If you do not find what you're looking for, you can use more accurate words.
وصلت أخبار المشركين إلى رسول الله بعزمهم على غزو المدينة، ولمّا تأكد من صحة الخبر استشار أصحابه، فأشار عليه سلمان الفارسي بحفر خندقٍ حول المدينة، فوافقه رسول الله، وبدأ المسلمون بصحبة رسول الله بحفر الخندق، فلما وصل الأحزاب تفاجؤوا مما صنع المسلمون، وكان حيي بن أخطب قد تكلّم مع كعب بن أسد زعيم بني قريظة وأقنعه بغزو المسلمين، وكان رسول الله قد فكّر بأن يتّفق مع بني قريظة على ثلث ثمار المدينة كي يتراجعوا عن مناصرة اليهود، لكن الأنصار رفضوا معتبرين أنّ ذلك من التذلّل لهؤلاء الخونة، ثم بدأت جماعات المشركين بمحاولات التسلّل إلى المدينة، لكن المسلمين واجهوهم ومنعوهم.
جاء نعيم بن مسعود إلى رسول الله يخبره بأنّه مخفٍ لإسلامه، لكنّ بني قريظة يأتمنونه ويثقون به، وأخبر رسول الله بإرادته لمساعدته، فطلب منه الرسول أن يعود إليهم ويخدعهم ويحاول أن يفرّق جمعهم ويفتن بينهم، فالحرب خدعة، فعاد نعيم إليهم وبدأ بتشتيت جمعهم وإيقاع الشكّ في قلب كلٍّ منهم تجاه الآخر، وقد دبّ النّزاع بينهم، وأرسل الله ريحاً قوية مصاحبةً للأمطار والبرد الشديد، حتى اقتلعت خيمهم وأطفأت نيرانهم، فدبّ الخوف في قلوبهم، فحملوا أنفسهم وغادروا أماكنهم دون قتال، حتى إذا جاء الصباح لم يكن أحدٌ منهم حول المدينة، وقد أنزل الله -تعالى- قوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا* إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّـهِ الظُّنُونَا* هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا).