اذا لم تجد ما تبحث عنه يمكنك استخدام كلمات أكثر دقة.
الإعراب هو مصدر من الفعل أعرب، يعرّف لغة بأنه الإبانة والإيضاح، فيقال: أعرب الرجل أي أفصح القول والكلام، وهو ما ورد عن الخليل الفراهيدي صاحب كتاب العين، بينما أشار الجوهري في صحاحه أنّ المادّة (عرب) تأتي من العُروبة، وأعرب كلامه إذا لم يلحن في الإعراب، أمّا اصطلاحاً فللإعراب العديد من التّعريفات عند عُلماء النّحو، ومنها تعريف ابن هشام في كتابه (شرح شذور الذّهب في معرفة كلام العرب)، الذي عرفها بأنه الأثر الموجود على آخر الكلمة، سواءً كان ظاهراً أو مُقدّراً، ويتشابه هذا التّعريف مع تعريف عبّاس حسن في كتابه (النّحو الوافي) الذي يصفه بأنه التّغيير الذي يحدث في أواخر الكلمات، والناتج من تغيُّر العامل الدّاخل على الكلمة، إذ لكلّ عامل أثرٌ يختلف عن الآخر، وهناك العديد من التّعريفات الأخرى لمُفردة الإعراب إلّا أنّها تصبُّ في معنى واحد لخّصه ابن عقيل في كتابه (المساعد على تسهيل الفوائد) والذي أشار فيه إلى أنّ الإعراب هو الأثر الذي يظهر آخر الكلمة لوجود عامل معيّن يكون مُسبِّباً له، والأثر يكون على هيئات مختلفة، وهي: الحركة، والتي تشتمل على (الضّمة، والفتحة، والكسرة)، والحرف مِثل: (الواو، الألف، الياء، النّون)، والسكون، والحذف.
يُعدّ الإعراب باعتباره أحد أهم عناصر عِلم النّحو مادّةً صعبةً لدى الكثير من الدّارسين، فالكثيرين منهم لا يُفضّلون الخوض فيه لما يرونه من صعوبةٍ في الفهم، ويعود السّبب في عدم القدرة على تعلّمه إلى افتقار الرّاغبين في دراسته إلى ما سمّاه الأستاذ الدّكتور حسام كامل "الاستعداد النّفسيّ والعضويّ"، ويقصد بهذا أنّ الدّارس لِعِلم النّحو -الإعراب تحديداً- عليه أن يمتلك الرّغبة الحقيقيّة لتعلّمه، فالمُلاحظ أنّ الطُّلاب لا يُحبّون هذا المادّة ولا يجدون المُتعة في تعلُّمها، وأشار الأستاذ الدّكتور أنّ السّبب يعود إلى الأساليب المُتّبعة لتدريس هذه المادّة مِن قِبل المُعلِّم أو دِراستها مِن قِبل المُتعلِّم، بحيث يتمّ نقل الإعراب إلى حالة من الجُمود والتّجريد، دون إدخاله ضمن واقع الحياة واتّصاله بها، وليكونَ تعلّم الإعراب سهلاً على دارسه عليه أن يتّبعَ خطوات معيّنة، وفيما يلي بيان تفصيليّ لها.