كتاب الحكمة في وادي الرافدين

وصف الكتاب

نالت الحكمة عند العراقيين القدماء مقاماً رفيعاً وقيمة عالية واهتماماً كبيراً، وهي تكاد تحتفظ بمسحة من القدسية، فنجدها بقيت ملازمة، كموروث نلمسه في الديانات التوحيدية اللاحقة (بدء الحكمة-مخافة الرب) و(رأس الحكمة-مخافة الله). وتبوأ أدب الحكمة موقع الصدارة ضمن ضروب الأدب الرافديني. ولا تخلو المدوّنات المسمارية من تلميحات للحكمة سواء كانت أدبية أم غير أدبية، وما تكنّه من معانٍ متنوعة تتعلق بالقيم والأخلاق والمثل العليا للحياة، فقد سعى العراقيون القدماء والباحثون المحدثون إلى الخوض في تفاصيل هذا الغرب، مسهمين بعطاءات مختلفة ومتنوعة نظراً لأهميته المميزة، كونه يعكس المفاهيم والمعتقدات الفكرية والروحية للعراقيين القدماء الذين تركوا تراثاً ضخماً من المدوّنات تسرد آراءهم بخصوص مجمل القضايا التي شغلت بالهم عبر مسيرة تاريخية طويلة. وكان للأمثال نصيب وافر ضمن النتاجات لوادي الرافدين، وهي تعبّر عن مدى إدراك العراقيين القدماء لما كان يجري من أحداث في حياتهم وقدرتهم على استخلاص التجارب والعبر منها في مختلف مجالات الحياة اليومية، إذ يمكن تلمس وعند استعراض تلك الأمثال البلاغة والحكمة والموعظة في جمل قصيرة ومقتضبة ومركّزة المعنى.

هذا وإن أدب الحكمة يؤكد على مفاهيم مترادفة وصيغ بلاغية تدلل على الفطنة والإدراك والفهم بقصد الارتفاع بالنفس البشرية إلى مستوى الحكمة المنشودة وتخطي منزلقات الخطايا والشرور قدر الإمكان. وإن أكثر أصناف أدب الحكمة شيوعاً هي الأمثال، وهناك نصوص ذات مضامين تشبه الأمثال في الروح، لكنها تتميز عنها بالشكل، وهو ما يسمى النصائح والحكم، وهي سلسلة من الجمل البليغة التي تحمل النصح والإرشاد حول السلوك الأخلاقي.

من هذا المنطلق يأتي كتاب "الحكمة في وادي الرافدين" الذي نقلب صفحاته ليشكل مصدراً مهماً للفكر بوادي الرافدين حيث أنه لسان النفوس وترجمان العواطف، وصحيفة من صحف التاريخ، فهو من الضروريات لتهذيب النفوس، وكبح جماحها وتحجيم رغباتها عن طريق الإفادة عبر الحكماء وتجاربهم، فيبقى العراق مشتعلاً منيراً في حالك الجهالات الملمّة بالأمم، ومعيناً لا ينضب في صحارى الشعوب المجاورة، ودستوراً للعدالة في ميادين الظلم البشري في زوايا الإنسان المظلمة، وشريعة تنادي بأعلى صوتها من على منابر الاستبداد الغالبة لتنهار محافلها وتسقط مغلوبة منهارة تحت أقدام حمورابي، وحوافر جيش نبوخذ نصر، ومعارف أشور بانيبال صاحب أول وأعظم مكتبة عرفها التاريخ الإنساني.

حقوق النشر محفوظة

لا يمكن قراءة الكتاب أو تحميله حفاظاً على حقوق نشر المؤلف و دار النشر
غير متوفر رقمياً أو ورقياً من خلال مكتبة نور، متروك للتقييم والمراجعة

مراجعات ( 0 )

اقتباسات ( 0 )

  أبحث عن كتاب آخر