He has (46) books in the library, Total download and read (96,293)
عبد الله العروي، (مواليد سنة 1933، أزمور)، مفكر ومؤرخ وروائي مغربي، يعتبر من المفكرين الذين اتخذوا التاريخانية مذهبا وفلسفة ومنهجا للتحليل، كما يعد العروي أيضا من أنصار القطيعة مع التراث العربي/الإسلامي ومن دعاة تبني الحداثة الغربية كقيمة انسانية.
حاز على جائزة" شخصية العام الثقافية" في الدورة الحادية عشرة لجائزة الشيخ الزايد للكتاب 2017.
مسيرته
ولد عبد الله العروي في 7 من نونبر/ تشرين الثاني في مدينة أزمور سنة 1933 لعائلة ذات نفوذ كبير، توفيت والدته وهو في سن صغيرة.
تلقن تعليمه الابتدائي و الإعدادي في أزمور و مراكش ثم انتقل إلى الرباط حيث حصل البكالوريا سنة 1953 ,بعد ذلك انتقل إلى فرنسا لدراسة العلوم السياسية فحصل على الإجازة (البكالوريوس) من معهد الدراسات السياسية بباريس سنة 1956, أتمم دراسته العليا فحصل على دبلوم السلك الثالث في التاريخ سنة 1958 وشهادة "التبريز" أستاذ مبرز في الاسلاميات سنة 1963 ثم حصل على الدكتوراه سنة 1976 عن أطروحة "الأصول الاجتماعية والثقافية للوطنية المغربية : 1830-1912" اشتغل مدرسا في كلية العلوم الإنسانية في جامعة محمد الخامس إلى أن تقاعد عن العمل سنة 2000.
منهاجه الفكري
يعد عبد الله العروي من المؤمنين بالمنهج المعرفي (ايبستيمولوجي) كمنهج لمعالجة قضيا وإشكالات الفكر العربي (بحكم اهتمام المفكر كثيرا بالقضايا العربية خاصة الفكر العربي والتراث).
هذا المنهج الذي اعتمد عليه عبد الله العروي يرتكز على جانبين اثنين هما:
وفي هذا الصدد يرى عبد الله العروي أن التاريخانية هي السعي والإحاطة بالوقائع التاريخية على أرضية التاريخ نفسه مع ضرورة التفريق بين مجال العمل التاريخي والمجال الفلسفي التأملي، وباعتبار العروي أحد معتنقي التاريخانية فإن لها تعريفا خاصا بها لديه وهو "ليست التاريخانيّة مذهبا فلسفيّا تأمّليّا، وإنّما هي موقف أخلاقي يرى في التاريخ، بصفته مجموع الوقائع الإنسانيّة، مخبرا للأخلاق وبالتالي للسياسة. لا يُعنى التاريخاني بالحقيقة بقدر ما يُعنى بالسلوك، بوقفة الفرد بين الأبطال. التاريخ في نظره، هو معرفة عمليّة أوّلا وأخيرا" (ثقافتنا في ضوء التاريخ، 1988، ص 16).
لكن استنادا على ما سبق فإن عبد الله العروي يعرف التاريخانية على أنها دلالة فرضتها بنية المجتمعات المتأخرة "أما في ما يخصني، فلمفهوم "التاريخانية" معنى مختلف ومغاير، لأسباب كلها تعود إلى تباين موقعي ومواضعي، وبما أن "التاريخانية" حَدَتْ بفلاسفة الغرب إلى الانكباب على تاريخ مجتمعاتهم وحضارتهم، فإنها عندي دليل يُحيلني على مجتمعي وتاريخه، ولو اكتفيت بالتموضع في "التاريخانية" كفلسفة أو ككتلة أفكار، لكنت مجرد داعية شأن "البرجسونيين" أو "السارتريين" العرب"( سالم حميش، "معهم حيث هم"، بيت الحكمة، الدار البيضاء،1988). مما سبق يتضح أن العروي يرى في التاريخانية تلك الرؤية التي أحالته إلى تاريخه ومجتمعه أي إلى (التأخر التاريخي العربي) الذي تشكل بالنسبة له من: الفكر اللاتاريخي، تخلف الذهنية والفقر الإيديولوجي.
والتاريخانية كما يراها العروي تعتمد على أربعة مبادئ هي تباعا:
إن العروي يرى أن العقل يتأسس على مفاهيم محددة و واضحة يمكن الاستعانة بها في إنشاء البناء العقلي، وهو موقف ديكارتي معروف باعتباره أول التأسيسيين، هذا المنهج يظهر بوضوح في سلسلة مفاهيم عبد الله العروي (مفهوم الإيديولوجيا، مفهوم الحرية، مفهوم الدولة، مفهوم التاريخ، مفهوم العقل), وقد وضح منهاجه التأسيسي في مقدمة كتابه "مفهوم الحرية" (ص5):
" إننا لا نبحث في مفاهيم مجردة لا يحدها زمان ولا مكان، بل نبحث في مفاهيم تستعملها جماعة قومية معاصرة هي الجماعة العربية. إننا نحلل تلك المفاهيم ونناقشها لا لنتوصل إلى صفاء الذهن ودقة التعبير وحسب، بل لأننا نعتقد أن نجاعة العمل العربي مشروطة بتلك الدقة وذلك الصفاء. لهذا السبب نحرص على البدء بوصف الواقع المجتمعي: آخذين المفاهيم أولا كشعارات تحدد الأهداف وتنير مسار النشاط القومي. وانطلاقا من تلك الشعارات نتوخى الوصول إلى مفاهيم معقولة صافية من جهة ونلتمس من جهة ثانية حقيقة المجتمع العربي الراهن. رافضين البدء بمفاهيم مسبقة نحكم بها على صحة الشعارات إلى جانب تخلينا عن لعبة تصور واقع خيالي نعتبره مثلا أعلى نقيس عليه الشعارات، لأننا نعتقد أن أيسر مدخل إلى روح أي مجتمع هو مجموع شعارات ذلك المجتمع."
المصدر: ويكيبيديا الموسوعة الحرة برخصة المشاع الإبداعي