اذا لم تجد ما تبحث عنه يمكنك استخدام كلمات أكثر دقة.
حظي هذا المفهوم باهتمامٍ بالغٍ عند علماء النفس والفلسفة على حدٍّ سواءْ، إذ يرى معظم الناس أن الأمانة هي قول الحقيقة، ولكنّ ذلك ليس دقيقاً بما يكفي، حيثُ إنّ الحقيقة بذاتها تعتبر مفهوماً شخصياً إلى حدٍّ كبير، لأن فهم الإنسان للحقيقة يتأثر بتجاربه ووجهات نظره الخاصّة، فهل الأمانة تقتضي البوْح بكل شيء، أم أنّ إخفاء بعض الحقائق سيكون خياراً أكثر أخلاقية؟ إنّ هذا التناقض الذي يتولد إبّان المحاولة على إبقاء أمراً معيناً طي الكتمان بقصد منع الأذى أو الشعور بوجوب الإدلاء بكل الحقائق، يقتضي أن يكون المرء أميناً حتى لو كلّف ذلك شعور بعض بالأذى، فالأمانة وإن تعذّر حصر تعريفها بدقّة، ستتّفق معظم معانيها على أنْ يرفض الإنسان الكذب والغش والسرقة والخداع مهما كانت الظروف، فعندما يتحلى المرء بالأمانة يبني شخصيةً قويةً تمكنه من خدمة مجتمعه، وسيكسب ثقة المحيط من حوله.
من المهم حقاً أن يُنْظر إلى هذا المفهوم بطريقة عكسية، فالأمانة بطبيعتها خُلقٌ حسن، ولا شكّ أن التحلي به يضفي رونقاً للمجتمع وفوائد عظيمة، لكنّ السؤال المهم أيضاً: ما هي آثار خيانة الأمانة؟ الإجابة باختصار هي أن خيانة الأمانة سيكون لها عواقب سلبية، تبدأ بفقدان الشعور بالثقة وهو ما يخلق صعوبات في العلاقات والعمل نظراً لما فيها من تشويهٍ للسمعة والمساس بشخصية الإنسان وكرامته. ومن الجدير ذكره أن هذا السلوك المُشين يمكن أن يكون معدياً، حيث إنّ كثيراً من الأبحاث تُظْهر زيادة في عدد الأشخاص الذين يتصرفون بلا أخلاقْ عندما يتصرف أي فرد في المجتمع لصالحه الخاص بدلاً من أن يكون أميناً حريصاً على المصلحةِ العامة، ويمكن عندئذٍ إثبات هذا السلوك كقاعدة بغض الطرْف عن دوافع الفرد.
تُصنّف خيانة الأمانة على أنها إحدى المشاكل النفسية أكثر من كونها مشكلة أخلاقية، فهي تُبعد مُرْتَكِبها عن النزاهة وتجعل منه شخصاً ليس أهلاً للثقة، وبالتالي لا يمكن لهذا الشخص أنْ يثِق بالآخرين كما أنه سيفقد القدرة على ضبط نفسه. وكما يُقال: "الأمانة هي أفضل سياسة"، فهي تمنح من يتحلى بها عددًا من الفوائد في حياته وشخصيّته، ومنها ما يلي: