اذا لم تجد ما تبحث عنه يمكنك استخدام كلمات أكثر دقة.
الطفل في الإسلام أو الإسلام والأطفال موضوع يشمل حقوق الأطفال في الإسلام، وواجبات الآباء والأمهات تجاه الأطفال، وحقوق الوالدين على أبنائهما، سواء الذكور والإناث. برغم إتساع المنهج الإسلامي وتفرع تشريعاته وأحكامه من خلال القرآن والسنة إلا انه لم يغفل جانب الأطفال.
تعد حقوق الطفل من أهم ما عُنت به التربية الإسلامية ، وتأتي هذه الحقوق شاملة لمراحل نموه طفلاً، شاباً كبيراً "وكان فرض هذه الحقوق بإرادة الله وليست بثورة أو نظام سياسي".
من أهم الحقوق التي أهتم بها الإسلام اختيار الزوجين حيث بُنِي على أساس الدين والخلق.
يقول الإمام الماوردي:"من أول حق الولد على أبيه:أن ينتقي أمه، ويتخير قبل الاستيلاد منهن الجميلة الشريفة الديّنة العفيفة، العاقلة لأمورها، المرضية في أخلاقها، المجرّبة بحسن العقل وكماله، المواتية لزوجها في أحوالها".
أيضاً أهتم الإسلام بسلامة الجنين من أصابتة بأمراض وراثية فقد نهى عن زواج الأقارب فقال رسول الله:" أعربو لا تضووا" "أي تزوجوا الغرائب".
حرم الإسلام على المؤمنين الزواج بمشركات وورد هذا التحريم في سورة البقرة آية (221) { وَلَا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّىٰ يُؤْمِنَّ ۚ وَلَأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ ۗ وَلَا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّىٰ يُؤْمِنُوا ۚ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ}
وفي هذا يدل على الحق الذي منحه الأسلام للطفل بأن ينشئ في جو أسري آمن بعيدا عن خلافات الوالدين.
وهنا حمى الإسلام الجنين وهو في بطن أمه لأنه في موت الأم موت للجنين.
" وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمرأة الغامدية التي أقرت بالزنى وطلبت العقوبة للتكفير:(اذهبي حتى تضعيه)
فذهبت حتى وضعته وفي أول يوم أتت به وقد لفَّته في خرقة (قطعة من القماش)
وقالت: يا رسول الله طهرني من الزنا، فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى طفلها، وقلبه يتفطر عليه ألمًا وحزنًا، من يُرضع الطفل إذا أقمنا عليها الحد ؟! من يقوم بشؤونه؟!
فقال لها: ارجعي وأرضعيه فإذا فَطَمْتيه فعودي إليّ فذهبت إلى بيت أهلها.
وما يزداد الإيمان في قلبها إلا رسوخا
فأرضعت طفلها حتى فطمته،
وتأتي به وفي يده قطعه خبز يأكلها، ثم قالت: يا رسول الله قد فطمته فطهرني
فأخذ صلى الله عليه وسلم طفلها وقال: " من يكفل هذا وهو رفيقي في الجنة كهاتين ".واشار بإصبعيه السبابة والوسطى ويؤمر بها فتدفن إلى صدرها ثم ترجم ".
ضمن الإسلام للطفل منع خلط الأنساب " نسبة المواليد غير الشرعيين في الدول غير الإسلامية مرتفعة جدا تصل في بعض الدول 50٪ من المواليد"
وهذا يدل على حق الطفل بأن ينشئ في جو أسري بين والديه.
قال تعالى:{وَإِن كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّىٰ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ۚ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ} سورة الطلاق آية (6)
وفي ذلك حماية لحقوق الجنين في نفقة الأب عليه طوال فترة الحمل والأرضاع.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَضَعَ عَنْ الْمُسَافِرِ شَطْرَ الصَّلاةِ وَالصِّيَامَ، وَعَنْ الْحَامِلِ وَالْمُرْضِع ).
حرصاً على الجنين وسلامته فأنقطاع الأم عن التغذية يؤدي إلى إلحاق الأذى بهذا الجنين فقد أجاز الإسلام إفطار الأم الحامل في شهر رمضان.
حرم الإسلام إجهاض الجنين ( ما لم يثبت عذر شرعي لذلك ).
كفل الإسلام حقه في الميراث فمثلاً لو كان الجنين في بطن أمه لا يتم تقسيم الميراث إلا عند قدومه إلى الحياة.
لم يقف الإسلام على حماية حقوق الطفل المادية بل أنه راعى حتى مشاعرة النفسية وجعل له حق بأن يشعر بالطمأنينة وراحه نفسية، " وقد عاب القرآن الكريم من يسخط بولادة الأنثى فقال تعالى:
(وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالْأُنثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (58) يَتَوَارَىٰ مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ ۚ أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ ۗ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ)
وفي ذلك حماية لحقوق الأنثى "كما أثنى رسول الله على من يحسن تربية الإناث فقال:
( من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو هكذا - وضم إصبعية )"
أوجب الأسلام على الوالدين أن يكونو باريين بأبنائهم ومن مظاهر هذا البر أن يحسنو اختيار أسمائهم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( أنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم، فأحسنوا أسماءكم).
" وهي ذبيحة تذبح عنه في اليوم السابع من مولاده يقول رسول الله ( الغلام مرتهن بعقيقته يُذبح عنه يوم السابع ويُسمى ويحلق رأسه ) ".
" وهو سنة مؤكدة للذكر "
" حتى لا يُغذى بالحرام فلا بستجب الله دعاؤه فقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّماءِ يا رَبُّ.. يا رَبُّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِّيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لَهُ؟))رواه مُسْلمٌ
أكد الإسلام على أهمية اللعب لدى الاطفال وحث الوالدين عل مشاركة ابناءهم اللعب.
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{ من حمل تحفة من السوق إلى ولده كان له صدقة، وابدأوا بالإناث؛ فإن الله رقّ للإناث، ومن رق لأنثى فكأنما بكى من خشية الله، ومن بكى من خشية الله تعالى غفر له}.
يقول رسول الله عليه السلام:
{ مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في الضاجع}.
وأفضل مثال ل تربية الأبناء هو القدوة الحسنه اي انه لو نشئ الطفل في جو أسلامي يسوده الصلاة وقراءة القران فهنا سوف يقتدي ب والديه ولن يجتاج إلى نصح مباشر، فمثلا عندما تشاهد الطفله أمها تصلي فسوف تقوم بالوقوف بجانبها وتقليدها وهي تصلي.
كفل الإسلام للطفل حقه في التعبير عن رأيه ولكن ضمن الحدود المسموح بها ولنا خير قدوه في رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم عندما
" أتي النبي بقدح فشرب منه وعن يمينه غلام أصغر القوم، والأشياخ عن يساره، فقال: يا غلام أتاذن لي أن أعطي الأشياخ؟ قال: ما كنت لأؤثر بفضلي منك أحدا يا رسول الله فأعطاه إياه "
حيث ركز الإسلام على حماية الطفل وخاصة حمايته من التمييز العنصري وهذا ما أكد عليه رسول الله عندما قال: ( لا فرق بين عربي ولا أعجمي ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى)
كما حمى الإسلام الطفل من الإهمال والإساءة حيث تعددت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تدعو إلى حماية الطفل وتوصينا به، وتبلور ذلك في نظرة الرسول عليه الصلاة والسلام للطفل وتعامله معه أمام الصحابة ليكون قدوة لهم، كما وركز الإسلام على حماية الطفل في حالات الكوارث والطوارئ وضرب لنا مثلا حيا" في هجرة المسلمين من مكة إلى المدينة، وكيف أن الصحابة من الأنصار تعاملوا مع هذه الحالة الطارئة، وتم احتواء المهاجرين ليكونوا لبنة أساسية في مجتمعهم.. وأصبح الأطفال المهاجرين اخوة لباقي الأطفال وتقاسموا معهم الرزق واللعب والحقوق.
المجتمع الإسلامي مجتمع تشاوري (وشاورهم بالأمر)، فقد أعطى الإسلام للجميع وخاصة للأطفال الحرية في التعبير عن آراءهم، ومشاركتهم للكبار في اتخاذ القرار.
أوصى الإسلام وأكد على موضوع التزاوج، والعلاقة السليمة بين الرجل والأنثى، وتغريب النكاح، ومباعدة فترات الحمل، وحق الطفل في النسب وغيره من الحقوق التي تؤدي إلى طفل سليم ومعافى، وذو خلق وتربية إسلامية سليمة تنعكس على المجتمع بأكمله.
انتشر في العصر الجاهلي وأد البنات وهو عبارة عن دفن البنت وهي على قيد الحياة.ولكن مع قدوم الإسلام فقد كفل لكل الإناث جميع حقوقهن فحرم الإسلام وأد البنات؛وجعلهن سبب في دخول من يقوم بتربيتهم الجنة فقد روي عن عبد الله بن عباس ـ ـ قال: قال رسول الله ـ ـ: "منْ وُلِدَتْ له ابنةٌ فلم يئِدْها ولم يُهنْها، ولم يُؤثرْ ولَده عليها ـ يعني الذكَرَ ـ أدخلَه اللهُ بها الجنة"
" بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث أصحابه إذا جاء صبي حتى انتهى إلى أبيه في ناحية القوم، فمسح رأسه وأقعده على فخذه اليمنى، قال فلبثت قليلا" فجاءت ابنة له حتى انتهت اليه فمسح رأسها وأقعدها في الأرض، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "فهلا على فخذك الأخرى" ؟ فحملها على فخذه الأخرى، فقال صلى الله عليه وسلم "الآن عدلت". حديث مرسل، رجاله رجال الصحيح هي هيه يالعجيبة
" دخلت على معاوية أنا وخالد بن يزيد فإذا معاوية قد جثا على أربع وفي عنقه حبل وهو بيد ابنه يلعب معه صغيرا"، فلما دخلنا سلمنا عليه استحيا مني ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " من كان له صبي فليتصابا له ".
"أحسن أدب ابنك فانك مسؤول عن بره إياك ".
"رأى المنصفق عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقبل ابنه فقال: تقبل ابنك وانت خليفه؟ لو كنت خليفه ما قبلت ابني- فقال: ما ذنبي ان كان الله تبارك وتعالى قد نزع منك الرحمة، انما يرحم الله عز وجل من عباده الرحماء ".
ذكر الراغب الاصفهاني ان المنصور بعث إلى من في الحبس من بني أمية من يقول لهم: ما أشد ما مر بكم في هذا الحبس ؟ فقالوا: " ما فقدنا من تربية أولادنا ".
اني قد وصلت جناحك بعضدي ورضيت بك قرينا لولدي، فاحسن سياستهم تدم لك استقامتهم، وأسهل بهم في التأديب عن مذاهب العنف، وعلمهم معروف الكلام وجنبهم مثاقبة اللئام، وانههم ان يعرفوا بما لم يعرفوا، وكن لهم سائسا" شفيقا" ومؤدبا" رفيقا" تكسبك الشفقة منهم الصحبة والرفق وحسن القبول ومحمود المغبة، ويمنحك ما أدى من أثرك عليهم وحسن تأديبك لهم مني جميل الرأي وفاضل الإحسان ولطيف العناية.