اذا لم تجد ما تبحث عنه يمكنك استخدام كلمات أكثر دقة.
في العصر العباسي اللاحق تحرر الموالي، وتغير الاتجاه السياسة، فبعد أن كان الهدف إمبراطورية أساسها العرب، صار الهدف إمبراطورية إسلامية شاملة، واشتُرط لعامل الديوان أن يكون مسلمًا. امتازت المرحلتان بهجرات كبيرة للقبائل من شبه الجزيرة العربية إلى الأراضي المفتوحة.
بعد فتح فارس، أبدى المسلمون إنصافا وتسامحا دينيا كبيرين نسبيا لمن قبلوا الحكم الإسلامي بلا مقاومة. لكن المقاومة عموما لم تُقمع في إيران إلا في عام 650. كانت وتيرة اعتناق الإسلام -لمزاياه- سريعة بين سكان الحضر، بطيئة بين الفلاحين والدَّهَاقين (رؤساء القرى). لم يصبح للإسلام الغلبة في إيران إلا في القرن التاسع. ومَن أسلم من مُلاك الأرضي مُنح مزيدا منها. عُد الزرادشتيون في عهد الخلفاء الراشدين من الذميين، وفُرضت عليهم جزية سنوية، لكنهم تُركوا وشأنهم أحيانًا، وإن اختلف هذا من منطقة إلى أخرى.
قبل الفتح كان أغلب الفرس زرادشتيين (مجوسيين).
مَن اشتغل منهم بصنعة أو حرفة قَبِل الإسلام بسهولة، لأن العقيدة الزرادشتية ترى أن الحِرَف التي تشوَّه فيها النار تدنِّس العامل بها. لم يصعُب على دعاة الإسلام شرح دينهم للزرادشتيين، لتشابُه العقيدتين. يرى المستشرق توماس ووكر أرنولد أن الفارسي وجد أهورامزدا (إله الخير الزرادشتي) وأهريمان (إله الشر) في الله وإبليس على الترتيب. منح ولاة المسلمين مكافآت على حضور صلاة الإسلام أحيانًا، حضًّا على اعتناقه، وأباحوا تلاوة القرآن بالفارسية بدل العربية، ليفهمه الكل. لاحقا نشر السامانيون -المتحدِّرة جذورهم من طبقة النبلاء الكهنوتية الزرادشتية- الإسلام السني والثقافة الفارسية الإسلامية في أعماق آسيا الوسطى. ظهرت أول ترجمة قرآنية فارسية كاملة في عهد السامانيين في القرن التاسع.
كان لصعود سلالات حاكمة مسلمة إيرانية أثر كبير في الدين -على حد ما قاله السيد حسين نصر-، فتلك السلالات التزمت لغة فارس وبعض قِيَمها الثقافية، وواءمت بينها وبين الإسلام.