أدركت الأمم الغربية فضل تاريخ التربية من زمن بعيد، وعرفت ما له النفع في تهذيب النشء وتقدم صناعة التعليم، ومن بين تعريفات تاريخ التربية ، أنه ذلك العلم الذي يعرض علينا جميع ما اهتدى إليه الإنسان في مختلف العصور، من الآراء والأفكار والأعمال الخاصة بتربية النشء وتقويمه ، ويبين أساليب التربية وموادها عند كل أمة وفى كل عصر. وهو الذي يقفو أثر التربية ويستقري أحوالها في جميع مراحلها ، ويصف الرقي الذي تدرجت فيه من مبدأ نشأتها إلى المدى الذي وصلت إليه ، وهو الذي يترجم للنابهين من المربين، ويقص علينا ما يفيدنا من سِيَرِهم وأخبارهم، ويشرح ما كان لآرائهم وأعمالهم من الفضل في إنهاض التربية ورفع شأنها بين الأمم.