اذا لم تجد ما تبحث عنه يمكنك استخدام كلمات أكثر دقة.
تُشير الهوية الثقافية (بالإنجليزيّة: Cultural identity) إلى هوية الفرد كعضوٍ ينتمي إلى مجموعة معينة يرتبط أفرادها معاً من خلال خصائص مشتركة بينهم، وللهوية الثقافية تأثيرٌ مهم على مختلف مجالات الحياة، مثل تأثيرها على كيفيّة اتخاذ القرارات ذات العلاقة بأداء السلوكيات في المجالات المختلفة كالسلوكيات الوقائية للحفاظ على الصحة على سبيل المثال.
تتكون الهوية الثقافية لأيّ شخصٍ من خلال تفاعله مع البيئة المحيطة به، والخصائص المميِّزة له؛ فهي مرتبطة بأفكاره حول عدّة أمور مثل اللغة، والدين، والطبقة الاجتماعية، وغيرها من الأمور، إذ إنّ مجموع هذه الأفكار لدى الشخص يُشكّل هويته الثقافية، وعند الانتقال لمجتمعٍ مختلف وتقبّل الأفكار الجديدة حول اللغة والدين وباقي الأمور لذلك المجتمع يصبح هذا الفرد جزءاً مقبولاً من ذلك المجتمع.
تتعلّق الهوية الثقافية في جوهرها بحاجة الفرد إلى الانتماء، ولكل شخصٍ هوية ثقافية خاصة به تتشكّل منذ ولادته من خلال الخبرات والمواقف التي يتعرّض لها في البيئة المحيطة به، ويجدر بالذكر أنّ ثقافة الفرد لها دورٌ مهم ورئيسي في تشكيل هويته لكن في نفس الوقت لا يُمكن اعتبار أنّ الأفراد الذين ينتمون لثقافة مشتركة يحملون نفس الهويات الثقافية.
تنشأ أهمية الهوية الثقافية عند انتقال الفرد من مجتمعه الأصلي لمجتمعٍ آخر؛ إذ تنشأ مجموعة من الأسئلة لديه مثل، هل أرى نفسي كشخص من خلال نظرتي لنفسي أم من خلال نظرة الآخرين لي؟ هل ينبغي أن أكون أنا الشخص الذي أقتنع بأن أكون هو أم الشخص الذي يعتقده الآخرين عني؟ هل أنا جزءٌ من المجتمع الجديد أم لا؟ وغيرها من الأسئلة، فالهوية الثقافية تساعد الفرد على الإجابة عن أسئلته من خلال إدراك معنى الوجود وزيادة الوعي الذاتي له من خلال التجارب الشخصية التي يتعرّض لها، فتلك التجارب والمواقف تساعد الإنسان على إدراك المعنى من وجوده وكيفية جعله من المتميزين، كما أن لها دورٌ مهم في إعادة تشكيل هويته، ويُمكن تعزيز الهوية الثقافية للفرد من خلال الاهتمام بتكوين العلاقات بين الأفراد.