تحميل كتاب الدولة السودانية جدل الدين والهوية pdf

وصف الكتاب

الدولة السودانية جدل الهوية والدين

ملخص

تخلقت الدولة الوطنية في السودان بإرادة المستعمر الخارجي في 1821. ومفهوم الدولة الوطنية يشير إلى نماذج الوحدات السياسية ذات الحدود الجغرافية المستقلة عن بعضها البعض، والمتأسسة على أنقاض الإمبراطورية الرومانية، عبر اتفاقية الصلح التي تعرف باتفاقية ويستفاليا في 1648. مثل ظهور الدولة الوطنية تطورا إيجابيا في الفكر الاجتماعي والسياسي الإنساني، وكان أهم ما ميز هذا النموذج السياسي الجديد، هو حلول مفهوم الشعب مكان مفهوم الرعايا، والذي يشير إلى تحول سلطة الإمبراطور أو الملك المطلقة، التي كانت في النموذج القديم، لتتركز في جماع إرادة الشعب. عليه لم تعد الشعوب تعيش تحت رحمة الملوك والأباطرة كما في السابق، بل أصبحت هي مصدر السلطة.
في السودان مضى مشروع بناء الدولة الوطنية، ببطئ أو على أسس غير سليمة. فمنذ البداية ظهرت الاشكالات المتعلقة باستئثار مجموعات معينة بمؤسسة الدولة، وعملت عبر عدد من السياسات على المحافظة على امتيازاتها الخاصة. تمثل الشرخ الأول في جدار هذا البناء في القسمة غير الموضوعية والتوزيع غير العادل للوظائف أثناء سودنة الوظائف، ومن ثم توالت الشروخ التي أعاقت مشروع بناء الدولة الوطنية على أسس سليمة. غاب السعي الجاد لإيجاد آليات قادرة على إدارة التنوع وحلت محلها سياسة فرض هوية أحادية فظهرت أزمة الهوية. غابت إرادة التنازل عن الامتيازات التاريخية والجدية في معالجة الظلم والتفاوت التاريخي، فظهرت وضعية التهميش التي أدت إلى حروبات متواصلة، لم تنتهي بفصل الجنوب فحسب، بل وتهدد بإنفصال أجزاء أخرى من السودان. اللهم إلا في حالة تدارك هذه الأخطاء والبحث عن لحظة تأسيس جديدة، قادرة على ضمان بناء دولة المواطنة.

فعملنا من خلال رصد تاريخي لطرائق اشتغال السلطة في السودان على قضية التنوع الديني والثقافي التي تتسم بها تركيبة الدولة على توضيح ما ترتب عليها من نتائج وتبعات.
ومع أن البحث ليس كبيرا بالقدر الذي يساعدنا على الاسهاب في كثير من المفاهيم، فقد آثرنا أن نستعرض المواقف بشيء من التكثيف.

وخلصنا على أن فشل النخب السياسية في إدارة التنوع في سودان ما بعد الاستقلال، كانت سببا في استمرار الحروب الداخلية للدولة، ومن ثم انفصال جنوبه، واستمرار الحروب في غربه إلى الآن.

تحميل
. . .

قراءة
. . .

بــحـــث