اذا لم تجد ما تبحث عنه يمكنك استخدام كلمات أكثر دقة.
تعكس ردة فعل الإعلام تجاه منصب المدير الفني للمنتخب الإنجليزي الطبيعة المتغيرة للإعلام البريطاني بشكل عام؛ حيث أصبح الهجوم يتم على المدرب بشكل شخصي في الآونة الأخيرة، كما تتم مهاجمة معتقداتهم الشخصية وحياتهم الخاصة.
لطالما دشنت الصحافة حملات واسعة وذلك إما لتغيير الطريقة التي يُدار بها المنتخب أو حتي إقالة المدرب نفسه، ولكن هذا الأمر شهد نقطة تحول وكان ذلك أثناء ولاية غراهام تايلور؛ حيث أدت فترته الغير ناجحة في تدريب المنتخب إلى السخرية منه في الصحف الشعبية. وكانت أبرز تلك الحملات ما كتبته صحيفة ذا صن بعد الهزيمة أمام السويد في يورو 92، حيث كان العنوان الرئيسي "السويديون (2) اللفت (1)" مرفق به مونتاج لرأس تايلور على شكل لفت. ومن يومها أصبح تايلور يُلقب في وسائل الإعلام ب"غراهام اللفت" أو "اللفت تايلور".
وحملت الهزائم الكروية اللاحقة تصويرات أخرى لتايلور على هيئة خضراوات؛ فقد خسر المنتخب أولي مبارياته عقب يورو 92 أمام نظيره الأسباني بنتيجة 1-0، وكانت النتيجة أن قامت صحيفة ذا صن ذاتها بتصوير تايلور على هيئة "البصل الأسباني". ثم عادت الصحيفة إلى صورة اللفت عندما قدم تايلور استقالته وصاحبها عنوان "هذا ما تستحقه".
وعقب تعيين روي هدجسون مدرباً للمنتخب، قامت صحيفة ذا صن بالسخرية من لدغته في حرف الراء التي تمثل عائقاً في أحاديثه، وكتبت عنواناً في الصفحة الأولي يسخر من لدغته يقول "!bwing on the euwos" حيث تم استبدال حروف الR بحرف الW. قام اتحاد الكرة بوصف هذا العنوان بأنه "غير مقبول"، كما قام أكثر من مائة شخص بتقديم شكاوي إلى "لجنة شكاوي الصحافة".
قام غلين هودل بجذب انتباه الإعلام إليه بسبب قضيتين أساسيتين لا يمتان بصلة لشئون عمله داخل الملاعب. كانت القضية الأولي هي اعتماده المزعوم على المعالجة الروحانية "ايلين دريواري"؛ حيث أصبحت دريواري جزءاً من الطاقم التدريبي للمنتخب، كما كان اللاعبون مجبرون على رؤيتها، على الرغم من الشكوك التي ساورت العديد منهم. لكن اللوم الأكبر لهودل كان بسبب تعليقاته بشأن ذوي الاحتياجات الخاصة حيث قال:
"لقد مُنح كلٌ منا يدين ورجلين وعقول نصف لائقة. لكن البعض لم يولدوا بهذه الهيئة لسبب ما، لابد وأن الكارما تقوم بدورها من حياة أخرى. لا يوجد لدي ما أخفيه حول هذا الأمر. وهذا لا ينطبق فقط على ذوي الاحتياجات الخاصة، ولكن كل إنسان يحصد ما يزرع".
وبناءً على الضجة الإعلامية حول هذا الموضوع، 90% من الرأي العام البريطاني - بناءً على استفتاء أجرته البي بي سي - رأو بأن هودل لا يجب أن يستمر في منصبه كمدرب للمنتخب. لكن استفتاء البي بي سي أظهر أنه على الرغم من أن هذه التعليقات قاسية على ذوي الاحتياجات الخاصة، قام آخرون بالدفاع عن حرية هودل في التعبير عن معتقداته الدينية، كما زعموا أن إقالته من منصبه سيكون استمراراً لمسلسل التمييز الديني.
خضعت الحياة الخاصة للمدرب السويدي إريكسون للفحص الدقيق من قبل وسائل الإعلام، مما نتج عنها اتهامات بمقابلات غرامية سرية حظيت بتغطية إعلامية هائلة، وتضمنت مقابلات مع كلٍ من "أولريكا يونسون" وسكرتيرة اتحاد الكرة "فاريا علام"، هذا على الرغم من علاقته الممتدة مع "نانسي ديلوليو". وبالرغم من ذلك أكد إريكسون في المؤتمرات الصحفية بأن حياته الشخصية شأن خاص به، وتصدرت أخبار علاقاته بيونسون في 2002، وفاريا علام في 2004 عناوين الصحف لعدة أسابيع.
قامت العديد من وسائل الإعلام البريطانية - سواء المشهورة أو الشعبية - بحملات عديدة من أجل الإطاحة بمدرب أو تعيينه أو حتي إبقائه في منصبه. وتحتل أخبار الحملات الخاصة بإقصاء أحد المدربين الصفحات الأولي بعناوين ملفتة للانتباه مثل: "الرون-ديفو الأخير" و"بسم الله، ارحل" "السماد النرويجي" و"بلير يعطي هودل الكارت الأحمر"، وتخص العناوين كلاً من "رون جرينوود"، و"بوبي روبسون"، و"غراهام تايلور"، و"غلين هودل" على التوالي.
استطاع إريكسون النجاة بنفسه من العديد من الفضائح خلال فترة تدريبه للمنتخب، ولكن ولايته انتهت عندما أصبح ضمن مجموعة المشاهير الذين تستهدفهم "لدغات" الصحف الشعبية، فيما يُعرف ب"الشيخ المزيف". وكانت التصرفات الطائشة من جانب إريكسون التي كشفتها الصحافة بمثابة "... القشة الأخيرة لاتحاد الكرة"، على الرغم من أنه سُمح لإريكسون بالبقاء في منصبه حتي نهاية بطولة كأس العالم عام 2006.
تأتي الحملات الإعلامية في بعض الأحيان بنتائج عكسية؛ حيث يتذكر "غراهام كيلي" - الرئيس التنفيذي الأسبق لاتحاد الكرة - حملة إعلامية كانت بقيادة صحيفة ذا صن وكانت ضد بوبي روبسون في عام 1984(قبل استقالته بست سنوات) قائلاً:
"كان يقوم مندوبون عن الصحيفة بإعطاء الجماهير شعارات تحمل عنوان (فليرحل روبسون) أثناء مباريات المنتخب، ولكني اتذكر أنه مع كل هجوم على روبسون كان الدعم يزداد ممن حوله. ومما يثير السخرية هو أنه قبل انطلاق بطولة كأس العالم عام 1990، كان صبر رئيس الاتحاد وقتها بيرت ميليتشيب قد نفد أخيراً، وقام بالتحدث مع روبسون وأخبره أنه إما أن يفوز بكأس العالم أو يرحل، وكان رد فعل روبسون هو أن قام بالتفاوض لتدريب نادي آيندهوفن الهولندي، ولكن صدقني، إذا لم يحدث هذا كان روبسون سيستمر في تدريب المنتخب لأربعة أعوام أخرى."
كانت أقسام الإعلام المختلفة تقوم غالباً بتدشين حملات من أجل تعيين شخص معين ليكون مدرباً للمنتخب، وهذا ما حدث تحديدأ في فترة بوبي روبسون؛ حيث دشنت وسائل الإعلام حملة لتعيين برايان كلوف. وذات مرة أخبر روبسون رئيس اتحاد الكرة بيرت ميليتشيب قائلاً: "أنا الآن أمر بوقت عصيب والجميع يريدون برايان ليحل محلي، من رأيي أن تكلفه بالمهمة، فإذا نجح سيكون الجميع سعداء، وإذا فشل فستكون هذه نهاية الضجة حول تعيين برايان كلوف كمدرب للمنتخب". وأضاف روبسون قائلاً: "من الممكن أن يكون هذا الأمر مزعجاً للبعض ولكني أري أنه سيكون مدرباً جيداً؛ فهو يستطيع اتخاذ القرارات الصائبة كما أنه لديه القدرة على تكوين فريق جيد وهو أيضاً رجل ملهم". هناك حملة أخرى دشنها الإعلام وهذه المرة لإقالة تيري فينابلز، ولكن تم تأييده للعودة مرة أخرى لقيادة المنتخب عام 2000.
ونال "ستيف ماكلارين" حظه من النقد، كما أصبحت عناوين الصحف تهاجمه بشكل عاطفي أكثر منه عقلاني؛ وذلك بسبب فشله في التأهل لبطولة الأمم الأوروبية عام 2008. ففي يناير عام 2008، وصفت مجلة "When Saturday Comes" المختصة بكرة القدم الشهور الأخيرة في فترة ماكلارين بأنها كانت "قاسية ووحشية". فقد قامت جميع الصحف الرسمية منها والشعبية بنشر مقالات نقدية، منها على سبيل المثال العنوان الافتتاحي لصحيفة التايمز الذي يقول "ماكلارين فشل وعليه أن يرحل".
قام الإعلام أيضاً بالسخرية من الحملات التي تهدف لتعيين المدربين أو إقالتهم أو بقائهم في مناصبهم. فقد قامت صحيفة "ذا صن" في أكتوبر عام 2000 بإطلاق حملة لتعيين "الحمار" ليكون المدرب الجديد للمنتخب.