اذا لم تجد ما تبحث عنه يمكنك استخدام كلمات أكثر دقة.
اقيم في بولاق مسبك للحديد، وهو بناء مشيد تشييدا فما وله منظر رائع، وكان يؤدي اعظم الخدمات، وقد تكلف البناء وحده نحو ستين الفا من الجنيهات، وضع تصميمه المستر جالويه المهندس الميكانيكي الإنجليزي الذي كان يشتغل في خدمة الحكومة، وجعله على نموذج مسابك لندره، وكان يتولى رئاسة العمل فيه رئيس إنجليزي يعاونه خمسة من العمال الإنجليز وثلاثة من المالطيين واربعون تلميذا مصريا موزعين على جميع اقسام المسابك، ورئيسه القائد ادهم بك الذي تكلمنا عنه انفا.
وكان يصب في هذا المسبك كل يوم خمسون قنطارا من الحديد المعد لصابورة السفن والالات اللازمة للمعامل والفابريقات.
وانشات الحكومة مصنعا لعمل الواح النحاس التي كانت تبطن بها السفن، وتولى ادارته المستر جالويه الميكانيكي الإنجليزي يعاونه اربعة رؤساء عمل، اثنان للاسطوانة، وثالث لمراقبة الآلة البخارية، والرابع للسبك وتنقية النحاس من المواد الترابية.
وكان في المصنع عشرون عاملا مصريا من العمال الفنيين موزعين على الاعمال المختلفة، منهم واحد للسبك، وثلاثة للاسطوانة ، يشتغلون في اخراج الواح النحاس، وعملية السبك الواحدة تقتضي 35 قنطارا من النحاس، والاسطوانت تخرج كل يوم من سبعين إلى مائة لوح، من النحاس مختلفة المقاس والسمك.