If you do not find what you're looking for, you can use more accurate words.
يحلل عالم الاجتماع فيل زوكرمان البحوث الاجتماعية السابقة حول العلمانية واللاإيمان، ويستنتج من تحليله ارتباط السلام المجتمعي بصورة إيجابية مع اللادينية. وجد زوكرمان قليلًا من الملحدين والعلمانيين في الأوساط الفقيرة، والأمم الأقل تطورًا (خاصة في أفريقيا وجنوب أمريكا) عنها في الديمقراطيات الصناعية الثرية. تتعلق نتائجه خصيصًا بالإلحاد في الولايات المتحدة مقارنة بالمتدينين بها، «الملحدون والعلمانيون» أقل قومية وانحيازًا ومعاداة للسامية وعنصرية ودوغمائية واستعراقية، وأقل تحجرًا فكريًا وسلطوية، وفي الولايات المتحدة ترتبط الولايات غزيرة الملحدين بنسب أقل من المتوسط من حيث جرائم القتل. ترتفع نسبة جرائم القتل في الولايات المتدينة عن المتوسط.
يُعتبر الملحدون أشخاصًا لادينيون، لكن هناك قطاعات في الأديان الرئيسة ترفض فكرة الإله الشخصي أو الرب الخالق. قبلت بعض الأديان في السنوات الأخيرة أتباعًا من الملحدين العلنيين، مثل الإلحاد اليهودي أو اليهودية الإنسانية، والملحدين المسيحيين.
لا ينطوي الإلحاد الإيجابي بالمعنى المحض على عقيدة خارج إطار الكفر بأي رب، ولكن يجوز للملحدين مجملًا التمسك ببعض الاعتقادات الروحانية. ولهذا السبب يؤمن كثير من الملحدين بمختلف المعتقدات الأخلاقية، وتتراوح هذه المعتقدات بين الشمولية الأخلاقية للفلسفة الإنسانية، التي تتمسك بقانون أخلاقي يُطبق بصورة متساوية على كل البشر، إلى العدمية الأخلاقية، التي ترى فراغ الأخلاق من المعنى. تقبل توجهاتٌ مختلفة من البوذية والهندوسية والجاينية الإلحادَ كموقف فلسفي صائب.
جادل بعض الفلاسفة من أمثال سلافوي جيجك وألن دي بوتون وألكسندر بارد وجان سوديركفست، جميعهم جادل بضرورة استعادة الملحدين للدين لمواجهة التأليه، أو بعدم تركهم للدين ليكون حكرًا للمؤلهين.
تُفيد معضلة يوثيفرو، طبقًا لأفلاطون، أن دور الإله في تحديد الصواب من الخطأ اعتباطي وغير ضروري. يظل الجدل قائمًا حول حجة وجوب اشتقاق الأخلاق من إله، وعدم إمكانية وجودها دون خالق عاقل، في المناظرات الفلسفية والسياسية. يُنظر لبعض الأوامر الأخلاقية مثل «القتل فعل خاطئ» كقوانين إلهية تحتاج إلى قاضٍ ومشرع سماوي. لكن الملحدون يعتبرون التعامل مع الأخلاق منطقيًا منطويًا على مغالطة التشبيه الخاطئ، وأن الأخلاق لا تعتمد على مشرع كما تعتمد القوانين عليه. يعتقد فردريك نيتشه باستقلال الأخلاق عن الاعتقاد التأليهي، وأن الأخلاق المبنية على الإله «تكتسب حقيقتها من حقيقة وجوده، وتسقط بسقوطه». يرى إيمانويل كانط أن العقل المحض كافٍ للتوصل للقوانين الأخلاقية في «الأوامر المطلقة» التي تحتوى على مبرراتها في ذاتها.
توجد بعض الأنساق الأخلاقية المعيارية التي لا تحتاج إلى قواعد أو مبادئ إلهية. تشمل بعض الأنساق أخلاقيات الفضيلة والعقد الاجتماعي والأخلاقيات الكانطية والنفعية والموضوعية الأخلاقية. اقترح سام هاريس بُعد صناعة القواعد الأخلاقية عن إطار البحث الفلسفي، مقرًا بخضوعها للممارسة في علوم الأخلاق. يجب على أي نظام علمي أن يعالج النقد المبني على مغالطة المذهب الطبيعي.
اهتم عدد من الملحدين البارزين، ومنهم كريستوفر هيتشنز ودانيال دينيت وسام هاريس وريتشارد دوكينز حديثًا، وبيرتراند راسل وروبرت ج. إنغيرسول، وفولتير، والروائي جوزيه ساراماغو قديمًا، بنقد الأديان، مستشهدين بالجوانب الضارة من الممارسات والعقائد الدينية.
وصف الفيلسوف السياسي والمنظّر الاجتماعي الألماني كارل ماركس الدين بأنه «تنهد المخلوقات المقموعة، وقلب العالم الأجوف، وروح ظروف بلا روح. إنه أفيون الشعوب». يرى كارل ماركس «القضاء على الدين والسعادة الوهمية المنتظرة منه شرطًا للسعادة الحقيقية، فدعوة الشعوب لترك الأوهام تتطلب نزعهم من الظروف الصانعة لها. وبالتالي فإن نقد الدين، منذ المهد، نقدٌ للدموع التي ينعكس من خلالها الدين».
ينتقد سام هاريس اعتماد الأديان الغربية على السلطة الإلهية، ويربطه بتسليم نفسها إلى السلطوية والدوغمائية. هناك علاقة بين الأصولية الدينية والتدين الخارجي (عندما يعتقد المرء في الدين لأنه يخدم مصالح أخرى) والسلطوية والدوغمائية والتحامل. تُستخدم تلك الحجج، بالتوازي مع حوادث توضح مخاطر الدين عبر تاريخ البشرية، مثل الحملات الصليبية ومحاكم التفتيش ومطاردة الساحرات والهجمات الإرهابية، للرد على ادعاءات التأثيرات الإيجابية للدين. ويرد المؤمنون على هذه الحجج بحجة الدول التي تبنت سياسة إلحاد الدولة، والتي تمثلت تاريخيًا في الاتحاد السوفيتي، والذي ارتكب ومارس العديد من المذابح الجماعية. يرد سام هاريس وريتشارد دوكينز على ذلك بأن المذابح التي ارتكبها ستالين لم تكن بفعل الإلحاد بل بسبب الدوغمائية الماركسية، وبينما تصادف أن ستالين وماو ملحدان، فإنهما لم يرتكبا تلك الفظائع باسم الإلحاد على عكس المتدينين الذين يرتكبون جرائمهم باسم العقيدة التي يعتنقونها دوغمائيًا.