ظروف المجتمع وتاريخه واحتياجاته الحالية والمستقبلية وصيانتها وهى التي تختلف من مكان إلى آخر في جميع مدن العالم.

الخدمات الاجتماعية

أما الخدمات الاجتماعية مثل المنشآت الصحية والتعليمية وأقسام الشرطة وغيرها فلا وجود لها على الإطلاق، ويغلب على هذه المناطق الطابع الريفي ويظهر ذلك في العادات والسلوكيات السائدة بين السكان مثل تربية الطيور والمواشي داخل المنازل أو على أسطحها وجلوس السيدات للتسامر على أبواب المنازل أو القيام ببعض الأعمال المنزلية مثل الطهو أو الغسيل.

ومن خلال استعراض الملامح العامة للبيئة العمرانية للإسكان العشوائي نلاحظ أنه يؤثر تأثيراً سلبياً على المجتمع وحياة الأسر القاطنة فيه بشكل مباشر. فهو يحتوي على أقل ما يمكن لتوفير مأوى سكنيٍّ للفرد والأسرة. وتسجل هذه المناطق معدلات عالية جداً في التزاحم سواء داخل الكتلة السكنية أو خارجها حيث أن المساحة الداخلية للوحدة الواحدة تتراوح ما بين 40م-60م بما فيها السلالم والمناور وهي التي يصعب تصميمها وتقسيمها من الداخل لكي تتلائم مع احتياجات الأسرة المكونة من 5 أفراد وذلك يؤثر بالسلب على درجة الخصوصية المحققة للمسكن سواء كان ذلك من الداخل أو الخارج فنجدها في أدنى مستوياتها إذا ما قورنت بدرجة الخصوصية المرغوب فيها.

كما تفتقر هذه المباني إلى التهوية الصحيحة نظراً لأن المبنى الواحد تحيط به المباني من ثلاثة جهات مما يجعل مسألة دخول أشعة الشمس والتهوية الطبيعية أمراً في غاية الصعوبة. كما يؤثر هذا النسيج العمراني على أخلاقيات الأفراد وأحساسيسهم ونفسياتهم وطبائعهم، وقد أثبت الباحثون أن الفراغات العمرانية وتشكيلاتها وأبعادها وأسلوب توظيفها يؤثر بشكل واضح ومباشر على نشاط وسلوك السكان وكذلك في العلاقات الاجتماعية بينهم.

المرض سمة عامة

إن مجتمع العشش وخاصة الذي اتخذ شكلاً دائماً من التوطين يعتبر مرتعاً للأمراض فهو يعتبر بيئة صالحة لانتقال العدوى نظراً لتوافر عدة أسباب منها:

  • ارتفاع معدلات التزاحم داخل العشة وخارجها مما يسهل عملية انتقال العدوى.
  • عدم توافر مصادر المياه النقية والصرف الصحي للمخلفات.
  • عدم الاهتمام بالنظافة العامة للمنطقة نتيجة إهمال المسؤوليين لهذه المناطق واعتبارها مناطق إسكان غير رسمية.
  • لجوء بعض ساكني العشش وخاصة العائلات المحافظة بعمل حمام داخلي خاص بدلاً من اللجوء إلى الأبنية العامة أو دور العبادة خوفاً من المضايقات أو التحرشات التي يواجهونها؛ الأمر الذي يؤدي إلى انبعاث الروائح الكريهة داخل العشة نتيجة صغر الحجم وعدم وجود تهوية مناسبة.

ويعتبر سوء التغذية سمة عامة لهذا النمط الإسكاني نظراً لضعف الدخل الأسري حيث يعمل هؤلاء السكان في أعمال متدنية ذات دخول بسيطة جداً وغير ثابتة فهي لا تكفي لسد حاجات الأسرة الأساسية فيتجه كل الدخل لشراء الوجبات الرخيصة لسد جوع الأطفال الذين يكثر عددهم داخل الأسرة الواحدة. ومن الأمراض البدنية التي أصبحت متوطنة نتيجة سوء التغذية وتأثير البيئة المحيطة هي:-

  • الشعور بالتعب والإرهاق وعدم كفاءة الصحة البدنية لدى الكبار والصغار على حد سواء.
  • الأمراض الصدرية كالالتهاب الدائم للشعب الهوائية – السل نتيجة عدم وجود التهوية المناسبة.
  • الأمراض الباطنية كالملاريا والإسهال والديدان المعوية نتيجة سوء التغذية واستخدام المياه الملوثة.

كل ذلك بالأضافة إلى الأمراض النفسية نتيجة لوجود ثقافة الفقر وعدم القدرة على مجاراة العالم الخارجي في الإمكانيات ومستوى المعيشة فيتولد لدى هؤلاء الشعور بالعدوانية وخلق شخصية غير سوية لديها إحساس باتهام هذا العالم الخارجي بأنه سبب لما هم فيه ويرجع ذلك إلى الإهمال الشديد لهذه الطبقة من المسؤولين الرسميين أو من الجمعيات الأهلية الخيرية، فيتولد لدى هؤلاء الإحساس بالغربة الاجتماعية، الأمر الذي يتحول بعد ذلك إلى الاستعداد الكامل لاستخدام العنف ضد المجتمع الخارجي ومع الميل الشديد للانحراف نتيجة الظروف الحياتية وعدم وجود توعية أجتماعية أو دينية.

وبالرغم من وجود هذا النمط الإسكاني المتدني في العالم كله وخاصة دول العالم الثالث إلا أن محاولات إصلاحه أو إزالته أو حتى الحد من انتشاره لا تصل إلى المستوى المطلوب فالكثير من مشاكل هذا النمط الإسكاني يتم مناقشته في القاعات المكيفة مكتفين بعرض المأساة التي يعيشها هؤلاء مع تقديم بعض الحلول النظرية التي لا ترقى إلى محاولة التفكير في تنفيذها، الأمر الذي سوف يزيد من تعقيد هذه المشكلة نتيجة الزيادة الطبيعية لهذا المجتمع وتأثيره على المجتمع ككل، وذلك بإفرازه لشريحة اجتماعية ذات مستوى إنتاجي واقتصادي واجتماعي متدنٍ جداً لديها كل الأسباب للتوجه نحو تدمير المجتمع المحيط بهم نتيجة إحساسهم بالظلم الفادح الواقع عليهم.

معدلات إنجاب ووفيات مرتفعة

تسجل هذه المناطق معدلات إنجاب ووفيات مرتفعة نظراً لسوء الرعاية الصحية أو انعدامها في كثير من المناطق ولجوء الأهالي إلى الوصفات الشعبية للعلاج كنوع من أنواع الطب البديل. حيث لا يستطيع معظمهم تحمل تكاليف العلاج في المستشفيات أو العيادات ولا ينحصر ارتفاع معدلات الوفيات نتيجة إلى نقص الرعاية الصحية أو سوء وتدني مستوى المعيشة فقط وكثيرا من الأشياء الأخرى وإنما يُضاف إليه عنصر آخر وهو كثرة المشاحنات البدنية واستخدام الآلات الحادة وهو الأمر الذي يترتب عليه قتل أحدهم ودخول السجن للطرف الأخر ويرجع ذلك إلى الجو النفسي المشحون الذي تتسم به هذه المناطق.

المصدر: wikipedia.org