اذا لم تجد ما تبحث عنه يمكنك استخدام كلمات أكثر دقة.
حرب الخنادق، هي إحدى أنواع الحروب البرية التي تستغل الخطوط القتالية المحتلة، وتكون بغالبها خنادق عسكرية، حيث تحتمي القوات بشكل جيد من نيران العدو الخفيفة، وتكون مؤمّنة إلى حدّ كبير من مدفعية العدو. ثمة حروب خنادق دامت لسنوات عديدة في الجبهة الغربية خلال الحرب العالمية الأولى. بعد تلك الحرب، صار اسم «حرب الخنادق» رديفاً لحالة اللانفراج العسكرية، وحرب الاستنزاف، والحصار، ولا جدوى القتال.
تزايد الاستخدام العسكري لحروب الخنادق عندما صار من الصعب على تحركات القوات مواكبة التطورات الهائلة في القوة النارية، وهو ما نتج عنه شكلًا قاسيًا من أشكال الحرب تحظى فيها القوات المدافعة باليد الطولى. على الجبهة الغربية من العام 1914 إلى 1918، أنشأ كلا الطرفين شبكة خنادق معقدة، وتحت الأرض، وشبكة مخابئ محفورةً مقابل بعضهما بعضًا على طول خط الجبهة (عُرِفت باسم «المنطقة المحرّمة») التي كانت مكشوفةً أمام نيران المدافع من الجانبين. يتكّبد الطرف المهاجم العديد من الخسائر في العتاد والأرواح، حتّى في حال نجاح الهجمة العسكرية. مع تطوّر حرب المدرّعات وتكتيكات الجمع بين الأسلحة، تراجع الاهتمام بحروب الخنادق، ولكنها ما تزال تقع عندما تدخل خطوط الجبهات في حالة من الجمود العسكري.
يعود تاريخ الأعمال الميدانية إلى تاريخ بدء تنظيم الجيوش نفسها. فعلى سبيل المثال، في حال وجود قوات العدو، لجأت الفيالق الرومانية ليلًا إلى تحصينات الكاسترا (أي المعسكر المحصّن) خلال تحرّكها. في الحقبة المعاصرة المبكرة، استخدمت القوات الأعمال الميدانية لاعتراض التقدّم المحتمل لخطوط العدو الأمامية. يُذكر منها الأمثلة التالية:
تقنية الغاز : وقد وصلت إلى قمة الكفاءة. شكلت خلال أواخر عام 1916 حيث تم حماية البريطانيين ب SBR أو Small Box Respirator، التي تصحب قناع الغاز، في نهاية الحرب أنتجت بريطانيا 13 مليون من هذه الأقنعة وبسبب نجاحهم تبنت الولايات المتحدة الأمريكية هذا القناع وأنتجت 5 ملايين من هذا القناع مع تطويره أيضا وعرف ب CE، خلال سنة 1917 ابتليت بغاز عالي السمية لم يهاجم الجهاز التنفسي والعينين فحسب بل تعدى إلى حرق الجلد متى ما لامسه وعرف باسم HS، ولاحقا اكتشف المركب الذي كان كبريتيد بيس 2-كلور الإيثيل الذي عرف فيما بعد بغاز الخردل لرائحته التي تشبه الخردل ولا علاج له.
من أبريل سنة 1917، الذي كان انبوبة معدنية والقتال في جرف فيمي استخدمت قذائف الغاز السام واسطواناته كذلك مع قاذف جديد صمم بواسطة الكابتن دبليو.اتش ليفنس يحمل مع الجنود، حيث كان يقذف على خنادق العدو.
الدبابات : تكتيكات الدبابات أحدث تقدما كبيرا خلال آخر سنتين من الحرب الكبرى حتى أنه في ديسمبر سنة 1915 قال ونستون تشرتشل وبعده أدميرال البحرية الملكية أن المجنزرات الجديدة ستكون سلاح مفاجئ لعدة عمليات مساعدة.
في الخنادق الممتدة من بحر الشمال إلى الحدود السويسرية حوالي 500 ميل تشارك كثير من الجنود من عدة ثقافات وأمم قتال الخنادق في جو يتغير ما بين معتدل إلى شديد البرودة وإلى كثير الأمطار والثلوج وكانت الأماكن مثل شمال فرنسا والفلاندرز رطبة وغير مناسبة للسكنى.
طوال التاريخ كانت إصابة الجنود بالأمراض قليلة التركيز نسبيا إما بسبب حصار القلاع الطويل أو التخييم الطويل أوبئة مثل التيفوس والملاريا وذات الرئة والحمى الصفراء والانفلوانزا والإسهال والتيفوئيد ورغم ذلك كان أكثر الضحايا يموتون بسبب ماكينة الحرب لا الأمراض !
و كان يوجد ثلاث أمراض متعلقة بالخنادق نسميها أمراض الخنادق Trenches Diseases ولوحظ انتشارها على الجبهة الغربية وهي :
منذ بداية الحرب الكبرى تم تشييد الخنادق الطويلة وعند مرور الشتاء الأول ونزول الأمطار فاضت هذه الخنادق مكونة الطين اللزج وهذه الحال فرضت على الجنود البقاء طويلا في المياه والطين والبرد وكان حذاء الجندي البريطاني مصنوع من الجلد الذي لا يقاوم المياه وكانت فرصة تجفيف الحذاء أو تبديل الجوارب قليلة على الجبهة.
حوالي 20000 حالة تم تسجيلها على طول الجبهة الغربية في شتاء سنة 1914-1915 وكان يتم نقل الجندي فورا إلى المستشفيات، وبسبب هذا الداء المستشري حمل كل جندي زوج إضافي من الجوارب، وكان يتم العلاج بالزيت.
و كان الألمان أحسن حالا إذ خنادقهم مرتفعة وترشح الماء بسرعة وفي نهاية الحرب الكبرى (هي الحرب العالمية الأولى) تم تسجيل حوالي 74000 حالة من قدم الخنادق ويعتقد أن العدد أكبر من ذلك لكنه غير مسجل.
الرقيب هاري روبرتس، لانكشاير فيوسليرز، في مقابلة معه بعد نهاية الحرب قال :
كان من أكثر الأمراض انتشارا في الجيوش على الجبهات وفي المعسكرات التيفوس الذي يسببه القمل ولكن سبب القمل مرضا آخر هو حمى الخنادق الذي يسببه متعضي (باللاتينية : Rickettsia quintana) الذي ينتقل إلى الجسم عن طريق التقرحات الناتجة عن عضات الثلج بسبب القمل.
لا يظهر الجندي أي أعراض لمدة تتراوح بين أسبوع إلى شهر بعد ذلك تظهر له أعراض مثل وجع بالرأس والعضلات وخاصة في السيقان لمدة خمسة أيام حيث يظهر المرض ثم يختفي ويظهر مرة أخرى بعد ذلك ثم يختفي عدة مرات.
و تم تسجيل 800000 حالة من المرض خلال الحرب ونادرا ما كانت تميت، والعلاج المتوفر ذلك الوقت هو الراحة على السرير (حاليا يمكن بالمضادات الحيوية) حيث 80% من المصابين يبقون غير مؤهلين للقتال لمدة 3 شهور.
المرض الثالث هو فم الخنادق وتسببه بكتيريا Bacillis fusiformis العادية التي تهاجم اللثة وتسبب النزيف والتقرح والرائحة الكريهة للفم وسبب هذا المرض قلة المحافظة على الأسنان والتدخين الكثيف وقلة الطعام أما العلاج فالعناية بصحة الفم وقلة التدخين والغذاء المتوازن.
الزحار (بالإنجليزية :Dysentery) هو مرض يسبب التهاب بطانة الأمعاء الغليظة، ويسبب وجع بالمعدة والإسهال، حيث تدخل البكتيريا المسببة للمرض إلى الجسم عن طريق الفم بسبب الطعام أو الماء الملوثين، حيث يسبب الإسهال فقد كثير من الأملاح المفيدة، ويصبح مميتا إلى تجفف الجسم، وكان المرض يصيب الجنود في الخنادق بسبب عدم وجود صرف صحي.