اذا لم تجد ما تبحث عنه يمكنك استخدام كلمات أكثر دقة.
تتألف الأسرة في الإسلام من الزوج والزوجة والأبناء، بخلاف ما دعت إليه الجماعات الهدّامة إلى أنّ الأسرة قد تتكوّن من رجلين، أو من امرأتين، حيث كانت نظرة الإسلام للزواج على أنّها اللبنة الأساسية التي يتكوّن منها المجتمع، والخلية الأولى التي ينبع منها أساس المجتمع، ومحور بنائه، ودليل ذلك قول الله تعالى: (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِن أَنفُسِكُم أَزواجًا وَجَعَلَ لَكُم مِن أَزواجِكُم بَنينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِنَ الطَّيِّباتِ أَفَبِالباطِلِ يُؤمِنونَ وَبِنِعمَتِ اللَّهِ هُم يَكفُرونَ)، وكانت الأسرة النقطة التي قامت دولة الإسلام من خلالها، فقد كانت السيدة خديجة أول من آمن من النساء، وكما كوّنت مع النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أول أسرةٍ مسلمةٍ، وكانت تلك الأسرة محضن الدعوة إلى الإسلام، فالزواج سنةٌ من سنن الله في خلقه، تدور معهم حيثما كانوا، سواءً أكانت المخلوقات من الإنس، أو النبات، أو الحيوان، ووصف الله -تعالى- تلك السنة الكونية في كتابه، قائلاً: (وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)، فبعد أن هيّأ الله كلّاً من الزوجين، جعل الزواج الوسيلة المباحة للتكاثر والتناسل، ولم يجعل العلاقة بينهما ذات فوضى دون تنظيمٍ ووعيٍ؛ بل وضع لها الأسس والمبادئ التي تقوم عليها، التي تبدأ برضى كلّ واحدٍ منهما، والإشهاد على زواجهما، والزواج عبادةٌ يستكمل المرء بها نصف دينه، حيث دلّ على ذلك قول النبي صلّى الله عليه وسلّم: (مَنْ رزقهُ اللهُ امرأةً صالحةً، فقدْ أعانَهُ على شطرِ دينِهِ، فليتقِ اللهَ في الشطرِ الباقِي)، ونهى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن الامتناع عن الزواج، وقال بأنّه لا يمنع عنه إلّا عجزٌ أو فجورٌ، ونهى كذلك عن الرهبانية، وأخبر بأنّها ليست من الإسلام، كما أنّ من يمتنع عن الزواج، فإنّه يضيّع على نفسه الكثير من المنافع والفوائد.