اذا لم تجد ما تبحث عنه يمكنك استخدام كلمات أكثر دقة.
الموسيقى الأندلسية هي مصطلح يُطلق على الموسيقى الكلاسيكية بالمغرب العربي بقسميه الدنيوي والديني المتصل بمدائح الطرق الصوفية. نشأت هذه الموسيقى بالأندلس وارتبطت في بعض الأحيان بالمدائح غير المتقيدة بالأوزان والقوافي. وتُعتبر إحدى الامتدادات والروافد التي تفرعت عن الموسيقى العربية بمفهومها العام. ازدهرت الحياة الاجتماعية في الأندلس بظهور المدارس الموسيقية، ونهضت الموسيقى فيما بين القرنين الثامن والخامس عشر الميلادي. فقد شاع الغناء الحجازي والموسيقى الحجازية، وانتقل هذا الفن إلى الأندلس عن طريق الجواري والمغنيات والمغنين. ولعبت الموسيقى العربية دورها في الأندلس، فالمدرسة الموسيقية التي أسسها زرياب، أبرز من ظهر خلال الحضارتين العباسية في بغداد والأموية في قرطبة، وأبناؤه وبناته وجواريه كان لها تأثير كبير في الحياة الاجتماعية، وعرف الأورپيون في لغتهم أسماء كثير من الآلات الموسيقية العربية واستعملوها بألفاظها العربية، مثل القانون والطبل والنقارة والقيثارة والربابة والعود. وكان الفارابي من الشخصيات التي كان لها باع طويل مع الموسيقى، فقد استخدم العود ذو الأوتار الخمسة بدل الأربعة، وكذلك استخدم الطنبور والشهرود والقيثارة والزهر والكنارة والقانون والربابة والكمنجة والمزمار والسرناي والناي والشبابة والصفارة، إضافة إلى الآلات الإيقاعية وآلات النفخ النحاسية.
كان الزجل هو فن العامة بالأندلس، وكانوا ينظمونه في سائر البحور للخمسة عشر بالعامية. وكان يلتقي كبار العلماء والأدباء والشعراء في قصور الخلفاء والأمراء في الأندلس في منتديات علمية وأدبية وفنية.
كانت الموشحات الأندلسية واحدة من أهم الأشكال الشعرية الغنائية والموسيقة التي ابتكرت بالأندلس، حيث تتنوع الأوزان وتتعدد القوافي مع استخدام اللغة الدارجة في خرجته. ونشأت أواخر القرن التاسع الميلادي، وازدهرت الموسيقى وشاع الغناء من جانب، وقوي احتكاك العنصر الإسلامي بالعنصر الإسپاني من جانب آخر. يرجع ظهور الموشحات إلى الحاجة إلى التحرر من قيود الأوزان الشعرية التي لازمتهم طيلة حياتهم، والبحث عن نوع شعري جديد يواكب الموسيقى والغناء في تنوعها واختلاف ألحانها، وإلى ولعهم بالموسيقى والغناء منذ أن قدم عليهم زرياب، وأشاع فيهم فنه. وتتألف الموشحة غالباً من خمس فقرات، تسمى كل فقرة بيتًا. والبيت في الموشحة ليس كالبيت في القصيدة، لأن بيت الموشحة فقرة أو جزء من الموشحة يتألف من مجموعة أشطار، وليس من شطرين فقط كبيت القصيدة. وتنقسم كل فقرة من فقرات الموشحة الخمس إلى جزأين: الجزء الأول مجموعة أشطار تنتهي بقافية متحدة فيما بينها ومغايرة في الوقت نفسه للمجموعة التي تقابلها في فقرة أخرى من فقرات الموشحة؛ أما الجزء الثاني من جزئي بيت الموشحة، فهو شطران ـ أو أكثر ـ تتحد فيها القافية في كل الموشحة. والجزء الأول الذي تختلف فيه القافية من بيت إلى بيت يسمى غصنًا، والجزء الآخر الذي تتحد قافيته في كل الموشحة، يسمى قفلًا. وسرعان ما انتشر هذا الفن الجديد في المشرق والمغرب، وقاربت الموشحة القصيدة الشعرية، واستخدمها الصوفيين في مدائحهم وأذكارهم.