اذا لم تجد ما تبحث عنه يمكنك استخدام كلمات أكثر دقة.
في 17 تشرين الأول، سجلت همفري لدراسة الكيمياء في جامعة زيوريخ. انضمت لرابطة متنامية من طلاب آلفرد فيرنر التي عملت في الأقبية غير الملائمة للعمل والمعروفة بـ" كاتاكومبين" (سراديب الموتى). حصلت همفري على منحة قدرها £60 سنويًا على مدى ثلاث سنوات من قبل هيئة التعليم التقني في مجلس محافظة لندن، إلا أن الدراسة في سويسرا كانت مكلفة، وكانت همفري في ضائقة مادية. لاحظ فيرنر قدرات همفري وعيّنها مساعدة له، وقاضاها راتبًا. عملت همفري بجد، وتشير روايتها عن الأوقات التي قضتها إلى أنها وجدت الحياة الاجتماعية مخيبة للآمال.
كانت همفري أولى طلاب فيرنر الذين نجحوا في تحضير سلسلة فيرنر الجديدة الأولى من معقدات الكوبالت المماكبة هندسيًا، وهي نوع من المركبات التي كانت محوريةً في تطور بحثه وبرهانًا على نظريته التناسقية. إحدى هذه المركبات، بروميد مقرون ثنائي (إيثيلِين ثُنائِيِّ الأَمِين) مزدوج نترو الكوبالت (III)، كان المركب الأول من معقد الكوبالت غير المتناظر ثماني السطوح. عام 1991، تبرعت الجمعية السويسرية للكيمياء بالكريستال غير المتناظر الذي حضّرته همفري للجمعية الملكية للكيمياء، وهو الآن موجود في برلنغتون هاوس، لندن.
كم كان محزنًا للسيدة همفري أن إنجازها لم يلق تقديرًا في ذاك الوقت، إذ كان لها الفضل في برهانٍ دقيقٍ لصحة نظرية فيرنر التناسقية ومنحه جائزة نوبل اللاحقة." وعلى الرغم من وجود دراسة لاحقة تشكك بنوعية العينة، بقيت مكانة همفري بارزة كعالمة رائدة.
قبلت جامعة زيورخ أطروحتها لنيل إجازة في الدكتوراه عن مواضع ترابط المعادن في مركباتها وعن دنيترتو إيثيلين أملاح الكوبالت. عام 1901، كانت همفري أول امرأة بريطانية تحصل على إجازة الدكتوراه في الكيمياء، لكن ليس في زيورخ. إذ حصلت امرأة أمريكية، رايتشل هولواي لويد، على الدكتوراه في 1887، وبعدها أصبحت المدينة جنة للطالبات النساء من جميع أنحاء أوروبا.
بعيد استكمال همفري لأطروحتها، تلقّت توصية بالانتقال لجامعة لايبزغ لاستكمال البحث تحت إشراف فيلهيلم أوستفالد. إلا أن المعاملة التي لاقتها النساء هناك كانت مختلفة عن زيورخ، ولم تكن همفري لتحتمل نظامًا لا يسمح لها فيه بالعمل في المختبرات إن كان حضورها يصرف انتباه الرجال عن عملهم.