قم بترقية حسابك بالمكتبة واستمتع بخدمات الإشتراك المدفوع تجربة فائقة السرعة وتخلو من الإزعاج
حقوق النشر محفوظة
لا يمكن معاينة الكتاب أو تحميله حفاظاً على حقوق نشر المؤلف و دار النشر
مؤلف: | أمين يوسف عودة |
قسم: | الرد على الصوفية |
اللغة: | العربية |
الناشر: | المؤسسة العربية للدراسات والنشر |
تاريخ الإصدار: | 01 يناير 2001 |
الصفحات: | 398 |
المزيد من الكتب مثل هذا الكتاب |
اقتضت طبيعة هذا البحث الذي بين يدينا أن يتوزع على ثلاثة أبواب رئيسة خلا المقدمة والتمهيد والخاتمة والملحق، أما التمهيد فقد أسس للمقامات والأحوال من ناحية فكرية، فبين كيف استطاع الصوفية أن يؤسسوا لأنفسهم نظاماً تعبيرياً روحياً تنبثق مفرداته ومفاهيمه من جوهر الدين الإسلامي، ومن صلب التجربة الصوفية الحية، وكان من الضروري لهذا التمهيد أن يشتمل، في الوقت نفسه، على رصد لمراحل التطور التي تعاقبت على هذا النظام في الفترة الزمنية المدروسة.
وخصص الباب الأول لدراسة المقامات في الشعر الصوفي، فكان مبناه على ثلاثة فصول، عني الأول منها بإبراز حلقات الوصل التي تربط بين نشأة الشعر الصوفي، وبخاصة شعر المقامات والأحوال، وشعر الأخلاق الدينية ولا سيما الزهد منه، فجاء هذا الفصل بمنزلة المدخل الذي لا بد من تقدمه على ما سيليه من فصول.
وتوفر الفصل الثاني والثالث على دراسة المقامات الواردة في الشعر الصوفي مرتبة وفق ما جاء عند أغلب الصوفية، فاستجليت المقامات الثلاثة الأولى، وهي: التوبة، والورع، والزهد، يجمعها فصل واحد خاص بها دون غيرها، لاعتقاد الدارس أنها مقامات تأسيسية للمقامات الأخرى التي ستهب التصوف معناه الخاص، ولذلك جاء الفصل الثالث لينهض بعبء دراسة هذه المقامات، وهي: الفقر، والصبر، والتوكل، والرضا، والشكر، وبذلك تكتمل دائرة المقامات الأصول في الشعر الصوفي.
أما الباب الثاني، ولعله أوسع الأبواب فقد نهد لاستبطان دخائل الأحوال في الشعر بادئاً بالحال المركزي لبقية الأحوال، وهو حال المحبة، عنوان الفصل الأول، فعرض لتجليات آثارها العامة والخاصة في الشعر، وأشار إلى خصوصية كل شاعر في مذاقه لها، وانتهى بمحاولة استخراج المخبآت الفلسفية للمحبة عند ابن عربي.
ولسعة حال المحبة عند الصوفية فكراً وفلسفة وعاطفة، فقد تفننوا في تغنيها شعراً وعملوا على تصنيفها في مراتب يكون اللاحق منها أعلى مرتبة من السابق. فجاء الشعر مستوعباً لها خير استيعاب، فكان لا بد من إفراد فصل يتوجه لاستقراء هذه المراتب في الشعر، وتمحيص حقائقها وخصائصها. والانتهاء من حال المحبة تنتقل الدراسة لتناقش أحوال التصوف الأخرى في الفصلين الثالث والرابع. فبينما سار الفصل الثالث إلى بيان الأحوال الخاصة بالحضور، أعني حالة الوعي بالذات والمحيط، كالشوق، والقرب والبعد، والقبض والبسط، والأنس، سار الفصل الرابع إلى بيان الأحوال الخاصة بالغيبة، أعني غياب الوعي بالذات والمحيط، كالسكر والصحو، والفناء والبقاء.
وينتهي متن الدراسة بالباب الثالث الذي عني بإبراز أهم الخصائص الفنية لشعر المقامات والأحوال. ولأجل إيفاء هذه الناحية بعض حقها قسم الباب إلى ثلاثة فصول. ذهب الأول منها إلى محاولة استبطان فلسفة الرمز الشعري عند الصوفية بربطها بتصورين أساسين هما: ثنائية الظاهر والباطن، والخيال. ولم يكن الدارس ليعني بإثبات هذا الفصل النظري لولا ضرورته لاستجلاء غوامض الرموز الشعرية التي عولجت فيما بعد.
ويأتي الفصل الثاني ليتتبع أهم صورتين رمزيتين أبدعهما شعر الأحوال خاصة، هما صورة المرأة وأبعادها الرمزية المقيدة كما ظهرن عند ابن عربي، ثم رمزها المطلق، كما عرض لتطور هاتين الصورتين من الناحية الفنية، وأشار إلى آثار شعر الغزل والخمرة في التراث العربي فيهما، مع الوقوف عند العناصر الصوفية التي وسمت هاتين الصورتين بعلامات خاصة ربما لم تؤثر في الشعر العربي من قبل.
وأخيراً يأتي الفصل الثالث لينقب عن أهم الخصائص الأسلوبية لشعر المقامات والأحوال، فيلتفت إلى مدى شيوع أساليب الخبر والإنشاء في المنطين ويؤوّ لهما في سياقاتهما الدلالية، وينظر إلى مدى الابتكار الذي حققه الصوفية في لغة الشعر، ويتوقف عند ظاهرتين بديعيتين ظهرتا مكونين بنيويين في الشعر، هما ظاهرة الطباق التي تمثل جدل الأضداد في الفكر الصوفي، هذا الجدل الذي ينتهي إلى إلغاء الضدية من الكون كما ألغاه أسلوبياً في الشعر. والأخرى، ظاهرة الجناس التي تشير إلى الوحدة، ولكن عبر التنوع والكثرة.
تمثل المقامات والأحوال واحدة من ثلاث ركائز يقوم عليها التصوف هي: الشريعة، والطريقة، والحقيقة، وركيزة الحقيقة هي المنطوية على موضوع هذا البحث، ولقد ظهر للباحث أن أغلب مادة الشعر الصوفي قوامه المقامات والأحوال، فوجه بحثه نحو قراءة المضامين العرفانية للمقامات والأحوال قراءة تحليلية تستبطن طبقات معانيها، وتظهر مراحل التطور التي تعاقبت على شعر المقامات والأحوال.
لقد قدم الباحث، في هذا الكتاب، دراسة المقامات في الشعر الصوفي مرتبة وفق ما جاء عند أغلب المتصوفة، فاستجلى مقامات التوبة، والورع والزهد، والفقر، والصبر، والتوكل، والرضا، والشكر. كما قام بدراسة الأحوال وتجلياتها في الشعر، مشيراً إلى خصوصية كل شاعر في تذوّقها، بدءاً من حال المحبة، ومروراً بأحوال الحضور: الشوق، والقرب والبعد، والقبض والبسط، والأنس، وانتهاءً بأحوال الغيبة: السكر والصحو، والفناء والبقاء. وعني بإبراز أهم الخصائص الفنية لشعر المقامات والأحوال، وقدم استبطاناً لفلسفة الرمز الشعري عند المتصوفة، وتتبع صورة المرأة والخمرة وأبعادهما الرمزية.
إن هذا الكتاب، الذي نقب فيه الباحث عن أهم الخصائص الأسلوبية لشعر المقامات والأحوال، ليس مجرد بحث أكاديمي في مادة التصوف الخام، بل هو استغراق فعلي في موضوع اختلط بذات الباحث حتى أصبح منها، ولذا فإن أهم ما يميزه أنه عمل تذوقي مبعثه اللذة أولاً كأي عمل إبداعي.
إنه ليس كتاباً عن التصوف، إنه كتاب في التصوف نفسه يقارب لكن من الداخل ويتأمل لكن إلى الداخل. وهو كنص صوفي، جديد ولا غنى عنه لمهتم أو قارئ أو باحث.
حقوق النشر محفوظة
لا يمكن معاينة الكتاب أو تحميله حفاظاً على حقوق نشر المؤلف و دار النشر
كن أول من يقيم ويراجع ويقتبس من الكتاب
كن أول من يقيم ويراجع ويقتبس من الكتاب
الكتب الإلكترونية هي مكملة وداعمة للكتب الورقية ولا تلغيه أبداً بضغطة زر يصل الكتاب الإلكتروني لأي شخص بأي مكان بالعالم.
قد يضعف نظرك بسبب توهج الشاشة، أدعم ناشر الكتاب بشراءك لكتابه الورقي الأصلي إذا تمكنت من الوصول له والحصول عليه فلا تتردد بشراءه.
أنشر كتابك الآن مجانا
الملكية الفكرية محفوظة للمؤلفين المذكورين على الكتب والمكتبة غير مسئولة عن افكار المؤلفين
يتم نشر الكتب القديمة والمنسية التي أصبحت في الماضي للحفاظ على التراث العربي والإسلامي
، والكتب التي يتم قبول نشرها من قبل مؤلفيها.
وينص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أنه "لكل شخص حق المشاركة الحرة في حياة المجتمع الثقافية، وفي الاستمتاع بالفنون، والإسهام في التقدم العلمي وفي الفوائد التي تنجم عنه. لكل شخص حق في حماية المصالح المعنوية والمادية المترتِّبة على أيِّ إنتاج علمي أو أدبي أو فنِّي من صنعه".