اذا لم تجد ما تبحث عنه يمكنك استخدام كلمات أكثر دقة.
أوضحت دراسة هذه الصور والرسوم والنقوش عدم التجانس فيما بينها، وعدم وجود ترابط تقاني وطرازي وأسلوبي. وأظهرت الدراسات والبحوث العلمية أن هذه الروائع الفنية القديمة المختلفة قد تمت من قبل ما يمكن أن يسمى مدارس فنية قديمة مختلفة. وقد ميز بروي اثنتين وعشرين مرحلة متتالية في صالة الثيران الكبيرة. واستطاع غلوري A.Glory أن يتعرف ست طبقات جدارية رئيسة متتالية وفق الآتي:
- التخطيطات البدائية (من العصر الأول).
- رسوم الخيول بلون أسود واحد (من العصر الثاني).
- رسوم الخيول المتعددة الألوان، الحيوان الخرافي ليكورن وحيد القرن (من العصر الثالث).
- رسوم الثيران الكبيرة التخطيطية بلون أسود (من العصر الرابع).
- رسوم الغزلان وحيدة اللون الأحمر، والمتعددة الألوان ذات القوائم القاسية والقرون المتناظرة (من العصر الخامس).
- رسوم الأبقار الحمراء بقرون متناظرة (من العصر السادس).
وأوضحت البحوث والدراسات المختلفة تنوع التقانات الفنية في إبداع هذه الصور والرسوم الجدارية المختلفة:
- الطريقة الكلاسية: تخطيط الخطوط، لون من أصباغ، نموذج مجسم، نفذت بالريشة وغيرها.
- طريقة رش الألوان بالفم وغيره…
- طريقة استخدام الأنبوب المفرغ مثل عظم طائر، غصن قصب.
ومن مشاهد هذه الصور والرسوم الجدارية صورة ثور جريح يسحق رجلاً، وحصان جريح أصابته سهام بجراح، وثور ضخم، وخيول تعدو، وبايسون bisons (بقر وحشي).
ويُقدَّر عدد نقوش الكهف بأكثر من ثلاثمئة نقش على الجوانب. وكان تخطيط الموضوع بالمنقاش يسبق وضع اللون الذي يعلوه، وقد عثر في الكهف مصادفة على أدوات أثرية وذلك في أثناء تنقيبات بروي وبلان أبيض وأخيراً غلوري (1952- 1966) مثل: المنقاش والمكشط والنصلة والسراج والصفائح الحجرية الجيرية.
وذهب بعضهم في تفسير هذه الصور والرسوم والنقوش اعتماداً على وظيفة الفن السحرية والاعتقاد بأن ذلك الفنان الساحر يجد في رسمه قوة سحرية من شأنها القبض على ذلك الحيوان وامتلاكه. وذهب باحثون آخرون مثل آندريه لوروا غورهان André Leroi-Gourhan إلى نفي نظرية صلة الفن بالسحر؛ لأن كثيراً من رسوم الحيوانات وصورها تخلو من النصال والسهام.
يعدّ كهف لاسكو من أهم الكهوف الأثرية الزاخرة بالصور والرسوم الجدارية والنقوش المختلفة الأكثر قدماً في العالم أجمع. وقد أسهم في إغناء تاريخ الفن وفي تأسيس علم آثار ما قبل التاريخ. وإن ألوان صوره وبقاءها محفوظة أدهش المختصين ودفعهم إلى اتخاذ كل ما هو ضروري للمحافظة عليها. وجذبت جمالية هذه الروائع الفنية أنظار الفنانين، وأسهمت في تطوير الفن الحديث وإثراء تجربة كثير من فنانيه.